الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يفعل ما يريد دون النظر للنتائج, وربما دون إجراء حسابات دقيقة لعواقب قراراته على دول العالم وعلى حلفائه بل وربما على مستقبل بلاده نفسها . آخر قرارات السيد ترامب المفاجئة هى سحب قواته من سوريا وبدء التخطيط لخفض عددها فى أفغانستان .. وهو الأمر الذى أدى إلى استقالة وزير دفاعه جيمس ماتيس من منصبه ورحيله عن قيادة البنتاجون فى نهاية فبراير المقبل ..وأثار قلق وانزعاج المجتمع الدولى بما فيها الرأى العام الأمريكى نفسه الذى كان يعتبر ماتيس من أعقل الأصوات داخل الإدارة الأمريكية فى ظل تقلبات ترامب فى سياساته الخارجية وتبنيه نهجا يتعارض مع نصائح كبارمستشاريه . ومن المثير أن تأتى الاستقالة فى وقت اتجهت فيه الأمور نحو إغلاق عشرات الإدارات الفيدرالية فى الولاياتالمتحدة - التى يقدر عدد موظفيها بمئات الآلاف مع تراجع فى الأسواق - بسبب خلاف بين ترامب والكونجرس حول طلبه بناء جدار على الحدود مع المكسيك . لقد حملت رسالة استقالة ماتيس بين طياتها حنقًا واضحا على ترامب حيث كتب له: إن لديك الحق بأن يكون لك وزير دفاع تتشابه وجهات نظره مع وجهات نظرك وأعتقد أنه من الصواب بالنسبة لى الاستقالة من منصبي.. لا يمكننا حماية مصالحنا دون المحافظة على تحالفات قوية وإظهار الاحترام لكل حلفائنا. ويرى المراقبون أن رحيل ماتيس يعد أكثر خطورة من مغادرة كل كبارالمسئولين السابقين مثل وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومى السابق إتش آر ماكماستر وكبير موظفى البيت الأبيض جون كيلى الذين أقيلوا أو استقالوا لأسباب مختلفة .. حيث كان هو الشخص الوحيد المتبقى الرصين الثابت والقادرعلى كبح جماح رئيس متهور والسيطرة على تصرفاته وقراراته المفاجئة على مدار العامين الماضيين !! ترى هل يصمد ترامب كما عودنا - أمام أزماته العديدة التى يسببها لنفسه بقراراته المتهورة .. أم تكون استقالة ماتيس هى بداية نهاية للرئيس الأمريكى كما توقعت له صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية؟! الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السئوال . لمزيد من مقالات مسعود الحناوى