اختتمت أعمال الندوة الدولية التي انعقدت في العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الجاري تحت عنوان: (النوازل الفقهية في الزواج والطلاق)، بالتعاون بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وهيئة الإفتاء والشؤون الشرعية بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، وبمشاركة رفيعة من نخبة من العلماء والمفتين، وسفراء الدول الإسلامية، ورؤساء المراكز الإسلامية، وقيادات دينية وشبابية، وممثلين عن منظمات دولية، وصحفيين، ومهتمين بالشأن الشرعي في المجتمعات الغربية. كيفية تطهر ووضوء مريض القسطرة؟.. عضو مركز الأزهرتجيب وقد ترأس الجلسة الختامية للندوة فضيلة الدكتور أسامة هاشم الحديدي، المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حيث استعرض أعضاء الجلسة أبرز المخرجات والمداولات العلمية التي شهدتها الجلسات العلمية السابقة، ثم انتهوا إلى صياغة البيان الختامي والتوصيات التي خلص إليها العلماء المشاركون. وقد شهدت الجلسة الختامية حضورًا مميزًا من شخصيات بارزة في العالم الإسلامي، منهم: الدكتور أحمد الدبيان، مدير عام المركز الثقافي الإسلامي بلندن ومسجد لندن المركزي، والدكتور فايد محمد سعيد، الأمين العام لهيئة الفتوى والشؤون الشرعية بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن، وفضيلة الدكتور قطب سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، وفضيلة الشيخ الدكتور قيس آل الشيخ مبارك، عضو هيئة كبار العلماء سابقًا، ورئيس هيئة الشؤون الإسلامية بالسعودية، وعدد من المفتين وممثلي هيئات الإفتاء والمراكز الإسلامية وسفارات دول العالم الإسلامي. إضافة إلى مشاركات ممثلين لوفود من أكثر من 10 دول، من بينها: فرنسا، ألمانيا، السويد، النمسا، إسبانيا، كرواتيا، إستونيا، أوكرانيا، رواندا، السنغال، وغيرها من الدول الأوروبية والإفريقية. من جانبه أعلن الدكتور الحديدي خلال الجلسة الختامية أبرز المخرجات والتوصيات التي تم التوافق عليها، والتي كان من بينها: أولًا: ضرورة تفعيل الاجتهاد الجماعي المؤسسي في تناول النوازل الفقهية المتعلقة بالزواج والطلاق، والحذر من الفتاوى غير المنضبطة، لما يترتب عليها من تشويش ديني واضطراب مجتمعي. ثانيًا: التأكيد على أهمية الفتوى المؤسسية المعتبرة للعلوم الإنسانية إلى جوار العلوم الشرعية والدينية، والمراعية للواقع والعادات والمقاصد والمآلات. ثالثًا: الاهتمام بالتكوين الشرعي المتخصص لأئمة ودعاة الجاليات المسلمة في الغرب، وتزويدهم بالأدوات العلمية والمنهجية لمواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية. رابعًا: مراعاة الفوارق الثقافية والتشريعية في المجتمعات الغربية عند إصدار الفتاوى المتعلقة بشؤون الأسرة. خامسًا: التأكيد على ضرورة التعاون بين المراكز الإسلامية في أوروبا وغيرها من المراكز المتخصصة كمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وتبادل الخبرات في مجالات الفتوى والإرشاد الأسري، من خلال إنشاء لجان علمية مشتركة تعمل على مدار العام. سادسًا: دعوة الهيئات والمنظمات الدولية إلى حماية الأسرة المسلمة في الغرب من محاولات التشويه والتذويب الثقافي، والدفاع عن حقها في الحفاظ على خصوصيتها الدينية والروحية. وفي ختام الجلسة، وجَّه الدكتور الحديدي تحية تقدير لكل المشاركين والمنظمين، مؤكدًا أن هذا اللقاء العلمي المثمر جسَّد روح التعاون والتشاور بين المؤسسات الإسلامية الرصينة، ونجح في تقديم نموذج فقهي رشيد للتعامل مع قضايا الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية. كما عبّر عن تطلع الأزهر الشريف، ممثلًا في مركزه العالمي للفتوى، لمزيد من الشراكات العلمية في أوروبا، ودعم الجهود المبذولة لحماية الهوية الدينية والثقافية للمسلمين في مختلف البلدان.