► التأخير والتخزين والأسعار السياحية للكافيتريات وانتشار المتسولين والباعة الجائلين.. شكاوى مستمرة لا يختلف اثنان على ان السكة الحديد هى الملاذ الآمن والمقصد الأول لملايين الركاب سنويا خصوصا أبناء المحافظات فى الدلتا والصعيد وتحديدا من الجيزة حتى أسوان وباستثناء القطار الفاخر المعروف ب «V I P»، وعربات النوم فإن سعر تذكرة بقية القطارات تعد مناسبة وفى متناول الأيدي، ولكن دائما ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث يفاجأ الركاب الذين يريدون السفر على «القطارات الطوالي» المتجهة الى أسوان بعدم وجود تذاكر سوى حتى نهاية الخط، وبالتالى يتحمل الراكب أجرة «مضاعفة» لتجزئة الخط أو رفض صرف تذكرة الى محافظة أقرب من المحطة النهائية، هذه المشكلات وغيرها تدفع البعض الى استقلال القطار والوقوف به أحيانا دون تذاكر، وهو ما دعا وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية الى فرض غرامات على المخالفين.. ومنها 50 جنيها على الذين يدخلون مقرات السكة الحديد دون تذاكر، أو الذين يبصقون داخل المحطات والقطارات، وكذلك 200 جنيه للتسطيح، وهناك غرامة لمن يسير بالأماكن غير المخصصة للمشاة مثل قضبان السكة الحديد، وهذه الغرامات لها ما يبررها لفرض النظام ومنع السلوكيات السلبية. بداية نشير الى أن عودة الانضباط تستدعى اتخاذ قرارات قد تكون من وجهة نظر البعض أدوات حقيقية لضبط العمل فى السكة الحديد وهو ما فعله المهندس كامل الوزير وزير النقل، بمجرد توليه مسئولية الوزارة وهذا القطاع الحيوى الذى طالما عانى الاهمال والانفلات والتسيب، وفيما بين قطاع كبير مؤيد، وقليل متحفظ، يشعر المواطن برياح التغيير التى تهب على قطاع السكة الحديد، حيث شرع الوزير فى سلسلة من الإصلاحات مصحوبة بعقوبات تطبق على المخالفين. على عبد الرحيم - محاسب - بدأ كلامه قائلا : أؤيد بشدة توقيع غرامات ومضاعفتها على المخالفين خصوصا فى القطارات المكيفة التى احتلها الباعة الجائلون والمتسولون ناهيك عن الزحام الشديد، مضيفا نحتاج لزيادة منافذ بيع التذاكر مع تجهيز موقع الكترونى يستوعب عدد الحاجزين بدلا من الموقع الحالي، وأن نقوم بالحجز من أى مكان مع عدم إجبارى على طباعة التذكرة لأن ذلك مرهق جدا ، فيكفى وجودها على المحمول ومن حق المحصل التحقق من التذكرة والاطلاع على الرقم القومى الخاص بالراكب لأننى يمكن أن أكون على الرصيف والقطار قادم فأقوم بالحجز، وفى حال طباعتها قد يفوتنى القطار، كذلك لابد من ربط جميع القطارات المميزة بالموقع لتسهيل إيجاد بديل، فبعد فرض غرامة 10 جنيهات للقطار المميز ، ترتب عليها زحام شديد فى الوقت الذى لا تستوعب فيه المنافذ والشبابيك كل هذه الأعداد. ويشاركه الرأى أحمد على - مهندس - قائلا: اؤيد التطوير فى السكة الحديد لكن أرى أن خطوة الغرامات جاءت مبكرة ، وكان الأولى أن يتم تجهيز السكة الحديد لذلك ، فقد ذهبت لمحطة ديروط لركوب القطار المتوجه لأسيوط وميعاده الساعة 6.35 صباحا فجاء متأخرا فى السابعة و5 دقائق ورغم وجودى قبل ميعاده بربع ساعة فقط عجزت عن الحصول على تذكرة بسبب الزحام الشديد ولم يعد أمامى سوى خيارين إما الغرامة وإما أن يفوتنى القطار، وبالفعل ركبت القطار وفور دخولى دفعت 4 جنيهات قيمة التذكرة ونحو 10 جنيهات غرامة وهو يفوق قدرتى وليس لى ذنب فيه. وتساءل محمد أحمد عامل : ماذا أفعل عندما لا أجد حجزا؟ وهل ذنبى أنى لم أجد تذكرة؟ وطالب بسرعة توفير البدائل وزيادة عدد القطارات مع التوسع فى المنافذ، كذلك فوجئت بطلب قيمة طرد لأنى كان معى جوال به بعض الخبز كنت أحضرته من البلد وكانت النتيجة أنى قمت بالنزول وركوب سيارة أجرة لأنها أوفر وأرخص. وطالب إبراهيم على - طالب - بوجود عدد من المحصلين على المحطات للمساعدة فى قطع التذاكر خصوصا أن الزحام شديد، مع ضرورة إلغاء كل الاستثناءات الموجودة للركاب مع مراعاة الذين يأتون لانتظار ذويهم على المحطة لأنهم من كبار السن أو المرضي. رفض الحجز ويقول سامى خيرت »محام« عند ذهابى لمكتب الحجز بمدينة القوصية يوم الخميس الماضى للحصول على تذكرة لمحافظة سوهاج فى القطار الإسبانى المتجه من القاهرة إلى أسوان والمقرر وجوده بمحطة أسيوط الساعة الخامسة عصرا، فوجئت برفض الحجز له فى محطة القوصية على سند من القول إنه لابد أن يحجز تذاكر أسيوطلأسوان وأن البرنامج «السيستم» لا ينفذ أى حجز قبل المحطة النهائية ( الأخيرة ) وعندما سألتهم عن ذلك قالوا لأن القطار بدايته القاهرة فلا يوجد حجز قبل محطة آخر الخط، متسائلا: كيف.. وهل هذا يعنى أن أحجز لأسوان مع أن آخر محطة لى هى سوهاج؟ مؤكدا أن هذه الواقعة أساسا يتم تجريمها إذا قام بها القطاع الخاص، فما بالنا بهيئة سكك حديد مصر، والتى من المفروض أنها ملك للمواطنين. ويضيف: هذا الأمر تكرر كثيرا معى ، حتى عند عودتى من القاهرة، ففى عدة مرات يخبرنى الموظف بأن المتاح أسوان أو الأقصر رغم نزولى فى أسيوط. ويشاركه الرأى شريف فكرى محاسب قائلا : أكثر من مرة عندما أذهب لحجز تذكرة تأتى الإجابة بأنه لا توجد تذاكر متاحة للجهة التى سأذهب إليها، فأتكلف الحجز لنهاية الرحلة ، وهذا يرهقنى ماديا وعندما كنت أسأل يقولون إن التذاكر المخصصة للجهة التى تريدها نفدت، وأن تلك التذاكر تخص محافظة أخرى ولابد أن يتم الحفاظ على »حصة كل محافظة« وهذا الكلام غير منطقى لأننى بمجرد الحجز سأحصل على التذكرة، ولن يستفيد منها راكب آخر أو من يريد الحجز من المحطة الأخري، وكل ما تم هو أننى دفعت التذكرة مضاعفة. منة محمد - موظفة - أكدت أنها ذهبت للحجز فأخبرها الموظف بعدم وجود تذاكر متاحة، ولكن بالإمكان تقسيم المسافة، وبالفعل قام بالحجز لى على عدة مراحل والنتيجة أننى دفعت قيمة التذكرة مضاعفة، وهذا الأمر يتكرر كثيرا. محمد عادل «موظف»، قال إن هناك أمورا كثيرة يجب معالجتها خصوصا بعد تولى اللواء كامل الوزير وزارة النقل منها تأخر القطارات بالساعات فإذا كانت السكة الحديد تتمسك بحقوقها كاملة فمن حق الراكب أن يحصل على خدمة متكاملة، ناهيك عن انتشار الباعة الجائلين حتى فى القطارات المكيفة، هذا بخلاف الاستغلال الكبير من قبل الشركة التى تستأجر كافيتريات وبوفيهات السكة الحديد سواء الموجودة على أرصفة المحطات أو داخل القطارات، فلا يعقل أن كوبا من الشاى ثمنه 7 جنيهات، وعندما نسأل يقولون لنا هذه «أسعار سياحية» ..فهل نحن سياح؟ وكلنا يعلم أن الركاب يحتاجون تناول الشاى خصوصا المسافرين لمسافات طويلة. ويلتقط خيط الحديث أحمد صابر - عامل - قائلا نحتاج نظرة لقطارات الغلابة لكن المهم أن يكون التطوير بعيدا عن زيادة أسعار التذاكر، مضيفا: الملاحظ أن معظم قطارات الغلابة تتأخر بالساعات، ونادرا أن نركب قطارا ولا يقوم بالتخزين عدة مرات فى الطريق لعبور القطارات المكيفة، هذا بخلاف الأعطال. وطالب باستعجال عمل كهربة الطريق، لأنه بسبب إلغاء بعض أبراج وبلوكات مثل الحواتكة وصنبو أصبح القطار ينتظر كثيرا فى الطريق. رصيف القوصية.. ولادة متعثرة فى سياق آخر وبعد سنوات من المعاناة والمطالبات ذاق فيها أهالى القوصية الأمرين بسبب قصور رصيف القوصية استجابت هيئة السكة الحديد وتمت عملية تطوير شاملة لمحطة قطار القوصية شملت فى مرحلتها الأولى التى تجاوزت تكلفتها 8 ملايين جنيه الرصيف القديم وميكنة التذاكر وتطوير المبانى القديمة، وبعد سيل من الشكاوى تم اعتماد المرحلة الثانية لإطالة الرصيف والذى لا يعرف أحد ميزانيته. هذا ما قاله عبد الله عبد الحميد - موظف - مضيفا : وفى أيام الأعياد تتكرر حالات السقوط عند محاولة الركاب النزول من القطار على الأرض، لقصر الرصيف وعدم قدرتهم على التحرك للعربات الأمامية بسبب الزحام الشديد، وبعد سنوات من المعاناة والمطالبات تمت الاستجابة وبدأوا فى تطويل الرصيف الذى بدأ العمل به لأكثر من عامين وتم الانتهاء منه وتبقى فقط تركيب البلاط الخارجي، وتوقف المشروع منذ عدة أشهر ولا ندرى السبب، رغم تشوين البلاط الخاص به وتخزينه على جانبى الرصيف لتستمر المعاناة خصوصا لكبار السن والمرضى والأطفال.