الهجوم الإرهابي الاخير على مسجدى نيوزيلندا وقتل المصلين الذى نقله الجانى على الهواء مباشرة عبر الإنترنت، يؤكد ان شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت خارج السيطرة، وتحولت الى أدوات للقتل والتحريض على العنف والكراهية وخدمة أجندات الإرهاب الدولي الذى يتصاعد حضوره على شبكة الإنترنت. وهذا يرجع لسببين، الأول انه بعد أحداث سبتمبر 2001 و إعلان الحكومة الامريكية الحرب على الإرهاب صار الإنترنت ،خاصة وسائل التواصل، الأداة المفضلة للإرهابيين لخدمة مخططاتهم، فهى وسائل عابرة للحدود تخفى الهوية، لا تخضع لسيطرة الدول، وتسمح بالوصول لأي شخص او مجموعة في كل مكان إلي العالم في لحظة، لذلك سخرتها المنظمات الإرهابية لنشر التطرف وغسل العقول، وجمع الأموال والتدريب وإغواء الشباب حتى في الغرب وتجنيدهم تحت دعاوى الجهاد في سوريا والعراق، والتخطيط لشن الهجمات في الغرب والشرق. أما السبب الثانى فهو استغلال التنظيمات الإرهابية مبدأ حرية التعبير والتدفق الحر للمعلومات عبر الإنترنت لنشر آلاف المواقع الإرهابية، وغرف الدردشة والمجموعات الإلكترونية والمنتديات والشبكات الاجتماعية، وهكذا شكل الإرهاب شبكة هائلة تتفوق على وسائل الإعلام. فضلا عن شعبية مواقع التواصل الاجتماعى التى اصبحت تعبر عن هوية الناس واتجاهاتهم الى جانب طول فترة تعاملهم معها فقد قضى الأمريكيون 121 مليار دقيقة عام 2012 فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.غياب الخطوط الفاصلة بين الحرية والمسئولية دفع المبرمجين لسنوات طويلة للتركيز على إصدار برامج للتواصل ذات تكنولوجيا وجودة خدمة عالية لزيادة والأرباح، لكنهم لم يهتموا بمعايير أمن وسلامة المجتمعات، لتزدحم الشبكة بملايين الحسابات الوهمية ومقاطع الفيديو التي تحرض على القتل والعنصرية، مما يزيد من احتمالات تكرار ما حدث فى نيوزيلندا. [email protected]