القى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة خلال افتتاح المنتدى الدولى الثانى "للحزام والطريق" بالعاصمة الصينيةبكين أكد فيها أن حرصه على المشاركة فى افتتاح أعمال المنتدى الدولى الثانى للحزام والطريق ينبع من اهتمام مصر بمبادرة (الحزام والطريق) خاصة أن أهدافها تتسق مع جهود مصر فى عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس القائم على إنشاء مركز صناعى وتجارى ولوجستي يوفر فرصا واعدة للشركات الصينية والدول أطراف المبادرة وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجى كمركز للإنتاج، وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، خاصة لتلك الدول التى تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة لا سيما فى المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا". وأضاف السيسى إن المبادرة تتناول قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية بالنسبة لنا فى إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة مثل الارتقاء بالبنية التحتية فى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق كما تتفق مع أولوياتنا التنموية من حيث تحفيز النمو الاقتصادى والتصنيع وتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى وزيادة حركة التجارة البينية والتكامل المالى بالإضافة إلى زيادة التواصل بين الشعوب من خلال تعزيز التبادل الثقافى . وأشار الرئيس السيسى إلى أن رؤية مصر تجاه تعزيز التعاون والتكامل الإقليمى تتسق مع مبادرة الحزام والطريق فى السياق العربى وقال إن العلاقات العربية - الصينية شهدت طفرة مهمة منذ عقد القمة الأولى لمبادرة الحزام والطريق فى مايو 2017، حيث عقدت فى بكين الدورة الثامنة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى فى يوليو 2018، وتم اعتماد الإعلان التنفيذى (العربى - الصيني) الخاص بمبادرة الحزام والطريق، كما أن هناك مقترحات للربط الكهربائى بين عدد من الدول العربية وبعض أطراف المبادرة جارى دراسة تنفيذها ". وتابع السيسى أن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقى تضفى بعدا مهما فيما يتصل بمبادرة الحزام والطريق حيث أكدت قمة منتدى التعاون (الصينى - الأفريقي) فى سبتمبر 2018، حرص الصين على التنسيق مع الدول الأفريقية فى القضايا المختلفة التى تناولتها القمة؛ لاسيما أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وأجندة الأممالمتحدة 2030 وكلها أبعاد تتلاقى مع الأولويات التى طرحتها مصر فى القمة الأفريقية الأخيرة كمحاور لتعزيز العمل الأفريقى المشترك وتحقيق التنمية والسلم والأمن فى قارتنا الأفريقية ، وكذلك التكامل الاقتصادى الأفريقى والاندماج الإقليمى وتطور البنية التحتية. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ترحيبه بتدشين شبكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة فى إطار مبادرة (الحزام والطريق) مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة من أجل الإسهام فى تعزيز جهود دول القارة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأفريقي، وساق مثالا على ذلك بتنفيذ ممر (الشمال الجنوب - طريق القاهرة / كيب تاون)، الذى يهدف إلى زيادة معدلات تدفقات التجارة والاستثمار البيني. وأعرب الرئيس عن تطلعه لإقامة شراكات فى إطار تنفيذ مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط كأحد مشروعات البنية التحتية المدرجة ضمن أولويات تجمع (الكوميسا) لما يحققه من مصالح اقتصادية وتجارية متعددة فيما يتعلق بربط الدول الواقعة على هذا المجرى الملاحي. ودعا الرئيس السيسي الشركات والمؤسسات التمويلية فى إطار مبادرة (الحزام والطريق) إلى المساهمة فى مثل تلك المشروعات، معتبرا أن نجاح هذه المشروعات يتطلب توفير التمويل اللازم وبشروط تتلاءم مع ظروف الدول النامية والأقل نموا خاصة فى قارة إفريقيا، وبشكل لا يحملها أعباء إضافية، وهو ما يستوجب تضافر العمل المشترك من خلال شراكات فاعلة بين الحكومات ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص لضمان التدفقات اللازمة لسد الفجوة التمويلية.