عندما يتحول المواطن الي إعلامي يصور مقاطع فيديو ويكتب رأيا ويروج شائعة ويصل صوته بل ويحدث التأثير الذي لا تحدثه أي من وسائل التأثير بالكلمة سواء كانت مطبوعة او مسموعة او مرئية، فإننا أمام واقع جديد يفرض سطوته وأدواته وقنواته التي يصل بها الي المستهدفين بالرسالة، ودون أوراق اعتماد سوي أن يفتح حسابا علي فيس بوك او تويتر أو يوتيوب أو اي من عشرات وسائل التواصل المتاحة لكل سكان الأرض، وكل شخص يسجل عن نفسه ما يشاء من حيث الاسم والصورة والبيانات المتعلقة بشخصه ويطلق أخباره وتحليلاته بعلم أو بجهل أو بخبث ولكنه يستطيع أن يؤثر بل ويصنع رأيا عاما لقضية بذاتها، وكما ذكر الشاعر أمل دنقل الكلمة سيف. ولأن الساحة بلا أي ضوابط عرفنا مسمي خلايا الكترونية لتحقيق الانتشار والتأثير، وأصبح الفضاء الإلكتروني صانعا ومشكلا وأحيانا موجها للرأي العام وأمامه تنهار صناعة الإعلام بقيمها في النشر وضوابطها الأخلاقية التي تشكل منهجا وعقيدتها سواء كانت شاشة او إذاعة أو صحيفة، فوسائل التواصل الاجتماعي كسرت كل الضوابط وحققت الغزو، ومؤكد مثلما هي فرصة وأداة للتعبير فإنها ايضا أدوات هدم وتخريب، لأن وسائل الإعلام المتعارف عليها أشبه بالقطار الذي يسير علي قضبان لا يحيد عنها وله محطات يقف عندها، وإذا غادر قضبانه فهي نهايته، أما وسائل التواصل أشبه بالقطار الذي يجري بلا قضبان ويسير في أي مكان وبلا ضوابط وليس له محطات وقوف فماذا يمكن ان يُحدث مثل هذا القطار وما حجم الدمار الذي سيخلفه، إذا كان هذا هو واقع اليوم فماذا عن الغد وكيف تجهزنا له؟ لمزيد من مقالات خالد الأصمعى