* سوريا: القرار اعتداء على سيادتنا.. الجامعة العربية: باطل .. وموسكو: انتهاك صارخ للقانون الدولى اعترف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس بهضبة الجولان «أرضا إسرائيلية» فى دفعة انتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو. فخلال زيارة نيتانياهو للبيت الأبيض، وقع ترامب مرسوما يمنح إسرائيل رسميا اعترافا أمريكيا بأن الجولان أرض إسرائيلية وذلك فى تحول كبير فى سياسة أمريكية استمرت عشرات السنين، وقال :«استغرق هذا الاعتراف وقتا طويلا»، ثم سلم القلم الذى وقع به المرسوم إلى نيتانياهو قائلا: «أُعطى هذا لشعب إسرائيل»، فيما رحب نيتانياهو بخطوة ترامب، وقال إن «إسرائيل لم يكن لها صديق أفضل منه»، على حد تعبيره. ومن جانبها، أعلنت الحكومة السورية أن اعتراف واشنطن بضم الجولان لإسرائيل «اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضيها»، وقال مصدر رسمى فى وزارة الخارجية السورية إن ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضى الغير بالقوة، مضيفا أن هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجاً فى العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن فى العالم فى مهب الريح. وتابع :«تحرير الجولان بكافة الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم هو حق غير قابل للصرف، والقرار الأمريكى يجعل من الولاياتالمتحدة العدو الرئيسى للعرب». وفى غضون ذلك، استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات الإعلان الأمريكى مؤكداً أنه «باطلٌ شكلاً وموضوعاً»، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولى روحاً ونصاً تخصم من مكانة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى المنطقة، بل وفى العالم. وقال أبو الغيط: «إن هذا الإعلان الأمريكى لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئاً. الجولان أرضٌ سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أية دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981 الذى أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السورى، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان». وأكد أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السورى فى أرضه المحتلة، وهو موقفٌ يحظى باجماع عربى واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المُرتقبة فى تونس مطلع الأسبوع القادم. وبدوره، أدان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبومارن، بشدة قرار ترامب، والغارات الإسرائيلية على غزة ، وأعلنت الرئاسة الفلسطينية فى بيان صدر عنها عن "رفضها الشديد واستنكارها لسلسلة القرارات المخالفة للقانون الدولى وللشرعية الدولية الصادرة من قبل الإدارة الأمريكية، سواء ما يتعلق بالقدس أو الجولان". كما أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب برئاسة مؤيد اللامى نقيب الصحفيين العراقيين التصريحات الأخيرة من ترامب، فيما أشار خالد ميرى الأمين العام للاتحاد إلى أن هذه التصريحات تعبر عن عقلية الهيمنة المسيطرة على الإدارة الأمريكية وهى لن تغير فى واقع الحال شيئا لأن الجولان ستظل وتبقى أرضا عربية سورية . وفى أنقرة، أدانت تركيا قرار ترامب، وقال وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو: «تجاهلت الولاياتالمتحدة مرة أخرى القوانين الدولية ، لكن هذا القرار لن يضفى الشرعية على ضم إسرائيل للجولان»، وأضاف أن القرار سيعيق جهود السلام فى الشرق الأوسط ويزيد من حدة التوتر فى المنطقة. وفى موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، أن نية الولاياتالمتحدة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان أدت إلى انتهاك صارخ للقانون الدولي، وقد يؤدى لتصعيد التوتر فى المنطقة.