عيّن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس إليوت أبرامز مبعوثاً إلي فنزويلا بهدف المساهمة في إعادة الديموقراطية لها. اعتبر أبرامز. الدبلوماسي السابق الذي عمل في عهدي الرئيسين الجمهوريين السابقين رونالد ريجان وجورج بوش الابن. أنّ الأزمة في فنزويلا عميقة ومعقّدة وخطيرة. يتوجه المبعوث الجديد إلي مجلس الأمن الدولي خلال ساعات حيث يعتزم بومبيو دعوة دول أخري إلي دعم التحول الديموقراطي في فنزويلا. في المقابل علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية. ماريا زاخاروفا علي ذلك قائلة "هذه محاولة من واشنطن للسيطرة مباشرة علي الوضع السياسي في فنزويلا. التي تنظر إليها المؤسسة الأمريكية العميقة كحديقة إقليمية تابعة لها في المستقبل في العراق. عملوا علي ما وصفوه باستعادة الديمقراطية. وفي ليبيا أيضا. في سوريا لم يتمكنوا. أو بالأحري لم يسمح لهم بذلك والآن فنزويلا". في السياق قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان امس إن بومبيو سيدلي بإفادة أمام مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في فنزويلا مشيرة إلي أنه سيحث الدول الأعضاء علي الاعتراف بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد. من جانبه أدان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف السياسة الأمريكية التدميرية في فنزويلا. بعد أن أعلنت واشنطن دعمها زعيم المعارضة في مواجهة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. من ناحية اخري سافر عدد من المرتزقة الروس إلي العاصمة الفنزويلية كاراكاس بغرض مساندة مادورو الحليف لموسكو في خضم الأزمة السياسية. قالت مصادر مطلعة إن المرتزقة تابعون لمجموعة "فاجنر" الروسية وهي شركة عسكرية خاصة, سبق لها أن نفذت مهمات بأوكرانيا وسوريا. وتقول تقارير إعلامية إنها حاضرة أيضا في دول إفريقية. نقلت صحيفة جارديان البريطانية. عن يفجيني شاباييف. وهو عسكري روسي سابق. أن أمرا صدر في روسيا. يوم الاثنين الماضي. حتي يتم تشكيل مجموعة للذهاب إلي فنزويلا بغرض حماية مسئولين كبار. أضافت الصحيفة أن الكرملين لم يعلق علي هذا الشأن ولم يدل أي متحدث حكومي بتصريحات حول ذلك . من ناحية اخري كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الامريكية سر زيارة قام بها جوايدو إلي واشنطن. ولدول الجوار الموالية لها. في الخفاء. قبل تنصيب نفسه رئيسا للبلاد. ذكرت الوكالة نقلا عن أنصاره وممثلي حكومات أمريكا اللاتينية والولاياتالمتحدة. أن جوايدو. قام في ديسمبر الماضي بجولة سرية شملت الولاياتالمتحدة والدول الرئيسية المجاورة. لتنسيق استراتيجيته المناهضة لمادورو. قال أنطونيو ليديسما أحد مساعدي جوايدو. إنه في منتصف ديسمبر الماضي. سافر جوايدو سرا إلي واشنطن وكولومبيا والبرازيل لإبلاغ المسئولين هناك عن خطط المعارضة الفنزويلية لبدء تنظيم احتجاجات جماعية بالتزامن مع أداء مادورو. اليمين الدستورية في 10 يناير الجاري. كما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. أن جوايدو تلقي مكالمة هاتفية من مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. قبل إعلان نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا, تعهد بنس خلالها بدعم بلاده لجوايدو إذا ما استولي علي مقاليد الحكم من مادورو . قالت الصحيفة إنه علي ما يبدو إن الخطة السرية لإدارة ترامب لتقديم الدعم لجوايدو. كانت مسبقة ومحكمة التنسيق. في الاثناء أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية امس أنها تعمل علي تشديد الخناق المالي علي مادورو. قالت الوزارة في بيان لها"ستستخدم الولاياتالمتحدة أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لضمان توافق التعاملات التجارية لحكومة فنزويلا مع هذا الاعتراف "اعتراف واشنطن بالمعارض غوايدو رئيسا لفنزويلا" بما في ذلك التعاملات التي تشمل المشروعات المملوكة للدولة والاحتياطيات الدولية". لكن بيان الوزارة لم يصل إلي حد إعلان تجميد أصول وحسابات فنزويلا في الولاياتالمتحدة. في نفس السياق ذكرت وكالة أنباء بلومبيرج امس أن بنك إنجلترا رفض تلبية طلب مادورو لإعادة سبائك ذهب بقيمة 1.2 مليار دولار إلي فنزويلا. قالت الوكالة إن بنك انجلترا رفض تلبية طلب مادورو استجابة لضغوط وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي جون بولتون وغيرهما من المسئولين الأمريكيين. أشارت إلي أن المسئولين الأمريكيين يحاولون تحويل أموال فنزويلا المودعة في البنوك الأجنبية إلي جوايدو. قدّرت الوكالة احتياطي البنك المركزي الفنزويلي من النقد الأجنبي ب 8 مليارات دولار يوجد جزء منها في بنك انجلترا. من ناحية اخري قال مادورو إن ما يحدث في بلاده هو "انقلاب" مؤكدا علي أن حكومته قادرة علي دحره موضحا أنه علي استعداد للقاء جوايدو قائلا "أنا ملتزم بالحوار الوطني.. إذا اضطررت لمقابلة هذا الفتي فوق قمة همبولدت في الثالثة صباحاً سأفعل ذلك". في المقابل رد جوايدو علي عرض مادورو بالقول إنه لن يحضر ما وصفه "بالحوار المزيف" مع مادورو. علي صعيد اخر أعلنت مصادر غير حكومية في فنزويلا أن عدد المعتقلين علي خلفية الاحتجاجات. التي تشهدها البلاد. بلغ نحو 500 شخص من بينهم 14 قاصرا.