دخول فصل الصيف يعد مصدر قلق لملايين المواطنين، لا سيما في التعامل مع قطاع الكهرباء، بسبب ارتفاع نسب الاستهلاك، لمجابهة درجات الحرارة. حيث ينتظر المواطن، شهر مايو مطلع أول شهر من الصيف، للحصول على فاتورة استهلاكه الشهري من الكهرباء، شاملة الاستهلاك والمبلغ المالي نظير هذا الاستهلاك، لتكون بوصلة له، تدفعه لترشيد الاستهلاك في الأشهر المقبلة -في حالة كانت الفاتورة مرتفعة بشكل كبير- ولكن، ماذا يفعل المواطن في حالة غياب قارئ الكشاف والمحصل بالأشهر عنه؟ غياب طرفي فواتير الكهرباء ففى ظل غياب طرفي فواتير الكهرباء -قارئ الكشاف "العداد" والمحصل- تتواصل الشكاوى في مناطق متفرقة من مصر، ولا تكون الشكوى مقصورة على منطقة أو محافظة ما دون أخرى. "الكشاف والمحصل مهمة شخص واحد، وأول إجراء هو حصوله على جزاء"، هذا ما أوضحته منال محمد مسؤول الشؤون التجارية بفرع السويس التابع لشركة القناة لتوزيع الكهرباء، معللة هذا الجزاء بتراخي الموظف في أداء عمله. تُحمل قارئ الكشاف ل3 أو4 مناطق بدلًا من منطقة واحدة لكنها في نفس الوقت التمست له العذر، هكذا بررت منال التراخي في العمل -جزئيًا- كون الإدارة التي تتولي مسؤوليتها، تعاني من قلة عدد قارئى الكشاف والمحصلين، لافتة إلى أن الشركة لا تعين موظفين جددا، وفي حالة وفاة قارئ كشاف أو خروجه على المعاش، لا يتم تعيين موظفين جدد لسد العجز، فبالتالي تتضرر الإدارة، وتُحمل قارئ الكشاف بدلًا من المنطقة الواحدة 3 أو4 مناطق، فتكون النتيجة هي تأخر مرورهم وخلل في التحصيل والقراءة. وحسب الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي باسم الكهرباء، فالوزارة لديها بجميع شركات التوزيع ال9 على مستوى الجمهورية، ما بين 3981 قارئ كشاف، و7272 محصلا فقط، في حين أنها تحتاج إلى مضاعفة هذا الرقم للحد من العجز في كل من القراءة والتحصيل، وهذا العجز كان الدافع وراء التعاقد مع شركة شعاع التابعة لإحدى الجهات السيادية لقراءة العدادات العام الماضي، والتي تعمل حاليًا بشكل جزئي بعدد من الإدارات بكل شركة من شركات التوزيع على مستوى الجمهورية. وعن عدم تعيين عدد من الشباب بدلا من اللجوء لإحدى الشركات، فلفت حمزة إلى أن الوزارة تتبنى خطة تغيير 32 مليون عداد، وهو عدد كل المشتركين حاليًا، بأخرى مسبوقة الدفع خلال 5 سنوات، مما يجعل أن تعيين عدد من الشباب لقراءة العدادات "غير مجد"، على حد قوله. إعادة تشريح الاستهلاك على 30 يومًا.. والتقسيط على 24 شهرًا بالعودة لرئيس الشؤون التجارية بفرع السويس، للكشف عن آلية حساب المشترك عن استهلاكه من الكهرباء بشكل عادل في حالة تغيب قارئ الكشاف والمحصل لأشهر عديدة. ولتكن 3 أشهر على سبيل المثال، فبعد حصول الموظف على العقاب الرادع من وجهة نظرها، أفادت بأنه يتم إعادة تشريح الاستهلاك لكل شهر مما سبق، ومقارنته بالاستهلاك عن الفترة المراد تحصيلها بمثلها من العام الماضي أو الأعوام السابقة، بهدف مطابقة الاستهلاك بنسبة مقاربة لمثله عن نفس الفترة. وحسب منال محمد، يكون حساب الاستهلاك للأشهر السابقة على مدى 30 يومًا، لأن دورة المحاسبة في الكهرباء تقدر ب30 يومًا فقط، وفي حالة كانت الفاتورة المتراكمة على المشترك كبيرة، يتم تقسيطها على مدى 24 شهرًا، أما إن كانت بسيطة فيتم تقسيطها على أشهر استهلاك قليلة. شكوى المشترك أو من مركز فرز القراءات الشاذة وعن كيفية معرفة الشركة بهذا الخلل في حالة تغيب قارئ الكشاف وعدم دفع الفواتير لفترات، أوضحت رئيس الشؤون التجارية بفرع السويس، أن اكتشاف التغيب من أمرين، أولهما: شكوى المشترك، أو من خلال مركز فرز القراءات الشاذة التي تصدر من مراكز الإصدار بكل إدارة بشركات الكهرباء، ويتم سحبها وإعادة تشريحها مرة أخرى. القراءة الشاذة التي تتخطى 30% من الاستهلاك مقارنة باستهلاك الشهر الماضي، هكذا أجزمت المهندسة منى فوزي، مدير مركز إصدار الفواتير بشركة شمال القاهرة، والتي تخدم 4.2 مليون مشترك، وتصدر شهريًا فواتير ل3.2 مليون مشترك، وتعد شركة شمال القاهرة من الشركات التي تتبع لها إدارات تعاني من غياب قارئي الكشاف والمحصلين، ومنها إدارة شبرا على سبيل المثال، والتي جاءت شكوى عدد من المواطنين ل"التحرير"، تفيد بتغيب كل من قارئ الكشاف والمحصل عن المرور على المنازل. حالات فردية مدير مركز الإصدار الخاص بشركة شمال القاهرة، اعتبرت أن هذا التغيب يعد من الحالات الفردية، وعلى المواطن المتضرر التوجه للإدارة التابع لها الشكوى والحصول على حقه، مستندة إلى كون الحالات فردية، كون مركز إصدار الفواتير يعمل بحزم وصرامة في إصدار الفواتير بشكل صحيح، حيث يتم تجميع قراءات الكشافين على مدى شهر في ملف واحد، وعقب ذلك يتم عمل مراجعة لكل الفواتير في نفس يوم تسلم القراءات للتأكد من مطابقتها للاستهلاك، وفي حالة كانت القراءة غير مناسبة "شاذة" عن استهلاكات المشترك، يتم إعادة القراءة للإدارة التجارية التابع لها المشترك. وأردفت في حديثها ل"التحرير"، بأنه عقب الانتهاء من التعديل والمراجعة من قبل الإدارة التجارية تارة، وإدارة الإصدار تارة أخرى، وتأتي مرحلة الطباعة وبعد الطباعة يحدد المركز الفواتير التي لها استهلاكات مرتفعة على غير المألوف، ويبلغ الإدارة التجارية التابع لها، لتقوم بمراجعتها مرة أخرى، لتكون المراجعة الرابعة للفاتورة، وتأتي مرحلة التحصيل وهي مرتبطة ببرنامج لدينا مرتبط بكل الإدارات لنعرف إجمالي التحصيلات، وفي حالة التأكد من خطأ الفاتورة يتم سحبها وإعادة إصدارها مجددًا بعد التصحيح.