مصر مثل بقية دول العالم يؤرقها سعر الدولار لارتباطه بأسعار السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج والاحتياطى النقدى فى البنك المركزى ولهذه العملة الورقية قصة بدأت عقب الأزمة المالية العالمية والحرب العالمية الثانية حيث أصبح الدولار الأمريكى العملة الوحيدة المُغطاة بالذهب فقد كانت الولايات المتّحدة تمتلك 75% من ذهب العالم بمفردها وبموجب اتفاقية بريتون وودز عام 1944 سار الدولار المعيار النقدى الدولى لكل عملات العالم وتعهدت أمريكا بتغطية ما تطبعه من دولارات بما يوازى ذهبا. لهذا كدست معظم دول العالم الدولار الأمريكي، واعتمدته كاحتياطى للنقد الأجنبى لها لكن واشنطن فى حرب فيتنام دُفعت إلى طبع المزيد من الدولارات سرا لتغطية نفقات الحرب، دون تغطيتها بالذهب حتى تم كشف ذلك عندما عجزت الولايات المتّحدة عن تحويل الدولارات الأمريكية الموجودة لدى فرنسا 1971 إلى ذهب، مما دفع أمريكا إلى إلغاء التزامها بتحويل الدولارات إلى ذهب عام 1973 عُرفت باسم صدمة الرئيس نيكسون لتنخفض قيمة الدولار 40 ضعفًا مقابل ارتفاع جنونى لسعر الذهب. لكن استمرار الدولار كعملة التداول الأساسية لشراء البترول فرضت على العالم من جديد تخزين الدولار من أجل ضمان تأمين الحصول على الطاقة بالإضافة إلى كونه العملة الرئيسية التى يتم بها تحديد باقى العملات, وبالتالى ترسخت الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي. وتتوقع دراسة للباحث الاقتصادى ناصر الحاوى تحلل أسباب ارتفاع أسعار السلع ونسب التضخم فى ظل الحرب التجارية والعقوبات التى فرضتها واشنطن على بعض الدول فإننا مقدمون على أزمة مالية عالمية ستبتلع معها قيمة بعض العملات مما يدفع بعض الدول إلى التخلى عن التعامل بالدولار لمصلحة اليورو مما يؤدى إلى انهيار الدولار. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجيني