استمرارا لتفاقم الأوضاع فى فنزويلا، دعا زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو، الذى أعلن نفسه رئيسا بالوكالة، إلى مظاهرات جديدة غدا ويوم السبت المقبل ضد الرئيس نيكولاس مادورو لدفع الجيش إلى تغيير موقفه، فى الوقت الذى استعرض فيه مادورو قوته بحضوره عرض عسكرى فى شمال البلاد. ومن جانبه، قال جوايدو: «يوم الأربعاء وفى كل مكان فى فنزويلا سننزل إلى الشوارع لمطالبة القوات المسلحة بالوقوف إلى جانب الشعب». وأضاف «وسنحتفل السبت بهذا الدعم غير المسبوق فى جميع أنحاء العالم لقضيتنا، وكذلك بالاستناد إلى أنه سيكون الموعد الوشيك لانتهاء مهلة الاتحاد الأوروبى من أجل التوصل إلى إنهاء اغتصاب السلطة وتشكيل حكومة انتقالية والدعوة إلى انتخابات حرة». وفى إطار مساعيه لإضعاف ولاء الجيش الأساسى لمادورو، عرض جوايدو العفو عن الموظفين والعسكريين الذين يوافقون على دعمه، وذلك فى منشور قام أنصاره بتوزيعه أمس الأول على مراكز الشرطة والجيش فى البلاد كما كشف جوايدو لصحيفة «واشنطن بوست «الأمريكية أن المعارضة تتفاوض سرا مع الجيش ومسئولين آخرين لعزل مادورو عن السلطة. وفى الوقت نفسه، طلب جوايدو من السلطات البريطانية منع وصول مادورو إلى احتياطيات الذهب الموجودة فى بنك إنجلترا، وذلك وفقا لرسائل بعثها لرئيسة الوزراء تيريزا ماى ومارك كارنى محافظ بنك إنجلترا. وكانت مصادر قد ذكرت لوكالة «رويترز» الأسبوع الماضى أن هذه المقتنيات قفزت إلى نحو 1،3 مليار دولار. وفى غضون ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أن سبب الدعم التركى لفنزويلا هو الذهب. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن طائرة تابعة للملياردير التركى تورجاى سينر وصلت إلى فنزويلا الأسبوع الماضى لشحن أطنان من الذهب الفنزويلى إلى تركيا من أجل صقلها وتجهيزها. وأضافت الصحيفة أن العلاقات التجارية بين كاراكاس وأنقرة شهدت دفعة كبيرة خاصة عقب زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لفنزويلا الشهر الماضى والتى تعهد خلالها بالاستثمار فى اقتصاد فنزويلا، بينما أكد مادورو أن الشركات التركية ستدعم اقتصاد البلاد ب 4،5 مليون يورو.وحذر مسئول بالإدارة الأمريكية من إمكانية أن تنقل تركيا بعضا من ذلك الذهب الفنزويلى إلى إيران فى إطار علاقات تجارية خفية بين تركياوإيران تمثل خرقا للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران. وفى سياق متصل، انضمت كل من أستراليا وإسرائيل أمس إلى الولاياتالمتحدة وكندا ودول أوروبية وعدة دول لاتينية فى تأييد زعيم المعارضة الفنزويلية رئيسا مؤقتا للبلاد لحين إجراء انتخابات جديدة. وفى المقابل، يحظى مادورو بدعم روسيا والصين وتركيا فيما أعلنت نيوزيلاندا أنها لن تعترف رسميا بأى من الجانبين. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنها قبلت ترشيح جوايدو لكارلوس الفريدو فيشيو، حليف زعيم المعارضة الفنزويلية، ليصبح قائما بأعمال السفارة الفنزويلية فى الولاياتالمتحدة. فى الوقت نفسه، أشرف مادورو على تدريبات عسكرية فى فورت باراماكاى بشمال البلادوصرح أمام القوات المسلحة «أقول للقوات المسلحة البوليفارية: وحدة قصوى وانضباط أقصى وتلاحم أقصي». ووجه تحذيرا أيضا إلى العسكريين، وقال «هل أنتم انقلابيون أم تحترمون الدستور؟ لا تكونوا خونة أبدا بل أوفياء دائما».