غمرتنى السعادة عندما وقفت مشدوها أمام قصر تاج محل بألوانه البيضاء التى تشبه ضوء القمر فى الليلة الظلماء، ومناراته الشاهقة بمدينة أجرا الهندية، تلك العاصمة التى شهدت أعظم قصة حب جمعت بين الملك شاه جاهان وزوجته المحبوبة ممتاز محل التى توفيت عن عمر يناهز ال 39 عاما فى سنة 1661بعد أن أنجبت له 14 طفلا ، أحدهم تمرد على والده واعتقله وتولى حكم المملكة. لقد أراد الملك جاهان تخليد ذكرى زوجته المحبوبة فبنى لها ضريحا فى صورة قصر،استمر تشييده 22 عاما وأصبح من عجائب الدنيا يفد إليه الملايين من كل بقاع الدنيا ،إنتظرت فى طابور طويل احتشد فيه الآلاف، أتشوق لملامسة حوائط تاج محل. القصر من الخارج غاية فى الروعة والجمال ، أقول كيف تم هذا البناء العظيم وكيف أبدعه الفنانون والنحاتون الهنود فى ذلك العصر، ما أجمل أحجار المرمر التى المرصع بها جسم المبنى الذى يشبه قطعة الثلج، وما أروع قصص الوفاء التى خلدها التاريخ. لقد تمنيت أن أرى طوابير السائحين يصطفون هكذا أمام المتحف المصرى بالتحرير ونحوأهرامات الجيزة يستمتعون بحضارة مصر القديمة ! فى الطريق الضيق المفضى إلى داخل القصر ، كان الزحام شديدا ، الجميع ينظرون إلى شاهد قبر محبوبة الملك الذى يتوسط المكان، السكون الحزين يخيم على المكان وكأنها فارقت الحياة منذ ساعات، مشاعر متناقضة تنتاب الزائر ربما حسرة على زمن الوفاء الجميل. هناك آيات من سورة «يس» حفرت بخط كوفى على جانبى الباب الرئيسى للقصر، شعور بالجلال والقدسية سرى فى صدرى بينما يرتفع آذان صلاة الظهر فى أرجاء المكان من مئذنة المسجد المجاور لقصر تاج محل. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى