وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسومًا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا بعد الحرب عام 1967. جاء التوقيع في بداية اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. وأضفى المرسوم الصبغة الرسمية على بيان ترامب في 21 مارس والذي قال فيه إن الوقت حان للولايات المتحدة لأن ”تعترف تمامًا“ بسيادة إسرائيل على الجولان، وتعطي هذه الخطوة فيما يبدو دفعة لنتنياهو قبيل انتخابات شديدة التقارب في التاسع من أبريل المقبل. من جانبها اعتبرت وزارة الخارجية السورية اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل انتهاكًا للقانون الدولي، مؤكدة أن تحرير الجولان حق غير قابل للتصرف. وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن "قرار ترامب الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني لن يؤثر إلا على عزلة أمريكا". وأضاف أن "ترامب وإدارته برهنوا أنهم عامل هيمنة على المجتمع الدولي... واستمرار هذه السياسة يعطي رسالة للعرب أن اليوم الجولان وغدا لا نعلم ماذا يريد". من جانبها أعلنت الأممالمتحدة أن موقفها بشأن الوضع القانوني للجولان السوري المحتل لم يتغير إثر اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا بالسيادة الإسرائيلية عليه. وجاء هذا التصريح على لسان ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، أثناء موجز صحفي عقده اليوم الاثنين، عقب توقيع ترامب على مرسوم رئاسي بشأن الجولان بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وانشطن وقال المسؤول الأممي: "يبدو للأمين العام أن وضع الجولان لم يتغير. موقف الأممالمتحدة تعكسه القرارات المناسبة لمجلس الأمن الدولي". وتبنى مجلس الأمن الدولي عام 1981 بالإجماع قرارًا ينص على أن فرض إسرائيل قانونها وإدارتها على الجولان المحتل من قبلها منذ حرب الأيام الستة عام 1967 خطوة باطلة وغير قانونية. يذكر أن الجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تابعة إداريًا لمحافظة القنيطرة كليًا في ما مضى وجزئيًا في الوقت الحاضر. تقع الهضبة بكاملها ضمن حدود سورية، ولكن في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي ثلثين من مساحتها، حيث تسيطر إسرائيل على هذا الجزء من الهضبة في ظل مطالبة سوريا المستمرة بإعادتها. يأتي ذلك الإعلان من جانب ترامب إبان شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مواقع لحركة "حماس" في قطاع غزة ردًا على سقوط صاروخ أطلق على تل أبيب في وقت سابق من اليوم، وبعد إعلان الرئيس الأمريكي، السبت الفائت، عن أن جميع الأراضي السورية والعراقية التي كانت خاضعة لتنظيم "داعش" قد تحررت، وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت قبله بساعات عن تحقيق الانتصار الكامل على التنظيم الإرهابي، إلا وأنه حتى اللحظة لم يتم إجلاء القوات الأمريكية أو الأجنبية عن سوريا. ومن جانبه استنكر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرا إياه "قرارا باطلا شكلا وموضوعا". وشدد أبو الغيط في بيانه على أن إعلان ترامب يعكس "حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا تقلل من مكانة الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم. وذكر الأمين العام للجامعة العربية أن الإعلان الأمريكي لا يغير شيئا في وضعية الجولان القانونية، مؤكدا أن الجولان أرض سورية محتلة لا تعترف أية دولة بسيادة إسرائيل عليها. وذكر أبو الغيط بالقرارات التي تبناها بالإجماع مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، وفي مقدمتها قرار رقم 497 لعام 1981 الذي ينص على عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان ويدعوها إلى التراجع عن هذا الموقف. وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن شرعنة الاحتلال هي منحى جديد في السياسة الأمريكية وردة كبيرة في موقف واشنطن "التي صارت تتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية". وشدد أبو الغيط على الرفض العربي لهذا النهج، قائلا:" إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته وتقنينه خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقا ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها، وديمومة الاحتلال لفترة زمنية - طالت أم قصرت - لا تُسبغ عليه شرعية".
ولفت أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية تقف بقوة وراء حق السوريين في أرضهم المحتلة، قائلا إن هذا موقف يحظى باجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة العربية المرتقبة في تونس مطلع الأسبوع القادم.