كل ما يشهده العالم العربى الآن من أحداث تاريخية يصب فى مصلحة إسرائيل اولاً ثم بعد ذلك تأتى مصالح الآخرين.. لقد فجر الرئيس ترامب ألغاما كثيرة فى أولى رحلاته الخارجية التى اختار لها الشرق الأوسط بكل ما فيه من التناقضات.. لقد تحدث الرئيس ترامب عن السلام كثيرا ووضع قضية الإرهاب فى رأس القائمة وأشار للتيارات الإسلامية التى استغلت الدين وفتحت النيران على العالم كله.. ولكن الرئيس ترامب يعلم أن البداية كانت فى إهمال حقوق الشعب الفلسطينى الذى ضاعت أرضه وتشرد شعبه وان إسرائيل مازالت حتى الآن تمارس سياستها العدوانية ضد الفلسطينيين ما بين السجون والمعتقلات والمطاردات والحصار فى كل شئ.. إن الرئيس ترامب يعلم أيضا أن احتلال العراق كان اكبر جرائم العصر وكان بداية لكل ما أصاب العرب من الكوارث والأزمات.. وهو يعلم أن تضارب المواقف بين القوى الغربية كان سببا فى كل ما حدث فى سوريا من دمار وهو يعلم أيضا أن ما أصاب ليبيا من الانقسامات كان بسبب التدخل الأجنبى والقوات الغازية التى سيطرت على البترول.. إن الرئيس ترامب حاول أن يؤكد أن الإرهاب صناعة إسلامية عربية وعلى العرب والمسلمين أن يواجهوا هذه الكارثة ونسى أن الغرب لم يكن أبدا عادلا وهو يعيد رسم جغرافية المنطقة بكل تفاصيلها..إن الرئيس بوش صاحب قرار تدمير العراق والرئيس اوباما أول من شجع التيارات الإرهابية تحت شعارات حقوق الإنسان وهو الذى وقف وراء الاتفاق الإيرانى مع الغرب الذى منح الفرصة لإيران لأن تمد نفوذها فى سورياوالعراق ولبنان واليمن ونسى أن أمريكا هى التى أشعلت يوما المعارك بين العراق وإيران وكانت تبيع السلاح للدولتين.. إن إسرائيل الآن فى أفضل حالاتها لأن الخطوط مع العالم العربى أصبحت الآن أفضل وهناك أحاديث عن تعاون وسلام قادم حتى وان غابت القضية الفلسطينية عن اهتمامات البعض لا شك أن زيارة الرئيس ترامب سوف تغير حسابات كثيرة على المستوى السياسى والأمنى ولا احد يعرف من فى هذا السباق الخاسر ومن المستفيد. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة