قال مسئولان سابقان في مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الرئيس السوري، بشار الأسد قال لهما إن سياسات أمريكا الخاطئة بالمنطقة أدت إلى صعود إيران وتركيا. وقال فلينت ليفيريت وزوجته هيلاري مان ليفيريت، اللذان شغلا على التوالي منصبي مدير شئون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ومديرة شؤون إيران وأفغانستان والخليج في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس جورج بوش، في مقالة نشراها على موقعهما الإلكتروني إنهما التقيا الأسد قبل أسبوع من زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى سوريا.
ونقل المسئولان السابقان عن الأسد قوله "إن الخيارات السياسية الفقيرة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في العقد الماضي خلقت "فراغات" قام "آخرون (إيران وتركيا) بملئها".
وأضافا أن الأسد قال إن الدور الإقليمي المتنامي لإيران لا يشكل "طموحات جديدة" من جانب إيران.
وأشارا إلى أن الأسد شدد على أن ارتفاع إيران وتركيا إلى مستويات جديدة من التأثير الإقليمي لم يأت على حساب سوريا بل أن الدول الثلاث كانت قادرة على تحسين علاقاتها وتعزيز تأثيرها الإقليمي.. وأكد الأسد على أن علاقات سوريا مع إيران و"حزب الله" وحماس ليست "مطروحة على طاولة البحث".
ونقل ليفيريت وزوجته عن أحد مستشاري الأسد قوله لهم، مؤخرًا، إنه من الصعب على سوريا الابتعاد عن إيران، لأن الأخيرة كانت الوحيدة التي وقفت إلى جانبها بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
يذكر أن فلينت ليفيريت هو مدير مشروع إيران في مؤسسة "نيو أمريكان فاونديشن"، وزوجته هيلاري مان ليفيريت ترأس شركة استشارية سياسية.
وبالنسبة للسلام مع الكيان الصهيونى، نقل المسئولان عن الأسد قوله إنه إذا كانت الدولة الصهيونية مستعدة للتوصل إلى معاهدة سلام مع سوريا تلبي مطالب دمشق أي إعادة مرتفعات الجولان المحتل إلى حدود العام 1967، فلن يكون قادرًا على الرفض.
غير أن الأسد، أشار إلى اأن معاهدة سلام مع سوريا لن تمنح الصهاينة أكثر من "وقف لإطلاق النار" وسفارة تحيط بها إجراءات أمنية مشددة جدًا في دمشق.
وأضاف أنه لكي تحصل الدولة الصهيونية على سلام "حقيقي"، عليها أن تتفاوض على تسوية شاملة تشمل المسار الفلسطيني.
وفي سياقٍ متصل، كشفت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية أن سوريا طرحت، مؤخرًا، خطة سلام جديدة تقضي بانسحاب الكيان الصهيونى من هضبة الجولان على مراحل، مشيرةً إلى أن تطبيع سوريا لعلاقاتها مع الكيان سيتم مرحليًا بالتوازي مع الانسحاب، من خلال فتح مكتب مصالح "إسرائيلي" بالسفارة الأمريكية في دمشق، ثم فتح سفارة سورية في تل أبيب.
ونقلت "هاآرتس" عن رئيسة برنامج الشرق الأوسط في معهد الأبحاث البريطاني، مجموعة أكسفورد للأبحاث، جابرييلا ريفكيند قولها إنها ومجموعة من الباحثين التقوا، في ديسمبر الماضي، مع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي طرح أمامهم الخطة السورية الجديدة.
ونسبت ريفكيند للمعلم قوله "إن سوريا مستعدة لدراسة إمكانية التوصل إلى سلام وتطبيع علاقات مع إسرائيل على مراحل بحيث تعلن سوريا وإسرائيل عن انتهاء حالة العداء بينهما مع انسحاب إسرائيل من نصف مساحة الجولان".
وأضافت الباحثة البريطانية أن المعلم قال إنه "بعد انسحاب إسرائيل من 75% من مساحة الجولان سيكون بإمكان "إسرائيل" فتح مكتب مصالح لها في السفارة الأمريكية في دمشق، وبعد استكمال الانسحاب من كل هضبة الجولان ستفتح سوريا سفارة لها في إسرائيل".
ونقلت ريفكيند عن المعلم تشديده على أن سوريا مهتمة بالسلام لكن على الكيان الصهيونى الاعتراف بحق سوريا في أي سنتيمتر في الجولان، فالأرض مقدسة بالنسبة لنا وهذه مسألة كرامة.