ما من منصف فى هذا العالم يجادل فى أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عدوان يونيو 1967 هو أغرب قرار فى ملف الصراع العربى الإسرائيلى منذ نشوء دولة إسرائيل على حساب الأرض الفلسطينية عام 1948. ما أسهل الكلام على الورق يا سيد ترامب أما على أرض الواقع ووفق حقائق التاريخ وثوابت الجغرافيا فالأمر يختلف فما بالنا إذا كان الرئيس ترامب لم يخف عليه من سبقوه إلى البيت الأبيض أن بحوزة أمريكا وثيقة تاريخية اسمها «وديعة رابين» المودعة فى ملفات وزارة الخارجية الأمريكية وهى عبارة عن تعهد قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق اسحق رابين فى يونيو 1994 إلى وزير الخارجية الأمريكى «وارن كريستوفر» تتضمن موافقته على الانسحاب من الأراضى السورية التى احتلتها إسرائيل فى حرب 5 يونيو 1967 مقابل موافقة سوريا على إقامة علاقات ثنائية ودبلوماسية كاملة مع إسرائيل وتوفير الضمانات الأمنية للدولة العبرية. وطبقا لما ورد فى مذكرات الرئيس الأمريكى بيل كلينتون «حياتي» فإن ذات التعهد بوديعة رابين قد أقر به كل من رئيسى وزراء إسرائيل اللذين خلفا رابين بعد اغتياله وهما شيمون بيريز وإيهود باراك وأن المفاوضات السورية الإسرائيلية التى رعاها بيل كلينتون فى منتجع «شفرد ستاون» قطعت شوطا كبيرا نحو الوصول إلى اتفاق سلام يرتكز إلى وديعة رابين ولم يكن متبقيا سوى قبول سوريا لمطالب إسرائيل بإقامة محطة إنذار مبكر فى الجولان وضمان استمرار اعتمادها على بحيرة طبرية لتأمين ثلث احتياجاتها من الموارد المائية.. وجدد كلينتون التأكيد فى مذكراته على أن رابين قد أعطاه تعهدا بالانسحاب من الجولان وطلب الإبقاء على الأمر سرا حتى يحين الموعد الملائم لطرحه على سوريا فى المفاوضات وأنه بعد اغتيال رابين اكتشف فى جولة المحادثات السورية الإسرائيلية فى «واى ريفر» عام 1996 أن شيمون بيريز خليفة رابين كان على علم كامل بالوديعة السورية. إن القضية واضحة وضوح الشمس وما من منصف فى هذا العالم يقبل بهذا التجبر الأمريكى والقفز على الحقائق القديمة والحديثة المودعة فى الملفات الأمريكية وتشهد بعروبة الجولان وسيادة سوريا المطلقة عليها!. خير الكلام: إذا ضحك لك الزمان فكن على حذر لأن الزمان لا يضحك طويلا!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله