وزارة الكهرباء: العدادات مسبوقة الدفع والذكية أفضل من التقليدية قارئو العدادات لا يمرون والاستهلاك يتم حسابه تراكميًا
فى مستهل كل شهر تنتاب المواطنين حالة من الترقب والقلق وهم فى انتظار فواتير الكهرباء والتى تشكل عبئًا وتلتهم جزءًا كبيرًا من الدخل،وبعد زيادة أسعار شرائح استهلاك الكهرباء اتجهوا إلى الترشيد، انتظر البعض انخفاض قيمة فواتيرهم خاصة بعد انقضاء فصل الصيف وتشغيل التكييفات والمراوح، لكن حدث العكس ففوجئ الكثيرون بمبالغ وهمية لفواتيرهم لا تتناسب مع استهلاكهم الحقيقى، وبعد البحث عن سر هذا الارتفاع أتضح أن قارئى العدادات لا يمرون على المنازل لأخذ القراءة بانتظام .. فيتم احتساب الاستهلاك تراكميا أو على متوسط استهلاك، فتعالت الصرخات والشكاوى على وسائل التواصل الاجتماعى مما دفع بعض أعضاء البرلمان لتقديم بيان عاجل لوزير الكهرباء عن تلاعب الكشافين فى قراءة العدادات..سطور هذا التحقيق تكشف حقيقة أمر وشكاوى المواطنين ورد المسئولين عليها: سيد عمران سباكً فى إحدى الجهات الحكومية يقول -مستنكرًا- زوجتى تقضى أغلب يومها عند والدتها لعدم وجودى بالمنزل أغلب الوقت ولدى أجهزة كهربائية بسيطة لذلك استهلاكى قليل جدًا ومع ذلك فاتورتى لا تقل عن 300 جنيه شهريًا، توجهت للشكوى فى الشركة وكان ردهم أن الفواتير صحيحة وهذا هو استهلاكى الحقيقى وعندما امتنعت عن الدفع لعدة شهور، اضطررت مرغمًا للدفع بعد تقسيط المبلغ خوفًا من رفع العداد، علمت من الجيران والزبائن وزملائى فى العمل أن الكشافين لا يحضرون لأخذ القراءة وأنها شكوى عامة. سعاد محمود ربة منزل بانفعال شديد تقول : توقفت عن استخدام الميكروويف وكى الملابس فى المنزل واستبدلت كل المصابيح بلمبات موفرة كنت أرشّد فى استخدام التكييف ومع ذلك لم تنخفض قيمة الفاتورة والتى لا تقل عن 500 جنيه وبعد البحث عن السبب علمت أن قارئى العداد لم يمروا لذلك أحاسب على متوسط استهلاكى .. فهل هذا يرضى المسئولين ؟ بيان عاجل النائب صلاح حسب الله المتحدث باسم البرلمان كان أول من تقدم ببيان عاجل لوزير الكهرباء بشأن القراءات الوهمية والتراكمية وبالتالى يكتشف المواطنون ارتفاعا فى أسعار الفواتير لدخولهم فى شرائح أعلى للتقدير الجزافى للاستهلاك وأكد الوزير أن هناك عجزًا فى كشافى الكهرباء ولذلك تعاقدت الوزارة مع إحدى الشركات لتوفير قارئى عدادات، وعلى الفور قام الوزير بتشكيل لجنة تضم 20 من كبار موظفى وزارة الكهرباء فى قطاع التفتيش لمراجعة الفواتير فى جميع المحافظات بأخذ عينات عشوائية ومراجعة فواتيرها قبل وبعد الشكاوى وبعد انتهاء التفتيش ستقدم اللجنة تقريرًا وسيتم إصلاح اخطاء وفى حالة ثبوت التقصير سيتم محاسبة المقصرين والمتسببين فى هذا الخطأ دقة الحساب أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء أوضح أن الوزارة حريصة على دقة إحتساب قيمة الاستهلاك الحقيقى للمشترك.. فالآليات القديمة المستخدمة طبقًا للعدادات التقليدية كانت تسجل قراءة معينة تؤخذ فى وقت معين وبعد 30 يوماً تؤخذ القراءة الجديدة وهكذا،ومع زيادة عدد المشتركين والزحف السكانى الكبير واجهنا عجزًا فى عدد الكشافين والمحصلين الذين يستطيعون تغطية جميع مناطق الجمهورية ..فتحولت الوزارة من الطرق التقليدية لحساب الاستهلاكات إلى طرق أكثر تكنولوجيا ومميكنة بحيث يقل التدخل البشرى فيها حرصًا على دقة حساب استهلاك من خلال «العدادات المسبوقة الدفع» عن طريق الشحن وأهم ما يميزه أنه يساعد المشترك على متابعة استهلاكه ومعرفة الشريحة الخاصة به بحيث يستطيع التحكم فى استهلاكه والترشيد فى حالة التجاوز عن عدد الكيلوات المحددة التى يغطيها الدعم وهى 1000 كيلووات وما يتعدى ذلك يرفع عنه الدعم، وأغلب الناس التى حولت العداد التقليدى بعداد مسبوق الدفع وجدوا أن هناك انخفاضا فى قيمة الفاتورة ليس بسبب اختلاف السعر إنما بسبب اختلاف الآلية فى حساب الاستهلاك فكلما قل تدخل العنصر البشرى أصبحت امور أكثر دقة وأصبح المستهلك أكثر تحكمًا فى استهلاكه موضحًا أنه يرفق مع كل عداد كتيب صغير لشرح كيفية التعامل معه بالاضافة الى أن كل عداد مزود بشاشة توضح الاستهلاك والمتبقى من الكارت، وقد تم تركيب 6 ملايين و600 ألف عداد وأضاف: الآلية الثانية والتى تعتبر أحدث «العدادات الذكية» وهى الأكثر تكنولوجيا و مميزاتها ستكون مزدوجة للشركة وللمشترك من حيث الدفع فهى لا تحتاج إلى شحن الكارت «كمسبوقة الدفع» ودفع فواتيرها متاح قبل استهلاك أو بعده من خلال الموبايل بالإضافة إلى عدم تدخل العنصر البشرى وبدأنا ب 250 ألف عداد كمرحلة تجريبية تحتاج إلي بنية تحتية كإنشاء مراكز بيانات خاصة بها وشبكات اتصال، وتعمل العدادات الذكية في نطاق 6 شركات من شركات التوزيع من أصل 9 شركات، وستبدأ العدادات الذكية فى العمل بداية العام المقبل، وبعد نجاح التجربة سيتم تعميمها على باقى الشركات وسيتم ذلك خلال 10 سنوات ولحين حدوث التحويل من العدادات التقليدية للمميكنة سيتم التعامل مع جزء من العدادات التقليدية ووضعنا آليات للتعامل معها بحيث تقل الشكاوي،فقد تعاقدت الوزارة مع شركة مهمتها قراءة العدادات فقط على مستوى 9 شركات وبدأت العمل فى بعض المناطق وتباعًا ستغطى جميع المناطق، أيضا تعاقدت الوزارة مع شركة متخصصة مستقلة تملك رقم الخط الساخن 121 لتحقيق مزيد من الشفافية والمصداقية، من خلالها يمكن للمواطن الإبلاغ عن قراءة عداده، وهذا الخط يستقبل أيضا جميع الشكاوي التجارية والفنية والأعطال وبلاغات قراءات العدادات وسرقة التيار الكهربى وابلاغ عن انارة فى الشوارع نهارًا أو انقطاعها ليلًا رغم أن انارة المسئول عنها المحليات ولكن يستقبلها 121 ويقوم بتحويلها للجهة المسئولة، وكذلك طلب فحص العداد، موضحًا أن نسبة كبيرة جدًا من الشكاوى على هذا الخط تم حلها حيث انه بمجرد تسجيل الشكوى يحصل الشاكى على رقم للشكوى وتتابع الشركة المسئولة شكواه ولابد من الرد وتتابع مدى رضائه عن الحل لحين غلق الشكوي، هذا إلى جانب توفير أرقام تليفونات تابعة لكل شركات التوزيع، ومن الوارد حدوث بعض الأخطاء غير المقصودة طالما هناك عنصر بشرى وستقل الشكاوى تدريجيًا بانتهاء التعامل من خلاله وقصر التعامل على العدادات التقليدية ويسترسل حمزة قائلا ان المستهلك يستطيع الابلاغ عن قراءة العداد من خلال تطبيق يتم تحميله على التليفونات المحمولة « شكاوى الفواتير» بحيث يستطيع إرسال صورة فاتورته وعداده ويتم بحثها والتحقق منها، بالإضافة إلى موقع وزارة الكهرباء، وأخيرا إدارة خدمة المواطنين فى الوزارة والتى تستقبل جميع الشكاوي. وأكد حمزة تشديد الوزير الدائم على شركات التوزيع من حيث مراعاة الدقة والقراءات الصحيحة والعمل على التحقق من أى شكوي كما قام الوزير بإلغاء نظام الدفع ثم الشكوى واصبح المواطن الذى لديه شكوى من حقه ان يمتنع عن الدفع لحين بحث شكواه وان كان له حق سيحصل عليه وأحيانًا كثيرة نجد أن المستهلك كان مخطئًا فى تقدير استهلاكه فالخطأ البشرى وارد. وأشار إلى أنه بالنسبة لمشتركى العدادات التقليدية يمكنهم التحقق من صحة الفاتورة قبل الشكوي .. فايصال الكهرباء به خانة خاصة بالقراءة الحالية وأخرى للقراءة السابقة لابد أن تكون القراءة الحالية أعلى من السابقة وإن وجد العكس فى هذه الحالة تكون فاتورته غير صحيحة، كما أن هناك تعليمات لكل الشركات قبل استخراج الفاتورة بحيث تتم مراجعتها والقراءات الشاذة بالزيادة أو النقصان يتم تقسيم الفاتورة على أشهر المحاسبة أو علي استهلاكه الطبيعى التطبيق توقف أحمد نيازى مدير مشروعات لإحدى الشركات يحكي تجربته التى تعاون من خلالها مع جهاز تنظيم مرفق الكهرباء لعمل تطبيق على موقع خدمات الكهرباء الذكية منذ 3 أعوام ولكن التطبيق توقف منذ عام تقريبًا ربما وجدوا بدائل له وقد كان يساعد المشترك الذى لديه شكوى لتسجيل قراءة العداد والتنبيه عليه من خلال إرسال رسالة عن الوقت الأمثل لتسجيل القراءة.. فكل منطقة تختلف عن اخرى فى توقيت تسجيل القراءات، وعند صدور الفاتورة ينبهه التطبيق بضرورة الدفع أيضًا بإرسال رسالة، كما أن من مزاياه أنه يضم جميع شركات التوزيع فمن لديه أكثر من شقة فى مناطق أو محافظات مختلفة يسجل فى مكان واحد بدلًا من الدخول على أكثر من موقع، بالإضافة إلى التنبيه لأصحاب الاستهلاكات العالية بضرورة تخفيض استهلاكهم، وأشار إلى أن جهاز تنظيم مرفق الكهرباء كان جهازًا رقابيًا على الشركات وحكمًا بين الشركة والمستهلك وكان حريصًا على التحقق من شكاوى المواطنين ومعرفة عدد الشكاوى لكل شركة ومتابعة ما تم فيها.