فى مثل هذا اليوم عام 1952، قدم رجال الشرطة بالإسماعيلية ملحمة وطنية بالدفاع عن مواقعهم فى مواجهة الاحتلال الإنجليزى، ورفضوا الاستسلام وفضلوا الشهادة عن تسليم المدينة للمحتل، وأصبح هذا اليوم منذ ذاك التاريخ العظيم احتفالا وطنيا، إلا أن البعض ممن شاركوا فى تخريب وتدمير هذا الوطن اختاروا يوم الاحتفال بالأبطال فى 25يناير 2011، للخروج ضد هذه المؤسسة الوطنية، وأرادوا الانتقام من رجالها وارتفعت مطالب هؤلاء بدعم خارجى لإسقاط الدولة، وجميع مؤسساتها، وحدث لمصر ما جرى فى عدة بلدان عربية، ودمر وأحرق المرتزقة العديد من المؤسسات مثل المحاكم والأقسام ومديريات الأمن والسيارات التى بلغ عددها 3 آلاف سيارة، أحرقت فى ليلة واحدة 28 يناير2011، واقتحم المرتزقة والخونة حدود بلدنا الشرقية، واحتلوا عدة كيلو مترات بمساعدة هؤلاء الذين باعوا وطنهم لمصلحة مجموعة من المتآمرين. أرادوا طمس احتفال مصر بعيدها الحقيقى ورجالها من أبطال الشرطة على مر تاريخهم الوطنى، وشاهدناهم عبر أبواق إعلامية معينة بعضها مازال يرتع حتى اليوم يقدمون من خربوا وقتلوا وسفكوا الدم. وكأنهم أبطال وأطهار، وهتفت شرذمة منهم ضد القوات المسلحة ورجالها الأوفياء، وفتحت المنصات الإعلامية المأجورة ساعات الليل والنهار، لكل مرتزق وعميل ليهين مؤسسات الدولة من القوات المسلحة والشرطة، وحتى القضاء، ولم يستثنوا أحدا، سوى من سار فى ركابهم، وامتدت ألسنة الخيانة إلى حد التكفير، واستحلال الدماء لكل من يقف ضد مشروعهم التآمرى، والذى كان جزءا من عملية كبرى هدفها تقسيم هذا الوطن، وتفكيك قواته المسلحة وفق الخطة الأمريكية، حتى لا يبقى فى المنطقة غير الجيش الصهيونى، شارك كل من لهم أطماع ومصالح فى ذاك المشروع المدمر للوطن، والذى كانت بدايته استباحة أراضينا من خلال الميليشيا الإرهابية فى الخارج والداخل، واقتحموا منشآت وزارة الداخلية وأمن الدولة، وارتفعت حناجر المرتزقة فى القنوات إياها لإدانة رجال الشرطة وتصويرهم على أنهم يحمون النظام، والحقيقة المؤكدة أن المؤسسات الوطنية تعمل دوما، وفى كل عصر لحماية الدولة، وليس الحاكم، وما حدث عقب انتفاضة 2011، كشف المواقف وحدد من يعمل لمصلحة الوطن فقط، ومن يبحث عن الاسترزاق والمال على حساب الوطن. دافعت الشرطة المصرية عن الشعب العظيم، وساندته بقوة، ولم تتخل عنه فى أى لحظة، ونتذكر جميعا كيف انحاز رجال الشرطة لثورة 30يونيو، ورفض الأبطال من قوات الشرطة المختلفة تنفيذ أوامر الجاسوس محمد مرسى الحاكم فى ذلك الوقت، لكى تدافع القوات الأمنية عن مقار جماعة الإخوان الإرهابية، وحزبها الإرهابى، إلا أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إبان ثورة يونيو، رفض تنفيذ ذلك الأمر، رغم إرسال مرسى أحد الميليشيا من جماعته أيمن هدهد، ليقيم فى مكتب وزير الداخلية، ليكون متابعا لتحركات الشرطة لتأمين ميليشيا الإرهاب فى مقاراتهم، انحاز رجال الشرطة لجموع المصريين، والذين حملوهم فوق الأعناق فى مشهد سجلته الكاميرات فى حينه، ودفع أبطال الشرطة ومعهم أبطال القوات المسلحة. ثمن الدفاع عن الوطن، وسقط ومازال يسقط منهم الشهداء على أيدى عصابات الإرهاب الإخوانى. يأتى العيد السابع والستون للشرطة، وهم يحققون مع القوات المسلحة الاستقرار الذى أدى إلى تدفقات سياحية وبدء عودة الشركات العالمية للاستثمار فى مصر، وفى مقدمتها مرسيدس، ويحق لهذا الشعب أن يفتخر برجاله الذين يقدمون التضحيات فى مواجهة الإرهاب وتحملوا الكثير حتى نجحوا فى استعادة زمام المبادأة وبتر رأس الإرهاب، والذى تقلصت عملياته بشكل كبير، لكن علينا الحذر، فرغم إجهاض المئات من المخططات الإرهابية بكشف الخلايا وتصفية المئات من القيادات الخطيرة، فإنه يجب الحذر من أعداء الوطن والذين يواصلون التخطيط لتنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد المصريين. مصر برجالها الأوفياء قادرة على درء المخاطر ومواجهة التحديات فى ظل وحدة أبناء الوطن وتكاتفهم، وفى هذا اليوم نتذكر شهداء الوطن والمصابين ممن دافعوا بشرف وعزة عن الشعب الكريم، إنه يوم الفخر لكل بطل من حماة الوطن ممن يدافعون عن تراب مصر الغالية ضد كل خائن وطامع ومتآمر.. تحية لجميع رجال الشرطة فى يوم عيدهم، وهو عيد يحتفل به كل مصرى، فخور بما يقدمه أبناء هذه المؤسسة الوطنية. لمزيد من مقالات أحمد موسى