قبل نحو 64 عاما من الآن وفى 25 يناير 1952، كان رجال الشرطة يسطرون ملحمة وطنية على أرض الإسماعيلية ضد المحتل البريطانى، الذى طالب قائد معسكره فى القناة من أبطال الشرطة تسليم أسلحتهم للقوات البريطانية وترك مبنى المحافظة وكل الثكنات العسكرية والانسحاب إلى القاهرة بزعم أنهم يخفون الفدائيين الذين كانوا ينفذون عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال. ومع رفض رجال الشرطة ترك قسم البوليس حرك القائد البريطانى دباباته وآلياته والتى حاصرت الموقع وباقى الثكنات وبلغ عدد القوات الغازية نحو سبعة آلاف، فى حين لم يزد عدد رجال الشرطة البواسل عن 580 ضابطا وجنديا وكل تسليحهم البنادق العادية، ومع توالى الإنذارات لأبطال الشرطة بالاستسلام، تم الاتصال بوزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين والذى أمر بالمواجهة حتى آخر جندى، وبالفعل ارتكب الانجليز مجزرتهم بالاستهداف المباشر للقوات من الآليات العسكرية الضخمة مما أدى إلى استشهاد 56 بطلا وإصابة نحو مائة من الشرطة، بينما قتل وأصيب نحو 28 إنجليزيا، مما دفع القائد البريطانى للاعتراف: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف، واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. منذ ذلك اليوم أصبح 25 يناير هو عيد الشرطة المصرية، تحتفل فيه مصر كلها بهؤلاء الرجال الذين دافعوا عن وطنهم ورفضوا تسليم سلاحهم للحاكم البريطانى، ليقدموا رسالة لكل الدنيا أن أبطال مصر لن يستطيع أحد على مر الزمن تركيعهم ولا حتى تفكيك وطنهم، كما حاولت مجموعات إرهابية مع الطابور الخامس والعملاء المشاركة فى التآمر على مصر، عندما خططوا لإسقاط الدولة ومؤسساتها وتفكيك جيشها، فى الفترة من 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013، وتحققت إرادة جموع المصريين الذين ثاروا فى وجه النظام الحاكم الفاشى الإرهابى الذى قسم البلد وفرق بين الأسرة الواحدة، وتخابر وتجسس مع أعداء الوطن، وفرط فى الأرض وشكل الميليشيات الإرهابية وعمل على تسليحها لتكون فى مواجهة قواتنا المسلحة. حاول هؤلاء القتلة خطف مصر وشعبها وجعل قرارها فى يد الآخرين، وكانوا السبب الرئيسى فيما يعانيه الشعب طوال السنوات الخمس الماضية. شارك المتآمرون فى هدم مؤسسة الشرطة وتفكيكها، لكن جاءت الثورة الأعظم فى التاريخ 30 يونيو، لتعيد للشرطة مكانتها بعد انحياز هذه المؤسسة الوطنية مع الجيش العظيم لمطالب المصريين الذين ملأوا كل ميدان وشارع وحارة، فقد حان الوقت الآن وفى هذه الأيام لنقول لرجال الشرطة كلنا معكم وسنحتفل بكم فى عيدكم الذى هو عيد للوطن.. يوم 25 يناير الاحتفال بعيد الشرطة ورجالها الأبطال لمزيد من مقالات أحمد موسي