لا شك أن اجتماع نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل والرئيس الامريكى ترامب فى زمان واحد يمثل فترة عصيبة فى تاريخ العرب والمسلمين وكلاهما بينه وبين هذه الدول عداء قديم .. إن ترامب و نيتانياهو يجدان فى سوء الأحوال فى العالم العربى فرصة تاريخية لتحقيق أحلام دولة إسرائيل الكبرى، من هنا يبدأ رسم خريطة جديدة تضمن حماية حدود إسرائيل وحصولها على ما تريد من الأراضى .. لقد تراجعت الآن قضية العرب الأولى وأصبحت هناك قضايا أخرى تسبق كل شىء كانت قضية فلسطين وإقامة الدولة وعودة المهاجرين هى أساس كل ما يجرى من المفاوضات بين العرب من جانب وأمريكا وإسرائيل من جانب آخر ولكن القضية تراجعت وأصبحت هناك قضايا أهم.. إن القدس الآن أرض مغتصبة والجولان احتلال إسرائيلى أدانه العالم كله وهناك أطماع لم يتردد نيتانياهو فى الإعلان عنها فى الضفة الغربية بل أن السر الأكبر لم يعلن عنه حتى الآن وهو صفقة القرن أو مأساة العصر التى ينتظر العالم العربى الإعلان عنها وهو فى أسوأ حالاته انقساما وضعفا وهوانا.. إن ترامب مع نيتانياهو يقسمان العالم العربى, الآن مازال الموقف فى سوريا يزداد كل يوم انهيارا أمام مفاوضات لم تصل إلى شىء ومازالت المعارك تدور ومازالت القوات الأجنبية من كل لون تعبث فوق التراب السورى، ومازالت الحرب الأهلية مشتعلة فى ليبيا بين الجيش الليبى وفلول الإرهابيين، وفى اليمن تزداد المعارك كل يوم اشتعالا، وفى العراق مازالت الانقسامات تعصف بالشعب العراقى مع وجود أمريكى استخدم كل وسائل الدمار لتخريب العراق. إن العالم العربى، يعيش الآن أسوأ مراحل العجز والضعف أمام مؤامرة كبرى اجتمع لها اثنان من أسوأ النماذج البشرية نيتانياهو وترامب .. كان نجاح نيتانياهو فى الانتخابات الإسرائيلية تمهيدا لنجاح ترامب فى فترة رئاسية ثانية والغريب أن ضعف العالم العربى كان من أهم الأسباب التى أدت إلى نجاح الاثنين فمازال ترامب ينتظر رد الجميل من نيتانياهو فى موقف حاسم من يهود أمريكا ليبقى فى البيت الأبيض فترة رئاسية ثانية.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة