القدس المحتلة: كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن رؤساء حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي أضاعوا فرصة توقيع اتفاقية سلام مع سوريا ، بعدما تنصلوا من وعودهم بالانسحاب من هضبة الجولان المحتلة. ونقلت الصحيفة عن أوري شجيا الذي شغل منصب رئيس طاقم المفاوضات في المحادثات مع سوريا قوله "كل رؤساء حكومات الدولة العبرية يرغبون في اخفاء الحقائق بدءا من اسحاق شامير واسحاق رابين وشيمون بيريز وإيهود باراك وإيهود أولمرت ، حيث وافقوا جميعا على مبدأ الاتفاق الذي يتضمن الانسحاب الكامل من الجولان لحدود 4 يونيو/حزيران 1967 ولكنهم تنصلوا بعد ذلك من كل الاتفاقات". وأشار شجيا إلى تجربة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك قائلا" أضاع باراك فرصة التسوية مع الرئيس السوري وقتها حافظ الأسد برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والتي كان من شأنها أن تحول دون وقوع كل حروب العقد الماضي وأن تغير وضع إسرائيل في المنطقة من أساسه". وكانت هذه المحاولة الأخيرة التي جرت بشكل مباشر بين إسرائيل وسوريا ، تم خلالها تحديد نقاط الخلاف والاتفاق بين الجانبين ، وعرض باراك وقتها الانسحاب من 99 بالمائة من هضبة الجولان وتعويض سوريا عن الاراضي التي تبقى تحت السيطرة الاسرائيلية. وتضمن العرض الاسرائيلي إبقاء شريط بعرض 500 متر بمحاذاة نهر الاردن وشريط آخر بعرض ثمانين ياردة على الضفة الشرقية لبحيرة طبريا ، الا أن باراك عاد وتنصل من التعهدات بشأن الجولان مما دفع الرئيس الأسد إلى التأكيد ان الدولة العبرية لا ترغب في السلام ، ومنذ ذلك الوقت لم تجر اي مفاوضات بين البلدين بصفة رسمية. يذكر أن اولى جولات التفاوض بين الطرفين بدأت خلال مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط في 30 اكتوبر/تشرين الاول من عام 1992 برعاية امريكية وروسية عقب انتهاء حرب الخليج الثانية. وكانت سورية قد انهت بعد ذلك اربع جولات من المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل بوساطة تركية ، الا أن هذه المفاوضات توقفت منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة والذي اسفر عن سقوط 1400 شهيد .