«الممثل الناجح يمتثل لخيال المخرج ويتحول إلي أداة طيعة في يده»..ولكن ماذا لو قرر أن يحتل مقعد المخرج: هل سيحقق القدر نفسه من النجاح في عالم الإخراج؟. هناك العديد والعديد من التجارب في هذا المجال قادتها أسماء أسطورية مثل تشارلي تشابلن وروبرت ريدفورد وودي آلان وغيرهم الكثيرون، حقق بعضها نجاحا مبهرا والبعض الآخر أثبت فشله الذريع. ولكن في كل الحالات تمتعت هذه الأفلام بلمسة مختلفة حصدت نجاحا جماهيريا واسعا، خاصة أن أغلب النجوم يحرصون علي المشاركة في الأفلام التي يخرجها زملاؤهم وأصدقاؤهم من النجوم والمشاهير. ربما كان النجم الأمريكي برادلي كووبر هو أحدث النجوم الذين انضموا إلي القائمة الذهبية لأبرز وأنجح المخرجين، بحصوله علي جائزة الأوسكار في الإخراج عن فيلم «ميلاد نجمة» من بطولته مع المغنية الشهيرة ليدي جاجا. وعلي الرغم من أن الفيلم لم ينجح في الفوز بجائزة الأوسكار كأحسن فيلم، إلا أن نجاح نجميه في أسر قلوب العالم من خلال الأغنية التي أدياها معا خلال الحفل في فبراير الماضي أثبت أن ما حققه كووبر من نجاح فاق كل التوقعات، بل إنه ربما يكون أكبر من حسابات الجوائز نفسها. أما النجم البارز جورج كلوني، فقد اقتحم عالم الإخراج في عام 2002 بفيلم «اعترافات عقل خطير» بطولة: سام روكويل وجوليا روبرتس ودرو باري موور. وعلي الرغم من فوز الفيلم ب «الدب الذهبي» من مهرجان برلين الدولي عام 2003، إلا أن الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيرى. ولكن هذا الإخفاق لم يحبط كلوني ، فخاض فيما بعد نحو خمس تجارب إخراجية ترشح خلالها لجائزة الأوسكار كأحسن إخراج عن فيلم «مساء الخير، وحظ طيب» في عام 2005. أما آخر أفلامه فكان في 2017 ويحمل اسم «أهل الضواحي» أو sububricon. ويدور حول وقائع عنصرية حقيقية وقعت عام 1959, واهتزت لها الولاياتالمتحدة. ولكن الفيلم تعرض لفشل ذريع ولم يحصد حتي ما يغطي تكاليف الإنتاج.. وفي إطار الحديث عن الممثلين الذين اقتحموا عالم الإخراج، لا يمكن أن نتجاهل النجم الشهير كلينت إيستوود، الذي حصد جائزة الأوسكار من خلال فيلم «مليون دولار بيبي» أو فتاة بمليون دولار من بطولة نجمة الأوسكار الشهيرة هيلاري سوانك. وبغض النظر عن فوز إيستوود بالأوسكار من عدمه إلا أن أفلامه تعد من العلامات في تاريخ هوليوود، وتحظي بمعدلات مشاهدة عالية. وأهم ما يميز إيستوود أن السن لم يقف يوما عائقا في طريق إبداعه، ولم يؤثر علي جاذبيته خاصة في عالم الإخراج. أما الممثل الذي ترك علامة بارزة في تاريخ الإخراج فهو سيدني بولاك، الذي حصد نجاحا جماهيريا واسعا وكانت الأفلام التي أخرجها مثل «الخروج من إفريقيا» ضمنت له عدة جوائز أوسكار.. وفي الوقت الي يستعد فيه العالم لموسم جديد من الأفلام في مهرجان «كان» السينمائي منتصف الشهر المقبل، يبدو أن التجارب الإخراجية للممثلين يمثلها الفيلم الكوميدي « لابد أن هذه هي الجنة» من إخراج وبطولة وقصة الفنان الفلسطيني إليا سليمان، ويدور حول رجل يسعي للهروب من فلسطين بحثا عن وطن أفضل.