شكك الرئيس السوري بشار الأسد في أن يقوم الصهاينة بالإنسحاب من الجولان، نافيًا من الأساس وجود اتفاق بين الكيان الصهيوني وسوريا على انسحاب " كامل " من هضبة الجولان السورية المحتلة ، مشيرا إلى أن دمشق ستبقى تطالب الكيان الصهيوني بذلك وبوقف الخطط الاستيطانية الإسرائيلية فيها. وقال الأسد: "لقد استأنفنا المفاوضات مع الصهاينة بهدف استعادة الجولان ، ونحن ننتظر الآن الرد على مطلبنا بهذا الشأن، ولكنه قال: "على إسرائيل أن تضع في حسبانها أن سوريا لن تساوم على قضية الجولان". وكان أولمرت نفى أن يكون قدم وعدا للأسد بإمكانية الإنسحاب من الجولان، مشيرا إلى أن كل ما قاله للسوريين هو أنه "يعرف ما يريدون منا،ونحن نعرف ما نريده منهم". من جانبه، زعم وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك إن الجولان يقع في آخر جدول اهتمامات الأسد، وأشار باراك في حديث أمام لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست إلى أن أولويات الأسد هي الحفاظ على نظامه واستقراره ، وتفادي المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، والحصول على الأموال من الدول الغربية، وأخيرا مسألة الجولان التي كانت دوما في آخر قائمة أولوياته . من جهته، قال شاؤول موفاز، نائب رئيس الوزراء الصهيوني، إن استئناف المفاوضات أمر هام بحد ذاته، لكن الفجوة بين المحادثات والتنازلات " كبيرة جدا". ونقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قوله "إن السوريين ليسوا جاهزين للسلام، والتخلي عن الجولان سيعني وجود إيران على حدودنا " . وزعم موفاز أنه بالإمكان إبرام اتفاقية سلام مع سوريا دون الانسحاب من الجولان قائلا "أعرف كل قطعة من الأرض في هذه المنطقة، وأقول اليوم كما قلت في الماضي إن مرتفعات الجولان ذخر استراتيجي بالنسبة لإسرائيل ، وقد قلت لرئيس الوزراء إنني أعتقد أنه على المدى البعيد يمكن إبرام اتفاقية ( سلام مع السوريين) دون التخلي عن الجولان". جدير بالذكر أن الكيان الصهيوني قام باحتلال الجولان عام 1981، وانتقل نحو 18 ألف مستعمر صهيوني إلى هضبة الجولان التي يعيش فيها نحو 20 ألف سوري. وعرض الصهاينة على السوريين الجنسية لكنهم رفضوها، فقاموا اعتقال العديد منهم على خلفية رفضهم الاعتراف بشرعية الاحتلال.