قبل يومين من عيد الأضحى المبارك اختفت تذاكر القطارات المتجهة إلى محافظات الصعيد من منافذ البيع بشكل نهائى، وظهرت السوق السوداء بشكل مكثف، حيث تباع التذاكر هذه الأيام بضعف أسعارها، استغلالا لرغبة المواطنين فى قضاء العيد بين الأهل. ورغم إعلان المهندس مصطفى قناوى رئيس هيئة السكة الحديد عن توفير 18 قطارا يوميا بين القاهرةوأسوان، منها 8 قطارات مكيفة و6 قطارات مميزة و4 قطارات للنوم، ذهابا وعودة، لتوفير الراحة والأمان لجمهور السكة الحديد فإن محطة مصر شهدت زحاماً شديدا ومشاحنات وصلت إلى حد المشاجرات بين الجماهير من أجل الحصول على تذكرة سفر. يقول محمد عبدالغنى أحد الباحثين عن تذكرة سفر لمحافظة قنا، إن هيئة السكك الحديد أعلنت عن فتح باب الحجز قبل السفر ب 15 يوما، وذهبت إلى المحطة، فإذا بالموظف يخبرنى بنفاد التذاكر بصورة نهائية. ويتساءل عبدالغنى كيف نفدت التذاكر فى يوم يواحد فقط؟ ويكمل عبدالغنى أن أحد الموجودين بجوار مكتب حجز التذاكر للوجة القبلى همس فى أذنه بأنه يوجد شخص لديه ثلاثة تذاكر إلى محافظة قنا ولكنه قام بإلغاء سفره لظروف، وعرض عليه تذكرة ولكن بسعر مضاعف، حيث يريد بيع تذكرة الدرجة الثانية المكيفة ب 80 جنيها، رغم أن ثمنها الحقيقى 44 جنيها فقط. أما أحمد رمضان من محافظة سوهاج فيقول إن السوق السوداء اختراع من اختراعات موظفى الحجز، لأن موظف شباك التذاكر هو من يقول إن التذاكر نفدت دائما، وخاصة فى قطارات الصعيد، وهو المتحكم الوحيد فى إخراج التذاكر من الجهاز. ويضيف رمضان أنه تعرض أكثر من مرة لموقف الموظف الذى يقول له "مفيش تذاكر"، وعندما يقول له رمضان "دور تانى وعنيا ليك"، تخرج التذكرة على الفور. ويتفق مع الطرح السابق عبدالله بشير من محافظة أسون والذى يؤكد أن السبب الرئيسى فى اختفاء تذاكر القطارات فى أيام العيد هم موظفو شباك الحجز. ويقول بشير إنه يوجد أكثر من شخص يقومون بإحضار تذاكر السفر إلى أسوان فى لمح البصر وفى أى وقت ولكن بضعف السعر، وذلك من خلال علاقاتهم بموظف حجز التذاكر الذى يسكن بالقرب منهم. ويؤكد بشير أنه ذهب إلى محطة السكة الحديد أكثر من 5 مرات لكى يتمكن من الحصول على تذكرة سفر درجة أولى لمحافظة أسوان ولكن دون جدوى، فقام صديق له بالاتصال بأحد موظفى حجز التذاكر، وبعد مرور نصف ساعة حصل على تذكرة درجة أولى مكيفة ولكن بسعر 150 جنيها بدلا من سعرها الأصلى وهو 109 جنيهات. موظف حجز تذاكر فى محطة مصر أكد أنه يوجد بالفعل من يقوم ببيع التذاكر فى السوق السوداء من الموظفين، ويرجع ذلك إلى تدنى الرواتب فى السكك الحديد وارتفاع تكاليف ومصاريف العيد.