ياختى تفى من بقك؟ قالتها وهى تشاهدنى أدرب أحفادى على فولكلور مظاهرات اليوم السلمية الفرفورية الخنفوسية التى كنا نشاهدها فى الهايد بارك الإنجليزى أيام رحلات المدرسة. ونشاهدها اليوم أمام البيت الأبيض عندما تستأجر مجموعات المتظاهرين أرصفة البيت الأبيض بالدولار.. وكل مستأجر وله رصيفه.. تارة في الواجهة وتارة من قفاه وهكذا... ودارت الأيام وأصبحنا والحمد لله مثلهم في محاكاة مساخر المظاهرات المستأجرة المؤجرة والفضفضة والتنفيس بهدوء وبصراحة لكن بأصول الديمقراطية الأمريكية بالفراخ والملوخية. نظمت الأحفاد في الكي جي وان وفي البرايمري سكول صفوفا صفوفا وفي يد كل حفيد عظمة مغطاة بورق السوليفان وفي اليد الأخري صورة عجل عليه علامة ممنوع الأكل وحفظتهم هتاف مظاهرات اللحمة في أواخر السبعينيات. سيد بيه ياسيد بيه كيلو اللحمة بقه بجنيه! وطبعا لأن فارق التوقيت وفارق العملة وفارق رد الفعل وفارق ثقافة الأجيال وفارق الناس الحقيقية قررت وضع التعديلات التالية: قولوا ياولاد ورايا: كوكو بيه ياكوكو بيه كيلو الكوكو بميت جنيه! أنا أقول وهمه وايا.. عندما انتفضنا من أجل اللحمة في أواخر السبعينيات تأثرنا كطلاب في الجامعات المصرية, فقد كنا ندوام علي أكل اللحمة أيامها وكان وصولها لمبلغ الجنيه يمكن أن يؤثر فينا وفي أكلها بانتظام كشباب لذلك تظاهرنا ومن القلب وعض قلبي ولا تعض رغيفي.. فلسفة الشعب المصري الحقيقية. ودارت الأيام وتباعدت فترات وأيام أكل اللحمة مع زيادة أسعارها وزي مابيقولوا كده اتعودنا أو متعودة دايما علي رأي عادل إمام في مدرسة المشاغبين.. وأصبحت اللحمة من الجنيه إلي العشرين إلي الأربعين وهبا اااه وصلت80 وبالتقديرات المتفائلة ستصل للمائة بعد تصريحات ومبررات وزراء اليوم الذين وبالتأكيد لم يخوضوا مع طلاب المدارس والجامعات المصرية مظاهرات اللحمة أم جنيه! وبناء عليه قررت التحريض الخنفسي من الخنافس لعمل مظاهرات بالأسلوب الديمقراطي الديالكتيكي الشيفونيكي أنا وأحفاد كيكي وكوكو وفيكي الذين عودوا أحفادهم علي أكل اللحمة أم70 و80 جنيه.