فى الثلاثين من أغسطس كل عام تحل ذكرى رحيل أديب مصر العالمى نجيب محفوظ عن عالمنا ، وتتكثف فى هذا الموعد الاحتفالات بالراحل الفذ، ولكن محفوظ» بالنسبة إلينا موضع احتفاء طوال العام، نتذكره دائما، ونستحضره فى كل حين، ونحاول البحث عن أى كيان أو أثر يرتبط به، وفى السطور التالية نحتفى بعلم يحمل اسمه يرفرف فى قلب أوروبا، حيث تأسست مدرسة «نجيب محفوظ» فى مدينة ميلانو الإيطالية عام 2005، وحصلت على التصريح الرسمى من وزارة التربية والتعليم فى مصر وإيطاليا كأول مدرسة مصرية معتمدة فى أوروبا، فى عام 2006، وتقوم بتدريس المنهجين المصرى والإيطالى بهدف غرس الثقافة والهوية المصرية لدى الطلاب وتعليمهم اللغة العربية، وربط الأجيال الشابة من أبناء الجالية المصرية فى إيطاليا بوطنهم الأم، لإلقاء مزيد من الضوء على هذه المدرسة التى تعد صرحا عظيما ونموذجا يحتذى به فى كل مكان، التقينا بمؤسسها ورئيس مجلس إدارتها محمود عثمان، الذى صرح قائلاً: «نظام التعليم بالمدرسة هو نظام فريد من نوعه حيث تقوم المدرسة بتدريس المنهجين المصرى والإيطالى ويقوم الطالب بالحصول فى نهاية العام الدراسى على الشهادتين المصرية والإيطالية»، وعن الدور الأساسى والوطنى للمدرسة أكد «عثمان» أن المدرسة تقوم بغرس الثقافة والهوية المصرية فى نفوس ابنائنا الطلبة والطالبات من تعلم اللغة العربية، وربط أبناء الجيل الثانى والثالث بوطنهم الأم مصر، واحياء ذكرى المناسبات الوطنية والاحتفال بها. وأضاف أن المدرسة تؤدى دوراً مهماً فى الاندماج والتعايش بين ثقافتين وبلدين كبيرين؛ مصر وإيطاليا، منها تعليم أبناء المدرسة اللغة الإيطالية والمشاركة فى المناسبات والاحتفالات الإيطالية المختلفة والانصهار داخل المجتمع الإيطالي، ومضى المؤسس محمود عثمان مؤكداً أن: «المدرسة قامت بلم شمل الأسر وخاصة المختلطة منهم وذلك لتعلم الطالب اللغتين العربية والإيطالية معا مما حقق الهدف المنشود للأسرة» اقرأ أيضًا | نجيب محفوظ والإخوان المسلمين.. تاريخ من النفور والكراهية البعد الإنسانى والاقتصادى وعن البعد الإنسانى والاقتصادى للمدرسة قال: «المدرسة أصبحت مركزاً للمساعدات الإنسانية أثناء الموجة الأولى لجائحة كورونا؛ حيث ساعدت ما يزيد على 500 أسرة أثناء وقدمت المعونات لهم مما نال إعجاب وتقدير المجتمع الإيطالى واشادت به وسائل الإعلام الإيطالية، كما قامت المدرسة بفتح فرص عمل بميلانو لأكثر من 60 عاملًا وعاملة نصفهم أو أكثر من المصريين الذين يعيشون بالشمال الإيطالي». أهم البرامج والأنشطة وعن أهم البرامج والأنشطة التى تقدمها المدرسة وطبيعة الطلاب التى يدرسون بها وخططهم المستقبلية بعد 19 عامًا من تأسيسها، حدد «عثمان» عدة نقاط أهمها: «مدرسة «نجيب محفوظ» بميلانو، مدرسة مصرية إيطالية تأسست عام 2006 بقرار من وزارة التربية والتعليم فى مِصر وإيطاليا، وتُدرس المنهجين المصرى والإيطالى. تعد أول مدرسة مصرية نظامية فى إيطاليا وربما فى أوروبا كافة، فهى تعمل 6 أيام فى إيطاليا وربما فى أوروبا كافة، فهى تعمل 6 أيام فى الأسبوع من الساعة 8 صباحًا حتى 2 ونصف عصرًا، وإجازتها الرسمية يوم الأحد فقط. يعمل بالمدرسة قرابة 55 معلمًا إيطاليًا ومصريًا، مدرسو اللغة الإيطالية من البلد الأم بينما المدرسون المصريون، هم مدرسون مقيمون فى إيطاليا بعد حصولهم على إجازة بدون راتب من التربية والتعليم المصرية. الامتحانات بالمدرسة تتم كأى مدرسة مصرية معتمدة فى الخارج، من الصف الأول الابتدائى حتى الصف الثانى الثانوى، وتجرى الامتحانات وتُصحح بالمدرسة، ويتم اعتماد الشهادات من القنصلية المصرية. امتحانات الصف الثالث الإعدادى تأتى من مصر ويشرف عليها لجنة من وزارة التربية والتعليم المصرية أو من المكتب الثقافى والقنصلية المصرية، ويتم إرسال ورق الإجابات لمصر لتصحيحه واعتماد النتيجة. يتم تدريس المنهج المصرى والإيطالى كامل للطلاب حتى الصف الثالث الإعدادى، وفيما بعد يقرر الطالب ما إذا كان يرغب فى استكمال التعليم الإيطالى، وهنا ينتقل لمدرسة ثانوية إيطالية وينتهى تعليمه العربى، بعد ما يتلقى المبادئ والقيم المصرية، حتى يصبح سفيرًا لمصر فى المجتمع الإيطالى بأخلاقه وعلمه. إذا قرر الطالب بعد الصف الثالث الإعدادى استكمال تعليمه وحصوله على الثانوية العامة المصرية، يكون متاحًَ ذلك بالمدرسة حتى الصف الثانى الثانوى، لأن نظام التربية والتعليم فى مصر لا يتيح للمدارس فى الخارج أن تعقد امتحانات الصف الثالث الثانوى، ويكون الطالب بحاجة إلى العودة للقاهرة. عدد الطلاب فى المدرسة هذا العام بلغ نحو 400 طالب، ونسبة الطلاب المصريين والعرب بسيطة تكاد تمثل 1%، لدينا أُسر سعودية ومغربية: «المفاجأة السنة دى ومن ضمن المفارقات إن فى أسرة من بلجيكا حولوا اثنين من أبنائهم عندنا بعد ما كانوا فى مدرسة فرنسية، لأنهم عايزين يعلموهم اللغة العربية والإيطالية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية». أغلب الطلاب فى المدرسة من أبناء الجيل الثانى والثالث، والمدرسة ترحب بجنسيات العالم كافة، ولا يشترط سوى أن يكون المتقدم لديه إقامة رسمية فى إيطاليا. امتحانات المنهج الإيطالى تتم تحت إشراف التربية والتعليم الإيطالية بشكل أشبه بنظام «مدارس الإنترناشونال» فى مصر، من خلال أقرب مدرسة إيطالية لمدرسة «نجيب محفوظ»، وهو ما يجعل الشهادات معتمدة وموثقة. المدرسة بها كافة وسائل التربية والتعليم الحديثة، كما أن المدرسة تحتفل دائمًا بالأعياد الدينية والقومية المصرية كافة. خريجو المدرسة بعضهم استكملوا تعليمهم فى مصر ومنهم إعلاميون ومهندسون وأطباء فى القصر العينى، ومنهم من يعملون أيضًا فى مراكز مرموقة بإيطاليا: «المدرسة بتنشر القوة الناعمة المصرية فى المجتمع الإيطالى.