بالتأكيد لا يمكن اختزالها فى مجرد بطاقة هوية تكشف عن اسم وتاريخ ومكان مولد من يحملها.. أو جواز سفر يصطبغ غلافه باللون الأخضر.. أو ثلاثة ألوان يضمها العلم بدلالاتها المختلفة.. أو لافتة خشبية تحمل اسمها أمام من يتحدث نيابة عنها فى أى محفل دولى.. بل تاريخ ممتد من الألم إلى الأمل.. من الانكسار إلى الانتصار.. فهى ثلاثة أحرف: م ص ر تمثل وطناً يحمله الشرفاء فى قلوبهم مهما باعدت المسافات بينهم وبين أرضها الطيبة.. معنى لا يدركه سوى الوطنيين , لا الخونة الإرهابيين!. قبل أيام قليلة اختار 5 من الخونة, لايستحقون ذكر أسمائهم, بينهم ممثلان, أن يبيعوا الوطن, بعد أن حملوا توكيلا من الجماعة الإرهابية واختاروا الكونجرس الأمريكى مقرا لمزاد خيانتهم للاستقواء به مع أحد أعضائه بهدف تشويه صورة مصر واستدعاء الخارج للتدخل فى شئون وطن أبىّ لا يعرف الخضوع أو الاستسلام! هم أبدلوا دماء شرايينهم بشيء أقرب إلى وحل الخيانة دون أن يُطرف لهم جفن, فقد اعتادوا وأعضاء جماعتهم الإرهابية البحث دوماً عن تحقيق وهم راودهم جميعا منذ أن لفظتهم الملايين فى 30 يونيو وهو العودة إلى سدة الحكم مرة أخرى بعد أن اختاروا شعارا زائفا تحت مسمى النضال من أجل حقوق الإنسان وهو شعار اتخذوا منه ستارا لتنفيذ مخططهم إما بالعودة أو هدم الدولة انتقاما من الشعب. ولأنهم اعتادوا الادعاءات الكاذبة دوما فقد أعلنوا أنهم يحملون توكيلاً عن الشعب ويتحدثون باسمه لإكساب مهمتهم الدنيئة أهمية, وفى الحقيقة أن مجرد ذكر اسم أحد منهم كفيل بإثارة غثيان أى مواطن شريف من بين ال 100 مليون وطنى المستعدين لإبدال ملابسهم المدنية بملابس الميدان القتالية فى أى لحظة تستدعيهم مصر للدفاع عنها. وهى الوطن الذى لا يعرفونه والذى يتبرأ منهم ومن جماعتهم!. عاشوا تحت سمائها طوال عمرهم فلم يهتموا. ساروا على أرضها طوال هذا العمر لم يدركوا معناه.. أكلوا من خيراتها حتى شبعوا وشربوا من نيلها حتى ارتووا لم يلتفتوا.. تعلموا فى مدارسها بأموال أهلها لم يشغلوا بالهم.. أكملوا تعليمهم الجامعى سواء بالداخل أو الخارج على نفقة أهلها الخاصة فاعتبروا ذلك واجبهم.. دفنوا أعزاء, إن كان لهم أعزاء, فى باطن أرضها لم يأبهوا. حققوا ثروات بفضل مواطنيها لم يردوا لهم الجميل بل على العكس تمردوا عليهم!. باعوا وطنهم فقد اعتبروه مجرد سبوبة.. نصبوا مزادا لمن يدفع أكثر.. قدموا مواطنى بلدهم قربانا لأسيادهم فى واشنطن.. استقووا بهم على مواطنيهم فهم مجرد100 مليون وهم فقط خمسة من صفوة الخزى والعار!. بيعوا الوطن واستمتعوا بملايين الدولارات وكل ما ستتكلفونه مجرد لافتة تضعونها على مقر لكم.. دعوا أنكم مبعوثو العناية الإلهية لإنقاذ المصريين.. ارفعوا شعار أنكم نصيرو المظلومين وأنكهم حماة حقوق المواطنة.. زيدوا من حدة تزييفكم وادعاءاتكم وترجموها إلى سطور فى تقارير تبعثون بها إلى أسيادكم ووقتها ستنهال عليكم ملايين الدولارات!. بيعوا فالمشترون جاهزون وإذا لم يصلهم نداؤكم عبر لقاءاتكم مع تليفزيونات أو صحف صفراء تستقر فى قطر وتركيا فسارعوا بالسفر إلى واشنطن.. بالغوا فى ادعاءاتكم.. فالوطن كله مصلوب ومواطنوه جميعا معتقلون وأجراس الكنائس وآذان المساجد ما هى إلا كلمة السر أو ساعة الصفر لتنطلق فرق الاعتقالات والاغتيالات الحكومية لتصفى معارضى النظام وفق أوهامكم!. بيعوا واشرخوا حناجركم بالنداء على من تتوهمون فيهم حمايتكم واسكبوا مزيدا من البنزين وأشعلوا النيران فربما ينعكس ضوء لهيبها على وجوهكم فيراها أسيادكم ووقتها سيتذكرونكم.. ولكن تذكروا أن هذه النيران ستلتهمكم فى النهاية!. بيعوا وإذا شعرتم فى أى لحظة قريبة للغاية أن أسيادكم سيلقون بكم ولم تعودوا تهمونهم فاصرخوا بأنكم مهددون إذا عدتم إلى مصر وأن المتربصين بكم قد أعلنوا استعدادهم لسحقكم وأن ساعة الصفر قد تحددت بوصولكم إلى مطار القاهرة فربما ترق قلوبهم ويدعونكم تعيشون هناك فى واشنطن أو أى من عاصمتى الغدر الدوحة أو أنقرة!. بيعوا ولكن لا تنسوا أن من يخون بلده لا أمان له.. وأنهم هناك سواء فى واشنطن أو غيرها من عواصم التآمر اعتادوا على أن يلقوا بمن يستخدمونه فى مكان يتناسب معه, بعد أن يصبح مجرد نفاية, وهو سلة المهملات!.. أما مصر فيكفيها وشعبها أن الله سبحانه وتعالى قد ضمن لها الأمن والسلام فى محكم كتابه الكريم: ب «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِين»َ.. صدق الله العظيم.. ولك يا أحلى اسم فى الوجود ولمواطنيك الشرفاء السلامة دائما. لمزيد من مقالات عبد العظيم درويش