كان السؤال الملح منتصف الثمانينيات فى الصين هو كيف يمكنها اللحاق بالغرب؟ لكنها تجاوزت هذه القضية بمراحل بعد أن أصبحت المنافس القوى للولايات المتحدةالامريكية بعدما تحول الصينيون الى إسفنج يمتص كل شيء حتى المال والتكنولوجيا لينمو الاقتصاد الصينى بسرعة تفوق مثيله الامريكى عشر مرات. وكانت خطتها لتحقيق هذا النجاح المذهل عدم إلزام نفسها بتبنى الأسلوب الغربى فى السياسة، بل قررت ان تكون لها تجربتها النابعة من ظروفها وبيئتها والتركيز على التصنيع وتحرير السوق والاعتماد على القطاع الخاص فى 60 % من الناتج القومى الإجمالى، ولديه 80 % من حجم العمالة، وتوليد 90 % من فرص العمل. ولم يعد يشغل بكين حاليا معدلات البطالة وأعداد المصانع وحجم إنتاجها لكنها الآن تعكف على وضع استراتيجية جديدة لمواجهة مرحلة جديدة من العداء الأمريكى فى ظل الحرب التجارية التى تقودها إدارة ترامب وتعد بمثابة حرب باردة جديدة وانقلاب على الشراكة الاقتصادية بينهما للنهوض بالاقتصاد الصينى الذى استمر على مدى حكم ثمانية رؤساء أمريكيين سابقين، بهدف إحلال الديمقراطية فيها خاصة مع تدفق طوفان المعلومات والأفكار عبر الإنترنت، وهو ما فشلوا فيه تماما بعد ان بدأت مؤخرا شبكة الانترنت الصينية الجديدة العمل وسبقها شبكات تواصل صينية. ويعتبر قادة الصين انهيار الاتحاد السوفيتى درسا عليهم استيعابه حتى لا يتعرضون لنفس مصيره من خلال روشتة منزوعة الديمقراطية تتبنى الإصلاح الاقتصادى وتواجه الفساد والبيروقراطية وتدعم مؤسساتها ورفع القيود على الاستثمار الاجنبى وقصر الخصخصة على الأصول الحكومية الصغيرة مع احتفاظ الدولة بملكية الأرض و التخلص من المسئولين غير الأكفاء. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى