* طفرة كبيرة فى مؤشرات الاقتصاد والاستفادة من موقع مصر الإستراتيجى لتعزيز التعاون التجارى * تطوير قدرات مصر فى إنتاج وتوفير الطاقة لتصبح مركزا إقليميا لتوزيعها
فى إطار حرصه الدائم على استعراض الفرص الاستثمارية الكبيرة، التى تتمتع بها مصر أمام المحافل الدولية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى اتساق أهداف «مبادرة الحزام والطريق» مع جهود مصر لإطلاق عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، التى حولت مصر خلال السنوات الخمس الماضية إلى قبلة للمستثمرين ورجال الصناعة فى العالم. وقال الرئيس - فى كلمته أمس بالجلسة الافتتاحية للشق رفيع المستوى لقمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى بحضور رؤساء حكومات نحو 40 دولة و5000 شخصية دولية رفيعة المستوى - إن فى مقدمة المشروعات التنموية العملاقة بمصر، محور تنمية منطقة قناة السويس، القائم على إنشاء مركز صناعى وتجارى ولوجستي، الذى يوفر فرصا واعدة للشركات الصينية، وللدول أطراف المبادرة، وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، وخاصة لتلك الدول التى تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، لاسيما فى المنطقة العربية وإفريقيا وأوروبا». كما استعرض الرئيس فى كلمته الطفرة الصاعدة للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى وتطوير مصر من قدراتها على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، بشكل يؤهلها لتصبح مركزا إقليميا للطاقة، وخاصة فى ضوء ما يمثله موقعها الإستراتيجى على جانبى قناة السويس، من إمكان نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والغاز، انطلاقا من كون مصر مركزا لحركة الشحن المتدفقة بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. كما أكد الرئيس أن رؤية مصر تجاه تعزيز التعاون والتكامل الإقليمى تتسق أيضا مع مبادرة الحزام والطريق، مشيرا - فى السياق العربي- إلى أن العلاقات العربية الصينية شهدت طفرة مهمة منذ عقد القمة الأولى لمبادرة الحزام والطريق فى مايو 2017، حيث عُقدت ببكين الدورة الثامنة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى فى يوليو 2018، وتم اعتماد الإعلان التنفيذى العربى الصينى الخاص بمبادرة الحزام والطريق، كما أن هناك مقترحات للربط الكهربائى بين عدد من الدول العربية وبعض أطراف المبادرة، ندرس تنفيذها. وعلى الصعيد الإفريقي، أكد الرئيس أن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقى تضفى بعدا مهما فيما يتصل بمبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى أن قمة منتدى التعاون الصينى الإفريقى فى سبتمبر 2018 أكدت حرص الصين على التنسيق مع الدول الإفريقية فى القضايا المختلفة التى تناولتها القمة. وأعلن الرئيس فى كلمته تدشين شراكات جديدة، وتعزيز الشراكات القائمة فى إطار مبادرة الحزام والطريق، مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة، من أجل الإسهام فى تعزيز جهود دول القارة لتحقيق أهداف التنمية المستديمة، والارتقاء بمستوى معيشة المواطن الإفريقي. وفيما يلى نص كلمة الرئيس فخامة الرئيس «شى جين بينج»، أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات، الحضور الكرام أود بداية تقديم خالص الشكر للسيد الرئيس «شى جين بينج»، وللشعب الصينى الصديق، على ما لمسناه من حفاوة الضيافة والاستقبال، كما أود أن أهنئكم فخامة الرئيس، على اقتراب احتفالكم بمرور 70 عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، التى كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تُعلن اعترافها بها. ولا شك أن وجودى معكم اليوم، فى زيارتى السادسة بلدكم الصديق خلال السنوات الخمس الماضية، يُعد خير دليل على عمق وصلابة العلاقات بين بلدين، يُمثلان أقدم حضارتين فى التاريخ الإنساني، وهو ما تم ترجمته فى إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين عام 2014، وتم تطبيقه على أرض الواقع عام 2016، من خلال برنامج تنفيذى لتعزيز تلك الشراكة خلال السنوات الخمس التالية، وعلى نحو يؤسس لإطار حاكم للتعاون، مع شريك واع بالمصالح المشتركة بيننا، سواء فى الإطار الثنائى بمختلف المجالات، أو على المستوى الدولى والإقليمى بشكل عام، وبما يرتبط بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص. السيدات والسادة، إن حرصى على تلبية دعوة صديقى فخامة الرئيس «شى جين بينج» للمشاركة فى هذه القمة، إنما ينبع من اهتمام مصر بمبادرة الحزام والطريق، ولإيماننا بأن القواسم والتحديات المشتركة التى تجمعنا كدول أطراف فيها، جنباً إلى جنب مع الرؤية التى تأسست عليها المبادرة ومحاورها ومشروعاتها، ينبغى أن تشكل أسس التعاون بين أطرافها، بقصد تحقيق تطلعات شعوبنا ومصالح دولنا تجاه الاستقرار والتنمية. واتساقا مع ما تقدم، فإن المبادرة تتناول قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية بالنسبة لنا فى إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستديمة، مثل الارتقاء بالبنية التحتية فى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق، كما تتفق مع أولوياتنا التنموية، من حيث تحفيز النمو الاقتصادى والتصنيع، وتعزيز التعاون التجارى والاقتصادي، وزيادة حركة التجارة البينية والتكامل المالي، بالإضافة إلى زيادة التواصل بين الشعوب من خلال تعزيز التبادل الثقافي. ومن المنطلق نفسه، فإن أهداف المبادرة تتسق مع جهودنا لإطلاق عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، القائم على إنشاء مركز صناعى وتجارى ولوجستي، يوفر فرصاً واعدة للشركات الصينية، وللدول أطراف المبادرة، وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الإستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، وخاصة لتلك الدول التى تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، لاسيما فى المنطقة العربية وإفريقيا وأوروبا. وفى مسار مواز ومُكمل لهذا الجهد، يتم تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي، يستند لحزمة من التدابير المالية والنقدية، لمُعالجة الاختلالات الهيكلية وضبط الموازنة العامة، وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما انعكس فى الطفرة الصاعدة للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصري. وإضافة لذلك، فقد طورت مصر من قدراتها على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، وبشكل يؤهلها لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، وخاصة فى ضوء ما يمثله موقعها الإستراتيجى على جانبى قناة السويس، من إمكان نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والغاز، انطلاقاً من كون مصر مركزاً لحركة الشحن المتدفقة بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. السيدات والسادة إن رؤيتنا تجاه تعزيز التعاون والتكامل الإقليمى تتسق أيضاً مع مبادرة الحزام والطريق، ففى السياق العربى شهدت العلاقات العربية الصينية طفرة مهمة منذ عقد القمة الأولى لمبادرة الحزام والطريق فى مايو 2017، حيث عُقدت ببكين الدورة الثامنة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى فى يوليو 2018، وتم اعتماد الإعلان التنفيذى العربى الصينى الخاص بمبادرة الحزام والطريق، كما أن هناك مقترحات للربط الكهربائى بين عدد من الدول العربية وبعض أطراف المبادرة، جار دراسة تنفيذها. وعلى الصعيد الإفريقي، فإن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقى تُضفى بُعدا مهما فيما يتصل بمبادرة الحزام والطريق، حيث أكدت قمة منتدى التعاون الصينى الإفريقى فى سبتمبر 2018 حرص الصين على التنسيق مع الدول الإفريقية فى القضايا المختلفة التى تناولتها القمة، لاسيما أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، وأجندة الأممالمتحدة 2030، وكلها أبعاد تتلاقى مع الأولويات التى طرحتها مصر فى القمة الإفريقية الأخيرة، كمحاور لتعزيز العمل الإفريقى المشترك، وتحقيق التنمية والسلم والأمن فى قارتنا الإفريقية، وكذلك التكامل الاقتصادى الإفريقي، والاندماج الإقليمي، وتطوير البنية التحتية. وبناء على ذلك، فإننا نُرحب بتدشين شراكات جديدة، وتعزيز الشراكات القائمة فى إطار مبادرة الحزام والطريق، مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة، من أجل الإسهام فى تعزيز جهود دول القارة لتحقيق أهداف التنمية المستديمة، والارتقاء بمستوى معيشة المواطن الإفريقي، ومثال ذلك تنفيذ ممر الشمال/ الجنوب (طريق القاهرة/ كيب تاون)، الذى يهدف إلى زيادة مُعدلات تدفقات التجارة والاستثمار البيني. وبالمثل نتطلع إلى إقامة شراكات فى إطار تنفيذ مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، كأحد مشروعات البنية التحتية المُدرجة ضمن أولويات تجمع الكوميسا، لما يُحققه من مصالح اقتصادية وتجارية متعددة، فيما يتعلق بربط الدول الواقعة على هذا المجرى الملاحي. كما أنتهز هذه الفرصة، لأدعو الشركات والمؤسسات التمويلية فى إطار مبادرة الحزام والطريق، إلى الإسهام فى مثل تلك المشروعات، فكما تعلمون، إن نجاحها وغيرها من المشروعات، يتطلب توفير التمويل اللازم، وبشروط تتلاءم مع ظروف الدول النامية والأقل نمواً، خاصة فى قارتنا الإفريقية، وبشكل لا يحملها أعباء إضافية، وهو ما يستوجب تضافر العمل المشترك، من خلال شراكات فاعلة بين الحكومات ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص، لضمان التدفقات اللازمة لسد الفجوة التمويلية. السيدات والسادة فى الختام، أود الإعراب عن التطلع لنجاح أعمال هذا المنتدى ونقاشاته الموضوعية، والخروج منه بنتائج عملية، يُمكن البناء عليها مستقبلاً، من أجل إسهام مسارات ومشروعات المبادرة فى تعزيز التنمية المستديمة، ومد جسور التواصل فيما بيننا. وشكرا جزيلا..