يوافق غداً الاثنين 25 مارس احتفال العالم باليوم العالمى للقضاء على التمييز العنصرى بينما منذ أيام شهدنا مجزرة من أبشع مجازر الإرهاب والعنصرية.. فى 17 دقيقة فقط من الرعب والموت أسقط الإرهاب 50 شهيداً وأصاب العشرات.. لم يدهشنى أن يرفع القاتل تحية لرئيس الولاياتالمتحدة ولا أدهشنى محاولة ترامب التقليل من بشاعة المجزرة ويصفها بالفردية بينما هى حصاد عشرات السنين مما فعله الغرب وأمريكا من إشعال لنيران الكراهية وصناعة الفوضى والخراب وإسقاط الدول الوطنية واستخدام الأنظمة الاستبدادية لفرض نفوذهم وسيطرتهم والاستيلاء على ثروات الشعوب.. وصناعة وتمويل الجماعات الإرهابية واستخدامهم غطاء لمخططاتهم وأطماعهم التى لم تكن إلا الامتداد والإحياء لتاريخهم الاستعمارى.. من هم صناع القاعدة وممولوها؟!! ومن صنع العنف الخلاق فى المنطقة العربية لتفتيت دولها وإعادة ترسيم حدودها بدماء أبنائها وصنع كيانات صغيرة تحكمها العنصرية والطائفية. وكان إسقاط مصر هو قلب المخطط أو الجائزة الكبرى كما أطلقوا عليه وكشفته الخرائط التى أعدت لتنفيذ الجريمة!! ومن زرع ودعم أكبر كيان إرهابى وآخر احتلال استيطانى فى أرض فلسطين؟! ومسئولية من عشرات الآلاف إن لم يكن الملايين من النازحين واللاجئين بعد أن دمرت مدنهم وقراهم وهدمت بيوتهم وتراثهم الحضارى واحتلت بلادهم...؟! هذا قليل جدا مما لا يعد ولا يحصى من جرائم عنصرية وانتهاك وتدمير للإنسان وقيمه ومبادئه واغتصاب أمنه، واستقلاله، وكان لابد أن يقود فى النهاية إلى المشهد المرعب لبحور الدماء والكراهية التى نغرق فيها الآن، ويؤكد للأسف أن مجزرة نيوزيلندا لن تكون النهاية.. بل هناك الأخطر القادم فى تبادل العنف والكراهية والتصفيات العنصرية ويثبت خداع وأوهام أن يقام احتفال باليوم العالمى للقضاء على العنصرية التى غادرت جنوب إفريقيا لتجتاح العالم شرقاً وغرباً.. ولا أعرف هل جميع مؤشرات وإنذارات الخطر وما سال من دماء أبرياء لا يكفى ليتراجع رعاة الإرهاب وحضانات الجماعات المتطرفة وفى مقدمتهم بريطانيا وموقفها المخزى فى حماية جماعة الإخوان! وهل آن الأوان أن يتكاتف آباء وأوصياء وصناع الإرهاب لحصار الداعمين للإرهاب فى الغرب وفى المنطقة العربية تتقدمهم إسرائيل وحكام قطر وتركيا ولصد موجات لابد قادمة لتبادل العنف والكراهية والانتقام والثأر ونشر الوعى بصحيح الأديان وأنه لادين يحث على الكراهية والقتل وإسقاط الادعاءات الباطلة على الإسلام ومحاولة إلحاق الإرهاب به نتيجة ممارسات جماعات متطرفة وعميلة وصنيعة القوى الكبرى تستخدمها لإنفاذ مخططاتها الشيطانية والتى لم يكن سفاح نيوزيلندا وأمثاله من القتلة من جميع التوجهات والأديان إلا حصادها الدموى والبشع. وقراءة بعض التعليقات بعد المجزرة تأييدا لها وللقاتل تكشف ما أصاب العالم من دمار أخلاقى وروحى وإنسانى ليس فقط من مهووسين ومتطرفين وعملاء ولكن أيضا من دارسين وجامعيين وصحف معروفة توجهاتها المعادية تؤكد أن المجتمع الإنسانى إما أن يخوض حرباً كونية يستجمع فيها العالم جميع قوى وأسلحة الاستنارة والتوعية الفكرية والثقافية والإيمانية والاقتصادية والإنسانية أو تغرق فى طوفان كراهية وحقد وانتقام متبادل يغرق العالم فى طوفان كراهية ودماء. بالفعل نحتاج على المستوى العالمى إلى خطاب إنسانى جديد يعلى القيم الإنسانية ويثبت أن الإرهاب والتطرف لا دين ولا وطن لهما وأن جميع الرسالات السماوية والمبادئ الوضعية لا يوجد فيها ما يدعو إلى الموت والكراهية والتفرقة العنصرية خطاب يوقظ الوعى بما يحتاجه المجتمع الإنسانى إلى التكاتف فى عالم واحد يحتاج جميع أبنائه إلى العيش فى أمان واستقرار واطمئنان.. وبالطبع فالخطاب الإنسانى الجديد يحتاج أن يتراجع صناع وممولو الإرهاب بحق الممارسات والجرائم التى ارتكبوها بحق الشعوب والدول الوطنية ويتوقفوا عن سياسات التمييز العنصرى وكراهية الأجانب واستهداف المهاجرين واللاجئين.. خطاب إنسانى تؤكده سياسات تطبق العدالة والمساواة وتعلى قيمة المواطنة ويحترم الحريات والاختلاف المسئول والشفافية والمصارحة ويتيح المشاركة لجميع قوى المجتمع البناءة ويفسح الطريق للمواهب والكفاءات الحقيقية. ولعل.. من أهم ثمار ملتقى الشباب العربى والإفريقى ما دعا إليه الرئيس السيسى من تكوين آلية من الشباب العربى والأفارقة لطرح رؤى وأفكار جديدة لمواجهة التطرف والإرهاب وأرجو أن تكون الدعوة فى الملتقى الدولى للشباب لمواجهة عالمية الكارثة للمجتمع الإنسانى بأكمله تتقدمه قوى الشباب كركيزة أساسية لقوة وحماية الحاضر والمستقبل وأن ندرك أن شباب المؤتمرات لا يمثلون الشباب بأكمله ويجب توجيه الاهتمام والرعاية ووسائل التفاعل لجميع أطيافهم. إما مواجهة كونية يتكاتف فيها ويحشد قواه المجتمع الإنسانى بأكمله أو طوفان حقد وعداوة وكراهية ودماء يجتاح الإنسانية وتدميرها..!! توضيح: نشر أحد المواقع الاخبارية تصريحا محرفا ينسب إلى اننى طالبت منع خطب شيخ بعينه! رغم اننى فى ردى على الصحفى رفضت تحديد أسماء وطالبت بمنع كل خطاب متطرف يحض على الكراهية ويزيد من اشتعال نيران العداوة وإهدار الدماء ويضاعف طوفان الدم والعنصرية والعنف الذى يجتاح العالم وكانت مجزرة نيوزيلندا شاهداً من ابشع شواهده. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد