للإنصاف والحقيقة ودون مبالغة فى القول بت أرى أن كل شيء فى مصر حاليا يوحى بأن الأيام المقبلة ستكون من قماشة أوقات النجاح وجنى الثمار وتحقيق مزيد من التقدم والرفعة وحجز مقعد أمامى ومتميز فى قطار المستقبل. ولذا لم أجد لهذا الوطن أى داع لحالة الجدل والدهشة التى أثارها البعض عندما تحدث الرئيس الفرنسى ماكرون خلال زيارته الأخيرة مصر بشىء من التجنى وعدم دراية عن فرع واحد فقط فى قضايا عديدة وثناءات متعددة راح يتحدث عنها فى مصر واعتراف وشجاعة القول بأن هناك نجاحات وتحولا وتغيرا، جوهريا وحقيقيا كبيرا فى مصر وأن هذا الوطن عاد بالفعل والتأثير ليكون رمانة الاستقرار والقوة ودعامة البناء وشبكة الأمان لحفظ أمن واستقرار المصريين بل ضبط إيقاعات الإقليم المتأرجحة والمتجاوزة والمترنحة طيلة الوقت بفعل الفوضى الجوالة التى تضرب دوله وتنعكس بالسلب على حالة الخراب والدمار ولغة الدم والحروب التى مازالت تضرب الإقليم من سنوات طويلة وبلغت حدتها أخيرا. طبعا تلك القضية التى أثارت غضب وحنق البعض فى مصر وأنا فى مقدمتهم التحدث من قبل ماكرون بالمطلق عن حقوق الإنسان دون أن يوسع الرجل دائرة الحركة والرؤية ليرى ويتابع وينظر لمجمل ما تحقق فى مصر خلال السنوات الخمس الماضية، حيث حياة جديدة ودولة عصرية وحركة بناء وتعمير وتدشين لمشروعات عملاقة تضاهى ظهيرة شمس أغسطس وبعث الحياة فى بلد وشعب كانوا ذاهبين إلى المجهول إن لم يكن إلى الجحيم. وأعتقد أن شكل وحقيقة ما يحدث فى مصر حاليا يتحدث عن نفسه فالصور أبلغ من الكلام ولولا شجاعة ورؤية رئيس مثل السيسى وإرادة شعب مصر لكانت الغالبية العظمى هنا تعيش وتقيم فى الخيام والمنافى وكانت أعداد النازحين بالملايين وقوارب الموت تبتلع الملايين الآخرين، مع الأخذ فى الاعتبار أن فرنسا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبى السبعة والعشرين والولايات المتحدة ما كانوا يستطيعون أن يقدموا لنا غير الدعاء والدموع.ناهيك عن حالة الفوضى التى كانت ستضرب دول الشرق الأوسط وأوروبا قاطبة، لأن أكثر من نصف سكان الشعب المصرى البالغ مائة مليون سيشدون الرحال هربا ونزوحا وقتها إلى دول الإقليم والفرار إلى أوروبا وغيرها. ولذا كنت سعيداً بالجسارة والقوة وسلامة القول التى لجأ إليها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال تعليقه على أقوال ماكرون أو الرد على تساؤلات الوفد الصحفى الغربى خاصة القول بضرورة فهم العمق الحقيقى والكامل لحقوق الإنسان دون النظر إلى زاوية ضيقة بما يعنى كفالة الحقوق الصحية والتعليمية وإقامة البنية الأساسية والحياة والعيش الكريم والحياة الآمنة، وهذا هو ما تفعله مصر حالياً لحقوق شعبها وليس فقط حرية القول أو التعبير وهذا ما يجب أن نبلغه فى كل جولة وكل مناسبة ومن على كل منصة فى العالم للجميع لينظروا ويتابعوا ويشاهدوا ويسجلوا ما يحدث فى مصر، حيث إننا لا يوجد لدينا ما نخشى منه بل لدينا ما نفتخر بتحقيقه وإقامته، حتى يكون هؤلاء فى العالم على بصيرة ووعى وإدراك ويعلموا أين كنا فى مصرقبل خمس سنوات وكيف أصبحنا الآن... ناهيك عن صراحة القول التى تقتضى المجاهرة أمام الجميع كيف فعل الرئيس السيسى ومن ورائه غالبية شعبه الكاسحة فى رفع رءوس المصريين وتحقيق التوازن بين الحقوق والحريات والأمن والاستقرار، حيث حديث الماضى يلهم المستقبل، وكيف استطعنا خلال سنوات قليلة أن نحجز هذا المقعد الأمامى دون غالبية إن لم يكن الدول الأولى فى الإقليم فى قطار المستقبل حيث لا يستطيع أحد هنا أو هناك أن يزايد أو ينال من حجم ما تحقق على أرض الواقع حاليا فى مصر من خطوات عملاقة واعتراف من أصحاب القرار فى المؤسسات الدولية: السياسية والاقتصادية والتنموية بأن مواجهة مشكلات مصر طيلة الفترة الماضية كان أشبه بالعملية الجراحية، أوجاعها كثيرة، وتكلفتها كانت باهظة ومرهقة لكنها تعد وتوفر الشفاء الناجع، والشفاء هنا للدولة والمصريين عموماً. وفى أهمية كل ما سبق يمكن ترجمة ومناظرة مثل تلك الشهادات الدولية بحجم الإنجازات على أرض الواقع من خطط بناء واستراتيجيات حقيقية للتطبيق والتنفيذ فى مجالات الاسكان والصحة والتعليم والطرق والكبارى والمدن الجديدة لنحو 14 مدينة تغطى سماء مصر حاليا، وأبرزها العاصمة الإدارية وما تشهده حاليا من إنجازات لعاصمة تليق بمصر والمصريين وما يقام فيها من مشروعات تغطى كل عالم الحياة الكاملة والعصرية على أرض مصر، ناهيك عن المطارات الجديدة والمتاحف الكبرى وفى مقدمتها المتحف الكبير بالهرم باعتباره أكبر متحف لحضارة المصريين فى العالم. وبعيداً عن لغة الطنطنة والمتباكين على سيمفونية العزف على حقوق الإنسان، وللأسف منهم مصريون تجار شعارات ومواجع أرجو أن ينظر ويقارن كل واحد من هؤلاء ومع أعوانهم الأوروبيين والغربيين لأثر تحول مصر وما يحدث فيها وما يجرى فى دول الإقليم حاليا وما أصاب دول الربيع العربى، لا أشير هنا إلى سوريا وليبيا والعراق واليمن وغيرها فقط فاوضاعا وانزلاقاتها حدث ولا حرج . ولكن بين ما حققناه فى مصر فى خمس سنوات فقط وما فعلته ثورة قامت فى إيران فى مثل هذا اليوم من 40 عاما فى طهران وعودة الإمام الخومينى من باريس. أعتقد أن الأرقام لا تكذب، فهناك خراب ودمار ومجاعة وفقر وتراجع ونحو مليونى نسمة يأكلون يوميا من مكبات القمامة واتهام رئيس سابق وهو أحمدى نجاد للإمام الحالى على خامنئى باختلاس 190 مليار دولار لحسابه الخاص من أموال الشعب واعتراف الرئيس الحالى روحانى بأن بلاده تعيش طيلة الاعوام الأربعين الماضية فى فقر وأزمات اقتصادية طاحنة، ولأجل كل ذلك أرى أن الأيام المقبلة فى مصر ستكون من قماشة أيام النجاح والازدهار ورؤية مصر دولة رائدة ليس سياسيا، بل على المستوى والتنموى والعصرى والمعيشى ايضا، وهى تواصل الانتقال من نجاح، إلى نجاح ولا عزاء لمن يسعون للفشل ناهيك عن تفاخر هذا الشعب بحرفية وإنجاز واتقان وبراعة قائده أن يحجز لشعبه وبلده المقعد الأمامى فى قطار المستقبل دون بقية دول الإقليم. لمزيد من مقالات أشرف العشرى