* أسوشييتد برس: جوايدو حصل على دعم دول الجوار عبر تسلل الحدود بشكل غير قانونى * المرتزقة الروس يحمون «الرئيس».. وواشنطن تخنق كاراكاس اقتصاديا وتجمد أصولها فى الخارج
فى أول ظهور جماهيرى علنى له منذ إعلان نفسه رئيسا لفنزويلا وسط دعم من الدول الكبري، تحدى خوان جوايدو خصمه الرئيس الفنزويلى نيكولا مادورو بأن يتمكن من اختطافه، وذلك قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولى بطلب من واشنطن لبحث الأزمة فى الدولة اللاتينية. وأمام المئات من أنصاره، الذين تجمعوا وسط وجود أمنى مكثف فى غرب العاصمة كاراكاس، قال جوايدو، الذى يترأس الجمعية الوطنية «البرلمان»، ويبلغ من العمر 35 عاما، «لقد استيقظنا من كابوس طويل»، داعيا إلى مواصلة التعبئة ضد سلطات مادورو. وعلى الرغم من إعلان مادورو رغبته فى إجراء حوار وطنى مع جوايدو، إلا أن الأخير رفض قائلا إن «القمع عندما لا يعطى نتيجة يتحول إلى حوار شكلي». وأعلن فى تصريحات لصحيفة «لاستامبا» الإيطالية عن خطة انتقالية من 3 نقاط، لضمان انتقال السلطة فى فنزويلا. وأضاف أن «الذين يعتقدون أننا انحسرنا سيخيب أملهم لأن المواطنين ينتشرون فى الشارع الآن إلى أن يتوقف الاستيلاء على الحكم، ويصبح هناك حكومة انتقالية وانتخابات حرة». ومن جهة أخري، كشفت وكالة رويترز أن عددا من «المرتزقة» الروس سافروا إلى كاراكاس بغرض مساندة مادورو، حليف موسكو، فى خضم الأزمة السياسية. وأوردت رويترز نقلا عن ثلاثة مصادر، أن «المرتزقة» تابعون لمجموعة «فاجنر» الروسية وهى شركة عسكرية خاصة سبق لها أن نفذت مهمات بأوكرانيا وسوريا، وتقول تقارير إعلامية إنها حاضرة أيضا فى دول إفريقية. ومن جهة أخري، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية أن تحالف حكومات أمريكا اللاتينية الذى انضم سريعا إلى واشنطن فى دعم زعيم المعارضة الفنزويلية جاء بعد أسابيع مما وصفته بالدبلوماسية السرية، والتى تضمنت رسائل إلى نشطاء يتعرضون لمراقبة مستمرة وسفريات شديدة الخطورة لجوايدو. وقالت الوكالة الأمريكية إن جوايدو سافر منتصف الشهر الماضى إلى واشنطن وكولومبيا والبرازيل لإطلاع المسئولين على استراتيجية المعارضة، وإنه غادر البلاد بشكل غير قانونى عبر الحدود الكولومبية حتى لا يثير ريبة مسئولى الهجرة الذين يقومون بمضايقة المعارضين فى المطارات ويمنعونهم من السفر إلى الخارج. متظاهرون موالون لمادورو يرفعون صورة مجسمة للزعيم الراحل هوجو شافيز وفى غضون ذلك، كشفت وكالة «بلومبرج» عن أن الرئيس الفنزويلى يحاول يائسا البحث عن مخرج عبر طلب ذهب بقيمة 1٫3 مليار دولار من بنك إنجلترا، إلا أن البنك رفض الطلب بعد ضغط من كبار المسئولين الأمريكيين، ومن بينهم مايك بومبيو وزير الخارجية وجون بولتون مستشار الأمن القومي، الذين طالبوا نظراءهم البريطانيين برفض منح النظام الفنزويلى أصوله فى الخارج. وأعلن بومبيو أمس الأول أنه سيحث دولا أخرى على دعم جوايدو، الذى أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا يوم الأربعاء الماضي. كما عين الوزير الأمريكى الدبلوماسى إليوت آبرامز، الذى خدم فى إدارات جمهورية سابقة، مبعوثا خاصا لفنزويلا. وقال بومبيو للصحفيين إن آبرامز سيرافقه فى اجتماع لمجلس الأمن الدولى فى نيويورك خلال ساعات. ومن جانبه، علق آبرامز «هذه الأزمة فى فنزويلا عميقة وصعبة وخطيرة وأتطلع للعمل من أجل حلها». جاء ذلك فى الوقت الذى كشف فيه دبلوماسيون عن أن الولاياتالمتحدة تضغط من أجل إصدار مجلس الأمن بيانا يبدى فيه تأييده الكامل للجمعية الوطنية الفنزويلية باعتبارها «المؤسسة الوحيدة المنتخبة بشكل ديمقراطي» ولكن من المتوقع أن تعترض روسيا على هذا التحرك. ووزعت واشنطن مسودة بيان للمجلس قبل الاجتماع العام ذكرت فيها أنه «مع استمرار تدهور الأوضاع فى جمهورية فنزويلا يبدى مجلس الأمن تأييده الكامل للجمعية الوطنية بوصفها المؤسسة الوحيدة المنتخبة بشكل ديمقراطى فى فنزويلا». ولكن فاسيلى نيبينزيا سفير روسيا لدى الأممالمتحدة قال: إن موسكو ستعارض أى محاولة أمريكية لجعل مجلس الأمن يؤيد جوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا ، مشددا على أن «هذا لن يمر ..بالنسبة لنا لم يتغير شيء». ومن بين الإجراءات الأمريكية الهادفة إلى دعم خصم مادورو، أعلنت وزارة الخزانة أنّ الولايات المتّحدة ستستخدم «الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية المتاحة لها، من أجل ضمان أن تكون التعاملات التجارية مع الحكومة الفنزويليّة متوافقة مع الاعتراف بجوايدو. وأشارت الوزارة إلى أنها تعمل على تشديد الخناق المالى على الرئيس الفنزويلى مع تصعيدها جهودها لنقل السيطرة على الأصول الحكومية إلى زعيم المعارضة. ولكن بيان الوزارة لم يصل إلى حد الإعلان صراحة عن تجميد أصول وحسابات فنزويلا فى الولاياتالمتحدة. وفى موسكو، اعتبرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية تعيين آبرامز مسئولا عن استعادة الديمقراطية فى فنزويلا، محاولة للسيطرة المباشرة على الوضع السياسى فى هذا البلد. وكتبت زاخاروفا على حسابها فى فيسبوك: هذه محاولة من واشنطن للسيطرة مباشرة على الوضع السياسى فى فنزويلا، التى تنظر إليها المؤسسة الأمريكية العميقة حديقة إقليمية تابعة لها فى المستقبل، قائلة: «فى العراق، عملوا على «استعادة» الديمقراطية، وفى ليبيا أيضا، فى سوريا لم يتمكنوا، أو بالأحرى لم يسمح لهم بذلك. الآن فنزويلا». من جهة أخري، دعت لجنة حقوق الإنسان فى منظمة الدول الأمريكيةفنزويلا إلى جوايدو «أبرز وجه فى المعارضة»، وعائلته. وتؤكد اللجنة أنه فى أجواء الأزمة الخطيرة التى تشهدها فنزويلا، يجد المعارض نفسه «فى وضع بالغ الضعف» وقد يصبح «هدف هجمات». ودعت السلطات إلى ضمان أمنه وأمن عائلته.