* الفوضى والهلع يجتاحان السواحل الغربية والآلاف يفرون إلى المناطق الجبلية قبل أيام قليلة من بدايات العام الجديد، واجهت إندونيسيا كارثة إنسانية مروعة ، بعد أن ضربت أمواج المد العاتية «تسونامي» سواحل مضيق «سوندا» الإندونيسى لتسقط 222 قتيلا وحوالى 850 جريحا ، وتتسبب فى حالة من الهلع والفوضى على نطاق واسع. وأوضح سوتوبو بوروو نوجرهو، المتحدث باسم وكالة إندونيسيا لإدارة الكوارث، أن موجات المد العاتية نجمت عن ثورة بركان «آناك كراكاتوا»، والذى يعد أحد 127 بركانا ناشطا فى إندونيسيا. وأشار المتحدث إلى أن أعداد المفقودين يقدر بحوالى 30 شخصا، ولم يتم تسجيل وجود أى أجانب فى قوائم الضحايا أو المفقودين. وتوقع تصاعد أعداد الضحايا خلال الساعات القليلة المقبلة، فى حين تواصلت عمليات البحث وإزالة الركام المترتب على ضربات موجات تسونامي. وأضاف المصدر نفسه أن جهود الإنقاذ لم تنجح فى الوصول إلى كل من تم استهدافه بالكارثة الجديدة، كما لم تتمكن كل الجهات المتأثرة من تقديم معلومات كاملة بشأن المناطق المنكوبة وتعداد الضحايا المفترض البحث عنهم وإنقاذهم. وفاجأت موجات «تسونامي» الإندونيسيين مساء السبت الماضي، لتجرفهم مع عشرات المبانى الواقعة على السواحل الجنوبية لجزيرة سومطرة وغرب جزيرة جاوة. وكشفت الحصيلة المبدئية للخسائر المادية عن تدمير حوالى 500 منزل، بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة التى لحقت بتسعة فنادق، و60 مطعما، كما تضرر أكثر من 350 مركبا. وأعلنت الفيدرالية الدولية للصليب والهلال الأحمر إرسال فرقها للمناطق المتضررة بإندونيسيا للمساعدة فى عمليات الإغاثة والإنقاذ وتوفير عبوات مياه الشرب النظيفة والمساعدات الطبية. وأعلن «برنامج الغذاء العالمي» التابع لمنظمة الأممالمتحدة استعداد المنظمة لدعم الحكومة الإندونيسية وتوفير إمدادات غذائية وعناصر مدربة لاحتواء الكارثة. ومن جانبه، أكد بابا الفاتيكان البابا فرانسيس فى كلمة أمام المصليين بساحة «سانت بيتر» توجيه صلواته لضحايا ومشردى «تسونامي» إندونيسيا. وطالب البابا المجتمع الدولى بإبداء دعمه لضحايا إندونيسا. جانب من الدمار الذي اجتاح السواحل الغربية لإندونيسيا وتداول مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعى منذ الساعات الأولى لصباح أمس، مقاطع مصورة مروعة لهجوم «تسونامي» الذى ابتلع فرقة «سيفينتين» الموسيقية بكامل تجهيزاتها وأفرادها فيما كانت تؤدى خلال حفلا على شاطيء منتجع «تانجونج ليسونج». وكشف التسجيل ذاته عن موجات المياه المرتفعة.، فيما تكتسح الطاولات التى كان يجلس عليها جمهور الحفل، وتسقط كل من حاول الفرار. وصدر عن الفرقة بيانا يؤكد وفاة اثنين من العازفين، بالإضافة إلى منسق جولاتهم الموسيقية. وكشفت تسجيلات مصورة أخرى حالة الهلع التى دفعت بعشرات الإندونيسيين إلى الركض، حاملين مصابيح يدوية نحو المناطق الجبلية فى محاولة للنجاة بحياتهم من مطاردة موجات ال «تسونامي». وأظهرت سلسلة أخرى من التسجيلات والصور التى انتشرت بصفحات مواقع التواصل الإجتماعي، وأبرزها الصفحات الخاصة بالجهات الحكومية فى إندونيسيا، إغراق مياه «تسونامي» لشوارع المناطق المنكوبة، وطفو ممتلكات المواطنين، بالإضافة إلى قطع أسمنتية وخشبية من بقايا المبانى المتحطمة فوق بحيرات المياه التى وصلت إلى منسوب مرتفع. وأوضحت وكالة الأرصاد الجوية وشئون الجيوفيزياء فى إندونيسيا أن الكارثة نجمت عن مزيج من إرتفاع موجات المد بسبب تأثير القمر، فضلا عن وقوع إنزلاقات فى أرضية البحر بسبب نشاط بركان «آناك كراكاتوا» قبل نحو أسبوع. وكان نشاط البركان ذاته قد تسبب من قبل فى مقتل نحو 36 ألف شخص عام 1883. ويتكرر سقوط إندونيسيا كضحية لموجات المد البحرى والكوارث الطبيعية، حيث تتشكل جغرافيا من أرخبيل ذى 17 ألف جزيرة ويقع على مشارف ما يعرف ب «حزام النار» بالمحيط الهاديء. وشهد نهاية سبتمبر الماضى وقوع زلزال بقوة 7،5 درجات بمقياس ريختر، أعقبه هجوم لموجات «تسونامي» على مدينة «بالو» بجزيرة « سولا ويسي» الإندونيسية، ما أدى إلى مقتل أكثر من ألفى شخص، فيما أصبح خمسة ألاف أخرين فى عداد المفقودين وسط ترجيحات أن يكونوا قد تم دفنهم تحت الأرض. وكان الساحل الغربى لجزيرة سومطرة قد شهد عام 2004 أقوى هزة زلزالية فى العالم خلال العقود الأربعة الأخيرة، تسبب في« تسونامي» أودى بحياة حوالى 226 ألف شخص، بينهم حوالى 120 ألفا فى إندونيسيا وحدها.
مصر تنعى الضحايا كتب - محمد حجاب - مروة البشير أعربت مصر عن خالص التعازى فى ضحايا موجات تسونامى فى إندونيسيا .وأكد بيان لوزارة الخارجية أمس وقوف مصر حكومة وشعبا مع إندونيسيا. ومن جانبه نعى الأزهر الشريف الضحايا وتقدم بخالص العزاء والمواساة لدولة إندونيسيا، رئيسًا وحكومة وشعبًا، ولأسر الضحايا، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يجنب العالم مثل هذه الكوارث