يقاس تقدم الأمم والشعوب بمستوى التقدم الأخلاقي والسلوكي لشعوبها ومجتمعاتها، وكلما زاد الرقى الإنساني والأخلاقي وارتفعت السلوكيات زاد المستوى الحضاري والمجتمعي وارتقت المجتمعات إلى أعلى درجات التقدم والرقي في جميع مناحي الحياة، وكلما انحدرت المستويات الخلقية والسلوكية وارتفع الغث وسادت لغة الانحطاط بين الأفراد والمجتمعات وخاصة الأعلام فلننتظر جميعا السقوط إلى الهاوية. وإذا سقطنا إلى الهاوية بفعل أخلاقنا وسلوكياتنا، فلن تقوم لنا قائمة وما حدث لبعض المجتمعات والدول من حولنا خير شاهد علي ما نقول، فكلما زاد الفسق والفسوق وانحدرت لغة التعامل والتحدث بين الناس إلى أدنى مستوياتها كلما هوت الدول والشعوب إلى مستنقع ووحل لا خروج منه سوى بانهيار هذه المجتمعات والدول. الدليل على ما وصلنا إليه وفي الطريق لما هو أسوأ بعض المستجدات على المجتمع المصري وكان عنها ببعيد في الماضي البعيد، فعندما تقتل الأم فلذات أكبادها ليخلو لها الطريق مع العشيق فحدث ولا حرج عن قيم المجتمع المصري الأصيل الذي كان يغار المرء فيه على جارته وبنت حارته من الغريب، لكن عندما يتحكم الشيطان ويدبر الجار الخطط للإيقاع بحليلة جاره فقل على النخوة المصرية السلام. ليس ما سبق وحسب بل عندما يتجرد الإنسان من إنسانيته ويقتل أمه وأباه من أجل جنيهات معدودة يصرفها على سجائره وترامادوله، فماذا ننتظر إذن سوى خراب ودمار هذا المجتمع الذى تخلى فيه الناس عن صلة الأرحام وهتكوا فيه حرمات الجيران وسبوا الأعراض وأصبح فيه الحلال حراما والحرام حلال مباحا. ماذا ننتظر وهذا الكم من الفيديوهات والعرى من طبقات المجتمع الأعلى وهم المثل والقدوة لشبابنا وبناتنا، أهذه أخلاق بلد الأزهر والمآذن والكنائس، كل عدة أيام تظهر علينا فيديوهات لممارسات مكانها الغرف المغلقة والمعتمة لتصبح على مرأى ومسمع لملايين البشر. عندما يخون الصديق صديقة والمرأة زوجها والرجل زوجته، عندما تصدر التعليمات من بعض صغار القوم والنفوس لقطع الصلات بين البشر، عندما تكثر لغة المؤامرة وتسيطر نظرية الشك علي الجميع فماذا ننتظر، عندما يرتشى المسئول المنوط به الحفاظ على المال العام وينميه فيستغل جلوسه على الكرسي ليتكسب بالحرام من وظيفته، عندما يوسد الأمر إلى غير أهله ويفشل أولى الأمر من بعض القيادات في النهوض بمنشآتهم وبلا حياء يتمسكون بمناصبهم وغيره والأمثلة كثير. لمزيد من مقالات فهمى السيد