حاول المشككون على مر العصور الهجوم على الأديان السماوية والبحث عن الغريب واللامعقول واللعب على المتناقضات للنيل منها، وهذا ما يواجهه الإسلام منذ أوائل التسعينيات حربا عالمية شرسة، بعد ان اتخذه الغرب عدوهم البديل بعد سقوط الشيوعية والذى تبعه ظهور نظرية صراع الحضارات التى تؤكد ان الاختلافات الثقافية ستكون المحرك الرئيسى للنزاعات بين البشر فى السنوات المقبلة، وركز فيها صاحب النظرية صامويل هنتنجتون على ان الإسلام «حدوده دموية»، مشيرا لصراعات المسلمين مع الأديان الأخرى. وارتفعت وتيرة هذه الحرب ضد الإسلام مع احداث 11 سبتمبر 2001 بمحاولة إلصاق تهمة العنف والإرهاب بالإسلام، أما الحرب الجديدة التى تواجهها الثقافة الإسلامية الآن فتأتى هذه المرة من الداخل مستهدفة الهجوم على المؤسسات الدينية، حتى وصل الأمر الى اتهام بعضها بأنها مؤسسات لتخريج الارهابيين بدلا من مساندتها لأداء دورها. والسؤال الآن من المستفيد من الهجوم على الازهر وعلمائه ومناهجه؟ والذى قد يؤدى إلى إضعاف قدرة هذا الصرح الكبير على مواجهة المؤامرة، لكنها لن تؤثر بالتأكيد على رصيده فى قلوب الشعوب الإسلامية التى تعرف قدره ومكانته أكثر منا. نحتاج من علماء الازهر فى هذا التوقيت قيادة التطوير لان مقاومته تعنى وضع المسلم فى حيرة وأزمة معرفية وجمود دينى .. علاجه الوحيد تأسيس تدين قائم على فهم معاصر للدين الإسلامى من خلال بلورة مفاهيم جديدة مستمدة من جوهر ديننا الحنيف ومراجعات متعمقة يمكنها استيعاب التحديات التى تواجهها الثقافة الإسلامية. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى;