أحقا رحلت يا عارف.. أحقا لن نراك ثانية في قسم التصوير بالدور الرابع ب الأهرام؟.. نعم.. لقد غيبك الموت عنا.. إنها مشيئة الله, ولا راد لقضائه.. ولكنها حسرة الفراق.. رحلت عنا وتركت فينا حزنا عميقا سيظل طويلا بيننا, ولكن أيضا تركت لنا أيها الغالي معينا من الحب ودماثة الخلق والكرم لن ينضب.. حب من الجميع.. أقسم بأنني لم أر في حياتي إنسانا يتمتع بكل هذا الحب وهذه السيرة العطرة التي تستحقها عن جدارة, سواء بين زملائك في الأهرام الذين أحبوك, أو ممن عرفوك من خارجها. لم لا يحبونك وقد اتسع قلبك حبا لنا جميعا, مثلما كان مكتبك مفتوحا دائما للجميع.. ألا تستحق أن نبادلك حبا بحب.. كان كرمك زائدا.. كنت خدوما لكل من لجأ إليك.. لم ترد يوما أحدا جاءك يسعي طلبا للخدمة.. لم تتململ.. لم يضق صدرك يوما بأحد.. كيف وأنت الفارس النبيل.. سخرت كل ما لديك من خبرة ومعرفة في مجال الكمبيوتر لخدمة الزملاء دون استثناء, فكان عطاؤك بلا حدود.. نعم لم نكن نقوي علي فراقك بسهولة, وكنت تطلب منا أن نجلس معك دائما في مكتبك. الآن فقط عرفنا لماذا كان هذا الإحساس.. لقد كانت أيامك قليلة بيننا.. ولكن صفاءك ونقاءك وعطاءك كان كبيرا.. أدركت ببصيرتك أنك تريد أن تبقي بين أحبائك, وهم كثيرون, أطول فترة ممكنة, إلي أن حانت لحظة الفراق الحزينة.. ويا لها من لحظة قاسية.. غادرت حياتنا سريعا.. حاشا لله نؤمن بقضائه وقدره.. ولكن رحيل عارف سعد الدين المفاجئ عنا أدمي قلوبنا قبل أن تدمع أعيننا علي فراقك. نعم فقدناك أيها العزيز, ولكن ستبقي ذكراك وسيرتك العطرة بيننا, وستظل روحك الطاهرة تملأ أرجاء كل الأماكن التي ذهبت إليها.. لقد فقدت برحيلك أخا وصديقا وزميلا عزيزا. أسأل الله العلي القدير أن يتغمدك أنت وزوجتك بواسع رحمته.. ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان.