العديد من الملاحظات يمكن استخلاصها من حادث الواحات الإرهابى الأخير، أولاها أننا ينبغى أن نقف مساندين لجهود وزارة الداخلية، مثمنين دور رجالها البطولى فى مواجهة الإرهاب الأسود الذى يحاول النيل من استقرار مصر. والملاحظة الثانية أن العناصر الإرهابية عادة ما تتخذ الصحارى والمناطق الجبلية والطرق الوعرة غير المأهولة بالسكان ملاذا آمنا وقاعدة للتدريب لشن عملياتها القذرة، وتكون على علم بمداخلها ومخارجها مثل بدو الصحراء وهو ما تنبهت إليه مبكرا وزارة الدفاع بتشكيل وحدة خاصة بقصاصى الأثر لمواجهة الإرهاب وعمليات التسلل داخل البلاد، وقد شاركت هذه الوحدة فى العديد من المهام منها عملية تطهير جبل الحلال فى شمال سيناء. وبعد تضييق الجيش الخناق على هذه العناصر هناك بدأت فى الفترة الأخيرة تحاول نقل نشاطها لمنطقة الواحات القريبة من القاهرة الكبرى والمتاخمة للصحراء الغربية وجارتها ليبيا التى تحاول جعل أراضيها قاعدة لانطلاق العمليات الإرهابية. أما الملاحظة الثالثة فهى تأخر صدور بيانات رسمية حول الحادث مما منح بعض وسائل الإعلام الأجنبية والمواقع والفضائيات المشبوهة المغرضة ووسائل التواصل الاجتماعى فرصة إطلاق الشائعات والمعلومات المضللة عن الحادث، وإشاعة الإحباط بين المواطنين ومحاولة النيل من الروح المعنوية لرجال الشرطة البواسل. والملاحظة الرابعة هى غياب دور المواطن فى تقديم المعلومة الصحيحة لأجهزة الأمن دون خوف ترشدهم للكشف عن أماكن وجود الإرهابيين.. لماذا لا يتخذ المصريون من تامر النورى الأمريكى من أصل مصرى نموذجا يحتذى به، فقد استطاع التوغل داخل تنظيم القاعدة بمساعدة المباحث الفيدرالية الأمريكية عقب احداث سبتمبر عام 2001 ليتمكن من إحباط مخطط تفجير القاعدة لقطار تورينتو بنيويورك لينقذ ارواح مئات الأمريكيين. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى