حول المشهد الفلسطينى فى الأدب العربى دار نقاش ندوة «فى الصالون الثقافى» بكلمة بدأها الشاعر الفلسطينى ناجى الناجى قائلا: إن الأدب الفلسطينى منذ مطلع القرن التاسع عشر وماتلاه كان من الصعب تحديد منابع ثقافته، وقد مر الأدب الفلسطينى بمراحل عديدة منذ ثورة 1936 التى أحدثت تغييرا فى طبيعة تناول الأدب وازدياد الحراك، مرورا بالنكبة والتحول الكبير الذى حدث وإفراز شعراء وشعر مأساوى, ومن ثم مرحلة النكسة وماتلاها وهى مرحلة أفرزت أدب المقاومة, مشيرا إلى أن الأدب الفلسطينى بشكل عام كان يجسد ماحدث فى النكبة ومابعد 1967. ومن ثم أدب الضفة وغزة وأدب السجون, وكان الأسوأ فى القضية الفلسطينية هو النكبة بما أنتجته من أدب الحماسة, وبعدها جاءت مرحلة أوسلو وظهور الأدب الانسانى والاجتماعى. وتحدثت الشاعرة ابتسام أبو سعدة عن الشتات والمهجر والتنقل بين الأوطان وارتجال الحياة, بين اللهجات التى شكلت لكنتها الهجينة وما يحق للاجئ دون غيره واقتناعه بالشتات بديلا وقالت: احتل المشهد الفلسطينى الأدب العربى واعتلى منصة المنادين بالثورات ومقاومة الاحتلال, مشيرة إلى أن الكثير من الكتاب العرب اختاروا أن يعيشوا فى المنفى بسبب قمعهم فى أوطانهم، وهناك أعداد أكبر بكثير من هؤلاء يعيشون على عكس الفلسطينيين فى بلادهم المتمتعة بالسيادة الكاملة, وفى الحالة الفلسطينية التجربة كانت صعبة جدا, فلا يمكن لأى كاتب أن يتجاهل هويته وقضيته وأرضه المغتصبة، سواء كان من الأراضى المحتلة أو الشتات. وأضافت: عندما نتحدث عن الأدب الفلسطينى المعاصر فإننا نجابه بأدبين: أحدهما أنتجه كتاب يعيشون على أرض فلسطين التاريخية والثانى أنتجه كتاب يعيشون فى الشتات. وقالت الشاعرة د. زينات أبو شايش أن الوضع الفلسطينى يعانى التشظى أينما وجد سواء فى الداخل أو الضفة الغربية وغزة أو الشتات, مشيرة إلى أن غياب فكرة المؤسسة الداعمة للمبدعين الفلسطينيين وتبنى القضية الفلسطينية بجميع مفرداتها كارثة, فالقضية الفلسطينية ليست قضية ثقافة فقط، أو شعب فقط، لكنها قضية شاملة، والمشرق والمغرب العربى لم يقوما بالدور المنوط بهما فى دعم القضية والأدب الفلسطينى, وتساءلت أين المنتج الأدبى والثقافى الذى يتحدث عن القضية الفلسطينية خلال العقدين الماضيين؟ لتجيب هو منتج غائب، والاسهامات فيه فردية بعيدة عن الدور المؤسسى, مشيرة إلى أن الأدباء والمثقفين الغربيين يتحدثون عن القضية الفلسطينية أكثر من الأدباء العرب. واستشهدت الناشرة بيسان عدوان بقول الشاعر محمود درويش «من يملك الحكاية يرث الأرض» وتساءلت كيف استطاع الاحتلال أن يرث الأرض حتى يومنا هذا مهما تكن المبررات؟ وأشارت إلى هوية الفلسطينى المتعددة الجنسيات وماتشكله من أعباء فى التنقل والسفر, وتطرقت إلى مايحدث من تحول فى الموقف السياسى بعد ثورات الربيع العربى والهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل, بما يمثل من خطورة على الهوية والكيان الفلسطينى، مشيرة إلى أن الاهتمام بالجذور والتفاصيل الصغيرة عن كل ماهو فلسطينى أصبح فى غاية الأهمية, فإذا نهضت الثقافة ينهض الأدب وإلا «ستأكلنا الضباع».