الشعب المصرى متدين بطبعه فهو أول من نادى بالتوحيد قبل ظهور الأديان السماوية وبرغم قوة هذا التدين فقد زادت الفئات التى تتكسب من ورائه فى مصر. ولهذا اعتقد ان كل مشكلات الانسان على ظهر الأرض وخاصة المسلمين تكمن فى توظيف الاديان لمصالح شخصية او أطماع سياسية، فالهجوم على الدين وثوابته أصبح منهجا للعديد من الإعلاميين والكتاب والقنوات الفضائية لزيادة نسب المشاهدة وجذب الإعلانات بغض النظر عن الطعن فى الدين، كذلك بعض رجال الدين الذين يوظفون الدين للوصول للمناصب والمنافع.. حتى سلوك القادة السياسيين على المستوى الدولى عادة ما يكون نابعا من آرائهم الدينية الشخصية. حتى على مستوى الجماعات والدول يعتبر الدين واحداً من العوامل المؤثرة سلبا فى العلاقات الدولية على مر العصور إذا ما نظرنا إلى تاريخ غالبية الأحداث التاريخية الكبرى وقد تنامت ظاهرة الصراعات الدولية والداخلية على مستوى العالم على خلفية دوافع دينية خلال السنوات الأخيرة، والتى بدأت بالهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة داخل الولاياتالمتحدة ليتحول بعدها الى صراع اسلامى مسيحي، ويصبح الدين وما ينتج عنه من تفاعلات المحرك الأساسى على مسار العلاقات الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة. والامثلة عديدة فهناك التوترات بين الهند وباكستان والصراع فى إيرلندا الشمالية، والصراع العربى الإسرائيلي، وقضية القدس والثورات الدينية فى إيران وأفغانستان، والتوتر المذهبى بين إيران من ناحية، وبين دول الخليج ومصر من ناحية أخرى، والذى تستغل فيه ايران المذهب الشيعى كأداة للسيطرة على الدول العربية. فى النهاية لابد من إبعاد الأديان السماوية والسمو بها فوق الصراعات والمصالح الشخصية الضيقة. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى