إبداعات جاءت لتحاكى دفء مشاعر وليدة لمدينة ساحرة طالما ارتبطت قلوبنا بها عشقا ولكل منا فيها ذكريات.. دروبها ورحيقها نسمات للإلهام والتحرر.. هى الإسكندرية عروس البحر المتوسط مدينة السحر والإبداع، ملتقى الحضارات ومَجمَع الديانات المختلفة، بطبيعتها الفريدة وموقعها المميز وكونها نبعا للفنون والالهام.. فكثيرا ماولد من رحم طبيعتها فنانون متميزون كان ومازال لهم دور تنويرى فى الحراك التشكيلي.. فبنفحات ولمسات هى بالأحرى تعزيز لفكر ورؤى فنانات تعشقن الجمال وتجدن حرية التعبير وسيلة لتجسيد مايجول بداخلهن. قدم مؤخرا جاليرى خان المغربى بالزمالك احدث المعارض الفنية، تحت عنوان «إسكندرية.. ديالوج من اللون والحجر» للفنانتين عزة أبو السعود و ياسمينا حيدر. ضم المعرض أعمالا متعددة هى مزيج بين مجالى النحت والتصوير، وقد صيغت برؤية حداثية تخدم روح العمل. تميزت أعمال الفنانة عزة أبو السعود بالخط المرسوم أو المحفور ليكون البطل الأول وأصدق عناصر العمل تعبيرا، وهو الأساس الذى يحدد جمال العمل الفني، فقد قدمت الفنانة مفردات متعددة كالشجرة، الزهرة، اللعبة، الرجل، المرأة فى التعبير عن عدة معان كالدين، الحب والكبرياء. عاكسة إياها فى قوالب تشكيلية تحوى الخطوط والمساحات والألوان والملامس وفقاً لرؤيتها الذاتية. كما قدمت الفنانة ياسمينا حيدر أعمالا نحتية فى تكوينات حجرية مميزة جاءت لتحاكى فكر التجدد عبر حوار من الأشكال والألوان، قدمتها فى مجسمات مجردة من الشرانق، والتى تم نحتها فى صخور البازلت البركانية النارية الصلبة ذات اللون الأسود لتعكس مظاهر القوة والغموض، مقترنة بأجسام من حجر التلك المزجج والمستحدث من خامات وتقنيات فرعونية تم تطويرها من تشكيل الجعران المصرى القديم، بلونها الفيروزى الذى يوحى بالحماية والنماء. ليعد المعرض فى المجمل حاله فنية وحوارا تشكيليا متبادلا بين الأعمال النحتية واللوحات التشكيلية.