كان يصعب علىّ بعد خبرة صحفية ومتابعة دقيقة بحكم التخصص فى الكتابة السياسية وزيارة معظم إن لم يكن كل دول الإقليم هنا طيلة سنوات عديدة أن أصدق، أو أقبل حتى فى الأحلام عندما تدهمك دون استئذان، أن مصر بعد أربع سنوات فقط ستصل إلى هذا القاموس من النجاح وإعادة التموضع والتمركز لنجاحات فى الداخل وتصبح رقما صعبا وفاعلا بل ومؤثرا وصلبا فى معادلات السياسة فى هذا الإقليم التى تحرقه نيران الفوضى والحروب الطائفية والمذهبية وصراعات الفوضى الجوالة التى ضربت قرابة نصف دوله بعد ثورات الخريف العربى والحروب بالوكالة التى تقودها دول وجماعات لصالح التخريب والتدمير الممنهج، ولفائدة أجندات دولية وإقليمية أعدت بعناية وخطط ممنهجة. بالطبع كانت لدى مخاوف وهواجس مع بداية ثورة 25 يناير وما كنا نعيشه من حالات فوضى واضطرابات وتخريب وتهديم لكل مؤسسات هذا الوطن مصر ومما فاقم هذا الاحساس تلك النبوءة الكاذبة على غرار الحمل الكاذبة والطرح الذى صاغه وحاول تكريسه أشهر عديدة هنرى كيسنجر ثعلب السياسة والدبلوماسية الأمريكية الأخطر فى العالم، عندما راح يكتب مقالات مترجمة للعربية ويرى بسلسلة أحاديث مفزعة بعد ثورات هذا الخريف العربى لأشهر عدة معظمها إن لم يكن كلها تصب فى خانة أن مصر بحجمها وكبرها وحقائق الجغرافيا ومسار التاريخ بها ومعها دول هذه الثورات فى المنطقة لم ولن تعود كما كانت من حيث منسوب الأمن والاستقرار ومعدلات الكفاءة العسكرية وأحجام أدوارها وحضورها، ناهيك عن دخولها مربعات الفقر والتراجع فى قياسات التنمية وسيلاحق شعوبها الفقر المدقع والبؤس المندفع، وأن أى محاولة للعودة فقط إلى حالة شبه الاستقرار أو لم شمل هذه الدول المفككة بفعل تلك الثورات سيحتاج إلى وقت يصل إلى مابين عشر إلى خمسة عشر عاما باعتبار أن دورة العنف والفوضى التى تضرب دول تلك المنطقة الشرق الأوسط البائسة المفعمة بأمهات المشكلات والأزمات تحتاج إلى تلك هذه السنوات، وضرب كيسنجر يومها أمثلة حية للتدليل والرمزية كالعراق والصومال ولبنان وغيرها من الدول التى ضربتها الفوضى المستمرة القاتلة. وبعد ثورة 30 يونيو كان لدى ثقة فى فرص إنقاذ الدولة المصرية وأننا سنتجاوز حاجز الانهيار والخروج تدريجيا من نفق الأزمات، وأن كان الأمر يحتاج إلى عدة سنوات طوال كما خبرنا السيد كيسنجر ولكن بعدما تحقق فى السنوات الأربع الماضية من عام 2014 حتى الأمس منذ تولى الرئيس السيسى وبداية ولاية ثانية لحكمه الرشيد وما شهدته وتابعته خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الحالية ال73جعلتنى كمصرى ولأول مرة منذ سنوات طويلة أشعر بالفخر والاعتزاز وأستعيد شريط الذكريات وإعمال العقل فى مقارنات واقعية مطلوبة كما قرأته عبر التاريخ لفترات حكم كل الرؤساء المصريين السابقين على الأقل منذ ثورة 1952وحتى الآن الذين لم أعاصرهم بوعى، وحتى الآن أجد العقل والتقييم الموضوعى دون تسييس وأيديولوجيات تنتصر لتلك الفترة التى نعيشها حاليا مع الرئيس السيسى حيث تحققت رهاناته نبوءاته الصادقة، بان مصر ستكون من افضل دول المنطقة،حيث أصبحنا وخلال أربع سنوات فقط بالفعل الأفضل والانجح وأن حجم ما تم إنجازه على المستوى الداخلى وفى مجال السياسة الخارجية غير مسبوق وربما يتفوق على إنجازات 50 عاما للرؤساء السابقين أو دون مجاملة للزعماء الراحلين كلهم. وتذكرت على الفور خلال متابعة هذا الحضور الطاغى للسيسى فى الأممالمتحدة ولقاءاته وجولاته فى اجتماعات وقمم ولقاءات ثنائية وموسعة تجاوزت 25 لقاء أو فاعلية طيلة الأسبوع الماضى وعمق النجاحات الداخلية على كل المستويات دون مواربة من حيث استعادة الأمن والاستقرار خلال سنوات قليلة والدفع بمشروعات عملاقة فى مسارات الطرق والإسكان والصرف الصحى والأنفاق والمدن الجديدة التى تجاوزت أكثر من 13 مدينة جديدة والغاز والبترول والعشوائيات والشباب والتنمية الشاملة، وحاليا ثورة التعليم والصحة، وإعادة بناء الإنسان المصرى أنه لولا هذا النجاح ما حضر بهذه الكثافة وتلك الثقة وهذا الفخر والاعتزاز الذى كان يكتسى ملامح وجهه والذى بلاشك يتابعه ويشاهده ويرصده هذا العالم، حيث الواقع أجمل وأفضل كثيرا من الانطباعات أو الصور النمطية التى يسجلها الزائرون أو تحملها تقارير وسائل الإعلام والميديا المتعددة. وحتى لا أظلم أو أجور على أحد من الزعماء الذين حكموا مصر بعد ثورة 1952 حيث كان لكل منهم أزمات زمانه ومعطيات ظروفه القاهرة ناهيك عن شواغل ومشكلات الإقليم الحادة والعميقة، إلا أن الصراحة تقتضى القول إن أيا منهم لم يحقق فى وقت واحد، مثلما نعيش ونلحظ ونلمس الآن مع السيسى حجم النجاحات الداخلية والخارجية فى آن واحد حيث سيمفونية وأوركسترا الإنجاز الداخلى لمشروعات عملاقة رائدة لاشك تغير وجه الحياة حاليا على الأرض للمصريين حيث مسارات الاصلاح والتنمية تغطى سماء مصر حاليا من الصعيد مرورا، سيناء وصولا إلى محافظات الوجه البحرى وفى القلب من كل هؤلاء الاهتمام بالقاهرة الكبرى والعاصمة الإدارية الجديدة والإسكندرية لجعل مصر كلها أيقونة للنجاح والازدهار، ووضع أقدامها على تصنيف الدول والمدن الذكية والمزدهرة فى العالم. ومن حسن الطالع وذكاء صانع القرار حاليا أن هذا النجاح يقابله ويوازيه نجاح على صعد علاقات وارتباطات وحضور مصرى مع كل دول الإقليم باستثناء دولتين مارقتين تضمران الشر والعداء الصارخ لنا هما تركيا وقطر، ثم هناك توسيع لدائرة الحركة والديناميكية الحيوية والدور والحضور المصرى مع مختلف دول العالم أجمع حاليا حيث هناك علاقات متكافئة متوازنة متعادلة من حيث المكانة والحضور المكثف والتحالف الاستراتيجى القائم على الاحترام والندية فى التعامل فى مقابل معظم كوارث ومآسى وأوضاع كارثية وأوقات شدة تعيشها دول ذات أحجام ثقيلة فى الاقليم حيث كلها تعانى وتضربها الأزمات والتشقق والانهيارات الداخلية وعلاقاتها مع دول العالم الكبرى، ويحضرنى هنا على سبيل المثال إيرانوتركيا وإسرائيل وتهديداتهم وحروبهم المشتعلة على مدى الساعة فى الإقليم ومع دول كبرى فى العالم. خلاصة القول نحن فى مصر حاليا نعيش أفضل أزمنة النجاح واستعادة بناء الدولة الكبرى فى الإقليم، والأقوى فى محيطها والأفضل فى تنمية رفاهية شعبها حيث القادم أفضل والنجاح سيتوالى فصولا غدا أو بعد غد. لمزيد من مقالات ◀ أشرف العشرى