منذ أكثر من 35 عاما، شاهدت فى «برودواى» قصة حياة الست «مارلين مونرو» بأسلوب استعراضى. ورغم أننى كنت فى عز شبابى، فإننى مصمصت شفايفى مثل عواجيز الفرح وقلت اللى معندوش قصص بيخترع له قصة مش زينا، بدل القصة ألف، وإحنا بنضعها فى الكف. وفى خلاط البرنامج السياحى، انضربت كل يوم أنام فى بلد وأصحى فى بلد، حتى أفقت بعد جولة مع المساجد الهندسية الرائعة المعمار والإعجاز الهندسى، الفارغة من العبادات تماما! فهى مجرد مزارات، وربك هو الستار على باقى مساجد العالم الإسلامى. أفقت على مقبرة الست ممتاز زوجة شاه جاهان، إمبراطور الهند عام 1631، الذى اهتم بتخليد ذكرى محبوبته «الست بتاعته» «ممتاز»، فقام ببناء مقبرة لها من الرخام الأبيض المعروف الآن ب «تاج محل» المتربعة على عرش العجائب المعمارية العالمية، حتى أسموها رمز الحب تاج محل عند شروق الشمس، يتغزل فيها طاغور ليقول: إنها دمعة على خد الزمن، وفى قول آخر «قصر التاج» القبر الأكثر حفاظا على فن العمارة فى العالم. أما الشاعر الإنجليزى السير «إدوين أرنولد»، قال: «إنه ليس مجرد قطعة معمار، لكنه مشاعر الفخر لحب الإمبراطور المصنوع من الحجارة الحية». وأمام تلك المشاعر المبالغ فيها بالنسبة لنا ولأمثالنا، وقفت أتلو المعوذتين، ومن شر حاسد إذا حسد!! من شر مشاعر غيرة المحرومين من الزوار والسواح والمندهشين! إمبراطور يحب زوجته لتلك الدرجة، وأخذت أنظر من حجرته التى حبسه فيها ابنه بعد ما انقلب عليه، لكنه يا حبة عينى ترك له نافذة تطل على قبر أمه الست ممتاز فى مقبرتها الرخامية، واحترت أضحك أم أبكى، وظلت تلك المشاعر تراودنى، خصوصا بعدما ذهبت للمقبرة وشاهدت قبر الست ممتاز وبجانبه قبر زوجها الإمبراطور، الذى عاش محبوسا بعدها بسبب حبه لها وانشغاله عن أمور الحكم. وزادت الأمور ارتباكا بداخلى بعدما ذهبنا مع مجموعات سياحية أخرى لنشاهد قصة الحب تلك على المسرح الاستعراضى، ولنشترى تذكارات الحب الصافى والوفاء النادر، التى تباع فى بهو المسرح، لنتذكر قصة حب تاج محل، وعدت لحركات عواجيز الفرح التى مارستها من 35 عاما، ومصمصت شفايفى وتذكرت قاسم السماوى وهو يقول: جتنا نيلة فى حظنا الهباب.. وإحنا زى القرع نمد لبره.. لماذا لا نفكر فى كتابة قصص مسرحية مستمدة من التاريخ.. نفرتيتى وإخناتون.. إيزيس وأوزوريس، نفرتارى ورمسيس، الملك الصالح وشجرة الدر، بشرط ألا تكون نهاياتها دموية، ومشاعر الغيرة السِماوية وأسلحة «الانتقام القبقابية». لمزيد من مقالات دينا ريان