الكنيسة الأسقفية تؤيد اتفاق شرم الشيخ وتثمن جهود القيادة المصرية من أجل السلام    حملات تفتيش على المنشآت السياحية بالأقصر للتحقق من تطبيق قانون العمل الجديد    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    التضامن تطلق حزمة أنشطة تنموية لطلاب الابتدائية بمشروعات السكن البديل    الأسهم الآسيوية تتباين وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين    بايدن يعلق على قمة شرم الشيخ للسلام: عملت على إعادة الرهائن وتقديم الإغاثة للفلسطينيين    قمة شرم الشيخ.. وسائل إعلام أمريكية تبرز كلمة الرئيس السيسى وإشادة ترامب    جورجيا ميلونى عبر x: ناقشت مع الرئيس السيسي مراحل تنفيذ خطة السلام    مصر تدعم التنمية الزراعية في موريتانيا بإنشاء فرع مركز بحوث بنواكشوط    الأمم المتحدة تخصص 11 مليون دولار إضافية لدعم العمليات الإنسانية في غزة    حماس توضح أسباب تسليم عدد أقل من جثامين الرهائن وتؤكد: «القيود الميدانية خارجة عن الإرادة»    «حل مشكلتك» عماد النحاس يحرج نجم الأهلي برسالة صريحة    إبراهيم حسن: هناك من يكره وجودنا في منتخب مصر    المصرى يثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى    المكسب هو الحل.. ماذا يحتاج المنتخب السعودي والعراقي من أجل حسم التأهل إلى كأس العالم؟    تصفيات المونديال في 3 قارات.. مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء    اليوم.. طقس مائل للحرارة نهارا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 30 درجة    اليوم.. الحكم على 4 متهمين ب"خلية الحدائق"    مصرع شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع في الغردقة    الأمن يفحص فيديو لشاب يستعرض بدراجة نارية بطريقة خطرة في أحد الطرق العامة    ذات يوم 14 أكتوبر 1994.. محاولة فاشلة لاغتيال نجيب محفوظ تنفيذا لفتوى ضالة من مفتى الإرهاب عمر عبدالرحمن بسبب رواية «أولاد حارتنا» ومرتكب الجريمة يعترف بأنه لم يقرأها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    موعد الإجازة الرسمية المقبلة في مصر للقطاع العام والخاص (5 أيام بأكتوبر عطلة أسبوعية)    بحضور وزير الزراعة السوري.. «سويلم» يفتتح الاجتماع ال38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    تصفيات كأس العالم - رأسية فولتماده تمنح ألمانيا الفوز على إيرلندا الشمالية وصدارة المجموعة    وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكيل العملية التعليمية    بريطانيا توجه رسالة شكر إلى مصر بعد قمة شرم الشيخ للسلام    جولة داخل متحف الأقصر.. الأكثر إعجابًا بين متاحف الشرق الأوسط    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    شادي محمد: حسام غالي خالف مبادئ الأهلي وأصول النادي تمنعني من الحديث    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    شاهد سقوط مفاجئ لشجرة ضخمة على سيارة بمنطقة الكيت كات    توفير أكثر من 16 ألف يومية عمل ضمن اتفاقية تحسين مستوى المعيشة بالإسكندرية    «شرم الشيخ» تتصدر مواقع التواصل ب«2 مليار و800 ألف» مشاهدة عبر 18 ألف منشور    بسبب اللقاء المرتقب بين ترامب وشي جين بينج.. أسعار النفط تغلق على ارتفاع    توتر داخلي وعدم رضا.. حظ برج الدلو اليوم 14 أكتوبر    ارتياح بعد فترة من التوتر.. حظ برج القوس اليوم 14 أكتوبر    إسعاد يونس: خايفة من الذكاء الاصطناعي.. والعنصر البشري لا غنى عنه    بعد استبعاد أسماء جلال، هنا الزاهد مفاجأة "شمس الزناتي 2"    أحمد التايب للتليفزيون المصرى: مصر تحشد العالم لدعم القضية الفلسطينية    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    التفاح والقرنبيط.. أطعمة فعالة في دعم صحة الكلى    4 طرق لتعزيز قوة العقل والوقاية من الزهايمر    تجنب الوجبات الثقيلة ليلًا.. 7 نصائح تخلصك من الأرق نهائيًا    علماء يحذرون: عمر الأب يحدد صحة الجنين وهذا ما يحدث للطفرات الجينية في سن 75 عاما    قرار جديد للشيخ سمير مصطفى وتجديد حبس صفاء الكوربيجي.. ونيجيريا تُخفي علي ونيس للشهر الثاني    ضبط 10 آلاف قطعة باتيه بتاريخ صلاحية مزيف داخل مخزن ببني سويف    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في بني سويف    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    قلادة النيل لترامب.. تكريم رئاسي يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية    محافظ قنا يشهد احتفالية قصور الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر    ما هي نصوص اتفاق وقف الحرب في غزة؟    قرار من النيابة ضد رجل أعمال نصب على راغبي السفر بشركات سياحة وهمية    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوريا.. ومناورات ترامب السياسية!

حالة من الصدمة والتخبط عاشها العالم خلال اليومين الماضيين، فى محاولة لاستيعاب قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا، بزعم أنه قضى على تنظيم «داعش» الإرهابى وأنهى مهمته هناك.. وكما هى عادة ترامب، فإن القرار جاء مفاجئا لإدارته وحزبه كما كان لحلفائه وأعدائه على حد السواء.
وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكى من السذاجة، حتى إنه سيسلم سوريا بهذه البساطة لروسيا وإيران، أو حتى لحلفائه- المفترضين- فى أوروبا وتركيا. الإجابة ببساطة،لا.. فالمتابع للأحداث يعلم جيدا أن ترامب ليس ذلك الشخص الذى يمكن أن يستسلم بسهولة، ولكنه فى الوقت ذاته مفاوض غاية فى الذكاء.
ويهدف إلى تحقيق المزيد من المكاسب سواء على المستوى المحلى أو الدولي.. فعلى الجانب المحلي، هذه المناورة السياسية التى أغضبت الكونجرس وربما دفعت وزير دفاعه جيمس ماتيس للاستقالة قد يستخدمها ترامب كورقة تفاوض للحصول على الموافقة على بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك. أما على المستوى الدولي، فربما تهدف إلى الحصول على المزيد من التنازلات والمكاسب من حلفائه.. من الصعب تحديد ما يدور فى عقل ترامب، ولكن الأكيد أنه لن يخرج مهزوما. وفى هذا الملف سنستعرض المواقف الدولية والأمريكية إزاء قرار ترامب وما قد ينجم عنه.

* الانسحاب الأمريكى وآفاق التسوية
كتبت - أمنية نصر
واقع جديد على الأرض فرضه قرار مفاجيء للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا باغت كل الأطراف المرتبطة بالأزمة السورية وكان له أثر سلبى مباشر على أكراد سوريا، و أثر معاكس على دمشق..
القرار الأمريكى أثار دهشة المتابعين للعلاقة التى بدت فيما مضى قوية ووثيقة بين واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية(قسد) ،التى تشكل قوات حماية الشعب عمودها الفقري، فالولايات المتحدة بذلت جهوداً مكثفة لإنشاء الكيان الكردى فى شرق الفرات وأسست قوات عسكرية وعملت على تدريب عناصرها واستقدمت الكوادر الأمريكية لتدريبهم. ثم قدمت ،ليس فقط، المساعدات اللوجستية لدعمها، وإنما أيضاً استخدمت جميع المنابر الإعلامية والسياسية لإكسابها الشرعية وبناء حائط صد لمنع الجيش السورى من القضاء على الكيان غير الشرعي،و بقرار الانسحاب تتخلى واشنطن عن الكيان الكردى الذى اعتبر القرار بمثابة « طعنة فى الظهر،وخيانة لدماء الشهداء الأكراد»..
والحقيقة أن وضع «قسد» وعلاقتها مع دمشق مسألة غاية فى التعقيد، ففى وقت تبدو فيه منطقة شرق الفرات دولة شبه مستقلة تغرد خارج مبدأ وحدة الأراضى السورية وتمتلك قوات لحمايتها، واقتصادا قائما على البترول، والأهم من كل هذا دعم واشنطن غير المشروط، لكن بعد التهديدات التركية التى تعززها أنباء عن صفقة بين أنقرة وواشنطن، أدرك الطرف الكردى أنه الحلقة الأضعف، الأمر الذى دفعه للتفكير فى بدائل تمكنه من مواجهة الجيش التركى المتربص دوماً. ومن أهم البدائل المطروحة التوجه إلى دمشق وحثها على حماية الأكراد.
وقد بدا القرار الأمريكى وكأنه يمنح أنقرة الضوء الأخضر لتبدأ حربا دموية تتخلص خلالها من صداع الأكراد، وهو ما إستبقته أنقرة على لسان وزير دفاعها خلوصى آكار بقوله «سندفن المسلحين الأكراد فى خنادقهم».
الوضع الكردى الصعب فى مواجهة أنقرة دفع المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية للتلميح بأن الأكراد على أتم الاستعداد للعمل مع دمشق لحماية الأراضى السورية، وأكد أن أكراد سوريا يملكون مشروعا وطنياً لكل سوريا.
على الجانب الآخر، تبدو دمشق وقد حققت تقدماً لا يستهان به على الصعيد السياسى لا يقل أهمية عن نجاحاتها على الأرض، فبينما شكلت «قسد» شوكة فى ظهر الحكومة السورية بسيطرتها على أجزاء من التراب الوطنى السوري، كان تخلى واشنطن عنها فرصة كبيرة أمام دمشق ربما لاتسمح لها فقط ببسط سيطرتها على منطقة شرق الفرات وإنما أيضاً فى التوصل لتفاهمات مع الأكراد، قد تصل ، حسب بعض المراقبين، إلى انضمامهم للقوى المتحالفة مع دمشق، ومن ثم تقديم نفسها إلى العالم بصورة الدولة القوية القادرة على استيعاب جميع فئاتها على اختلافاتهم،وفرض واقع جديد على الأرض، يؤسس لمرحلة جديدة فى الأزمة السورية.

* انقلاب الكريسماس
كتبت - يسرا الشرقاوى
يبدو قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب «الكامل والسريع» من سوريا وكأنه نزل كالصاعقة على أكثر من طرف، ولا استثناء للكونجرس والمؤسسات الأمريكية من حالة «الصدمة» و«الارتباك» التى أحدثها الرئيس الأمريكى بآخر قراراته التنفيذية التى طالما ما أدارت الرؤوس.
ولكن هذه المرة، فإن «انقلاب الكريسماس» له تبعات جدية وتفوق أغلب ما سبق من قرارات الانقلاب «الترامبية».
مبدئيا، القرار استدعى انتقادات واسعة فى الأوساط السياسية والإعلامية بالولايات المتحدة. فمشرعو الحزب الجمهورى سارعوا بإدانة القرار، على غرار ما صرح به السيناتور ليندسى جراهام، الحليف التقليدى لترامب، والذى وصف القرار ب «وصمة العار» و«الكارثة بالنسبة للأمن القومى الأمريكي»، وشاركه الاحتجاج زميله السيناتور الجمهورى بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والذى وصف القرار ب «بالغ السوء».
أما وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، فقد التزمت بتصريحات «مقتضبة» ومؤكدة لما أعلنه ترامب حول أن العملية العسكرية فى سوريا دخلت «مرحلتها الثانية». وسارعت وزارة الخارجية الأمريكية بإلغاء مؤتمرها الصحفى اليومي، بعد دقائق من إعلان ترامب والذى يبدو أنه باغت الجميع دون استثناء والأزمة أن حديث ترامب عن انتهاء المهمة والانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي، الذى أكد أنه كان السبب الرئيسى وراء بقاء القوات الأمريكية بسوريا خلال رئاسته، ليس سليما بشهادة الجميع، ووفقا لكل المؤشرات المتوافرة.
فالبنتاجون نفسه أكد قبل أسابيع قليلة أن «داعش» يسعى جاهدا لاستعادة معاقله فى سوريا والعراق بتفعيل تكتيكات «حرب العصابات». وقد أكد بريت مكجورك المبعوث الرئاسى الخاص للتحالف الدولى لمحاربة «داعش» قبل أسبوع واحد فقط أن «مقاتلى داعش لن يختفوا، ويجب البقاء ميدانيا للحفاظ على الاستقرار».. كما أن مكافحة «داعش» لم تكن أبدا السبب الرئيسى وراء استمرار القوات الأمريكية فى سوريا. فهناك المسعى الدائم لحماية المصالح الجيو- سياسية لأمريكا بالمنطقة، ولكن الخروج الأمريكى الآن، يعنى ترك الساحة السورية مفتوحة أمام إيران، والأهم أمام روسيا. وقد تتقاطع هذه الخطوة بشكل أو بآخر مع الشكوك والتحقيقات الدائمة داخل أمريكا حول طبيعة العلاقة بين ترامب وأعوانه من جانب، وموسكو من جانب آخر. لماذا إذن المغامرة المكلفة سياسيا وأمنيا؟ فى الأغلب، أن «انقلاب الكريسماس» جاء فى جانب منه تماشيا مع توجهات قطاع من مؤيدى ترامب والذين يميلون لرفض استمرار خوض الولايات المتحدة ل «حروب الغير». كما أن الترضية تبدو مثالية، فموسم أعياد الميلاد يستحق أن يعلن ترامب قرار عودة شباب العائلات الأمريكية.


* روسيا.. فى انتظار وضوح الرؤية
كتب - محمد عبدالقادر
«ترحيب وحذر».. هكذا يمكن تلخيص رد الفعل الروسى «الرسمي» على إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا بحجة إتمام مهمة القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.. وفى أول تعليق له على القرار الأمريكي، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن «روسيا بشكل عام متفقة مع تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول الانتصار على داعش الإرهابى فى سوريا، لكن القرار الأمريكى الأخير غامض وغير واضح».
وأضاف بوتين خلال مؤتمره الصحفى السنوى أن «الولايات المتحدة الأمريكية لطالما ادعت انسحابها من دول كثيرة ومنها أفغانستان، حيث ما زالت القوات الأمريكية موجودة هناك منذ 17 سنة»، مشيرا إلى أنه «حتى الآن لا أرى مؤشرات على انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، لكننا نفترض أن هذا أمر ممكن، لاسيما أننا نسير فى طريق التسوية السياسية».
وربما يمكن تفسير الموقف الروسى المرحب والحذر فى الوقت نفسه هنا من خلال الآتي:
أولا: إنهاء الوجود غير المشروع للولايات المتحدة فى سوريا، ذلك أن روسيا طالما نادت بانسحاب القوات الأمريكية فى سوريا، نظرا لعدم وجود أى سند شرعى لوجودها، مشيرة إلى أنه عائق خطير فى طريق التسوية. ثانيا: صحة الرؤية الروسية للحل، ذلك بما يعنيه الانسحاب الأمريكى من التسليم لفشل خطط إزاحة الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة.
ثالثا: غموض القرار، ذلك أن الولايات المتحدة لم تحدد حتى الآن شكل الانسحاب العسكرى من سوريا أو بمعنى آخر هل تنسحب من كل قواعدها ال 13 فى سوريا بشكل كامل أم ستبقى على بعضها؟.
كذلك، فإن الجدول الزمنى للانسحاب ما زال يكتنفه الغموض أيضا، حيث أعلن مسئول أمريكى أن آخر الوحدات العسكرية للولايات المتحدة ستغادر سوريا بعد إنجاز المرحلة النهائية للعملية الأخيرة ضد «داعش» على الأراضى السورية!. ومن جهته، أوضح مصدر أمريكى آخر أنه لا يمتلك أى معلومات بخصوص الجدول الزمنى لذلك، حيث لاتزال وزارة الدفاع «البنتاجون» تعكف حاليا على دراسة النقاط اللوجيستية والجدول الزمنى الخاص بقرار سحب القوات من سوريا.
رابعا: المرحلة الجديدة، حيث أعربت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية عن حاجة بلادها لفهم ما تعنيه الولايات المتحدة ب «المرحلة الجديدة من الحملة» فى سوريا، التى أعلن عنها البيت الأبيض بعد انسحاب القوات الأمريكية.
خامسا: ضرب التحالف مع تركيا، حيث جاء إعلان بدء الانسحاب الأمريكى عقب إعلان الرئيس رجب أردوغان عن إطلاق عملية عسكرية جديدة فى سوريا، ما يطلق يد أنقرة فى الشمال السورى الذى تسكنه الغالبية الكردية، ذلك فى تحول بالمواقف الأمريكية على طريق استعادة الحليف التركي.
وتزامن ذلك مع موافقة الخارجية الأمريكية على إمكانية بيع مجموعات صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ إلى تركيا، ردا على شراء أنقرة منظومات صواريخ «إس-400» المضادة للطائرات والصواريخ من روسيا. هذه العوامل ربما تفسر الموقف الروسى الحذر حتى الآن تجاه الإعلان الأمريكى بالانسحاب من سوريا، ذلك انتظارا لما قد تحمله الأيام المقبلة.

* ضربة جديدة لأوروبا
كتبت - ياسمين أسامة فرج
«القرار الأمريكى المنفرد يجعلنا نفكر أكثر فى الحاجة إلى الاستقلالية فى صنع القرار والاستقلال الإستراتيجى فى أوروبا».. تصريح غاضب ردت به فرنسا على قرار الانسحاب الأمريكى من سوريا، ويحمل فى طياته تهديدا مبطنا بأن الصبر الأوروبى على السياسات الأمريكية «الخلافية» اقترب من النفاد بعد سلسلة قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى تسببت فى شقاق كبير مع حلفائه الأوروبيين اختتمها بقراره بشأن سوريا والذى كان له وقع الصدمة عليهم.
فقد عارضت كل من بريطانيا وفرنسا بشدة الخطوة الأمريكية. وأعلنا تمسكهما بالبقاء العسكرى فى سوريا، مؤكدين أن تنظيم داعش الإرهابى لم يهزم خلافا لما قاله ترامب. واعتبر كبار المسئولين فى البلدين أن التنظيم لا يزال يمثل تهديدا حتى وإن كان قد خسر أكثر من 90% من أراضيه فى سوريا. وأكدوا أن داعش انتقل إلى العمل السرى والقتال على طريقة حركات التمرد بعد أن فقد الخدمات اللوجيستية.
ويحذر المراقبون من أن الانسحاب الأمريكى من سوريا من شأنه تعميق الخلافات مع أوروبا، قد يصل إلى حد خسارة واشنطن لأوروبا كحليف عسكرى خاصة فى ظل تصاعد الدعوات التى تقودها فرنسا لإنشاء جيش أوروبى موحد ومنفصل عن حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، وهى الدعوة التى لقيت ترحيبا غير معلن لدى ألمانيا.
وكتب رئيس وزراء بلجيكا السابق جاى فيرهوفشتات على تويتر «كعادتها تترك الولايات المتحدة الأوروبيين فى وضع أكثر صعوبة، ويظهر أنه من الخطأ تماما عدم امتلاكنا قوة دفاعية قادرة على المساعدة فى إقرار الأمن فى الدول المجاورة». فهل يفعلها الأوروبيون حقا ويشكلون جيشا موحدا؟ الإجابة لم تتضح بعد ولكن المؤكد أن الأوروبيين قد ضجوا من قرارات ترامب الأحادية المفاجئة. والخطير فى قراره الأخير بشأن سوريا أنه قد يعرض أوروبا لمزيد من المخاطر الأمنية، إذ يرى المسئولون الأوروبيون أن الانسحاب الأمريكى قد يسمح لداعش بإعادة بناء قواته واستعادة ما خسره من أراض وهو ما يصعد من مخاطر وقوع هجمات إرهابية فى أوروبا، خاصة فى ظل وجود الآلاف من أنصار داعش الذين يتغلغلون بين الأوروبيين.
وفى مقابل الغضب الأوروبي، نجد حليفا آخر تعامل مع القرار الأمريكى بالكثير من الحذر ألا وهو إسرائيل. فعلى الرغم من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو المعلن بأن الانسحاب الأمريكى من سوريا لن يؤثر على إسرائيل إلا أن العديد من الخبراء والمسئولين الإسرائيليين اعتبروا أن القرار الأمريكى خبر سيىء لإسرائيل لعدة اعتبارات سياسية وعسكرية، أبرزها أنه يعنى تقديم هدية لروسيا وإيران لتوسيع نفوذهما فى سوريا، وأنه يعطى انطباعا بأن أمريكا تركت حلفاءها يواجهون مصيرهم بأنفسهم، لا سيما الأكراد، فضلا عن التسهيل على الإيرانيين مهمة إقامة قواعد عسكرية لهم داخل الأراضى السورية. واعتبر رون بن يشاى الخبير العسكرى فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الانسحاب سيشعر إيران بأن عقبة كبيرة قد أزيلت من أمامها لبقاء قواتها فى سوريا وفتح جبهة قتالية جديدة ضد إسرائيل. وأضاف أن القرار يظهر كما لو أن الولايات المتحدة لا تنظر بعين الحرص على مصالح حلفائها فى الشرق الأوسط.
وفى المقابل، يرى البعض أن الانسحاب الأمريكى من شأنه تعزيز نفوذ إسرائيل نفسها فى المنطقة، والتوسع ربما عسكريا بحجة حماية نفسها من هجمات إيران. وربما يرجح هذا الرأى ما قاله نيتانياهو عندما أكد أن إسرائيل ستصعد معركتها ضد القوات المتحالفة مع إيران فى سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية، وأن إسرائيل لا تعتزم تقليص تحركاتها بل ستكثفها بتأييد ودعم كاملين من الولايات المتحدة.

* تركيا وفرصة ذهبية محفوفة بالمخاطر
كتب - سيد عبدالمجيد
حالة من السعادة تعيشها النخبة التركية الحاكمة حاليا ، مراقبون وصفوها بأنها ربما وصلت لما هو أبعد من الغبطة الطاغية، حتى وإن جاهد الساكن فى قصره الرئاسى بالعاصمة أنقرة على عدم إظهارها كى لا يكشف تلهفه الشديد لتحقيق تلك الخطوة التى كان ينتظر إعلانها رسميا على أحر من الجمر ، منذ أن أبلغه بها نظيره الأمريكى دونالد ترامب.
ورغم توجيهاته الرئاسية هكذا قال متابعون بتوخى الحذر والتمهل وعدم إبداء ردود الفعل التصعيدية ، إلا أن مساعديه خالفوا أوامره و سارعوا بالإدلاء بتصريحات توعدت بسحق الإهاربيين فى الشمال السوري، وها هو وزير الدفاع خلوصى أكار يهدد بدفن المسلحين الأكراد فى خنادقهم بشرق الفرات فى «الوقت المناسب» الذى يبدو أنه صار قريبا جدا.
إذن فقرار البيت الأبيض بالانسحاب من كل سوريا بدا وكأنه جاء على طبق من ذهب للأتراك ، وفى غمرة النشوة ذهب موالون لأردوغان للتفاخر بأن واشنطن لم تكن لتتخذ تلك الخطوة إلا بعد التصعيد العسكرى الذى قام به الرئيس رجب طيب أردوغان طوال الأيام العشرة الأخيرة فى عملية تستهدف تطهير منبج من أعداء تركيا فى إشارة إلى الميليشيات الكردية التى تشكل امتدادات لمنظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية.
المفارقة أن أردوغان ، لم يدر بخلده امكانية حدوث جلاء وشيك للقوات الأمريكية التى طالما انتقد وجودها ودعمها لأعداء بلاده ،خاصة وأن بريت ماكجورك مبعوث ترامب لمكافحة «الإرهاب» أكد ،قبل يومين فقط من قرار رئيسه ، أن الأمريكيين سيبقون لوقت طويل فى سوريا وقال «حتى لو باتت نهاية سيطرة الخلافة على الأراضى فى متناول اليد الآن، فإن القضاء التام على تنظيم الدولة الإسلامية سيستغرق وقتا أطول بكثير» لأن «هناك خلايا سرية» و»لا أحد بالسذاجة لدرجة القول إنها ستختفى بين عشية وضحاها».وهو ما سيؤكده لاحقا قائد الوحدات الكردية « سيبان حمو « حينما شدد على أن «تنظيم داعش لم ينتهِ، وبالتالى لم تنته المعركة، فالتنظيم لديه نقاط تمركز جغرافية واضحة، ولديه خلايا نائمة عديدة، تقريبا فى كل المواقع التى تم تحريرها من قبضته». ومن ثم فما حدث هو مفاجأة بكل المقاييس حتى وأن زعم صاحب المفاجأة بغير ذلك، ولكن هذا التطور لا يعنى أن تركيا نالت مبتغاها، والدليل على ذلك هو أن ماوراء تخومها مازال محفوفا بجملة من المخاطر العاتية وخصومها مازالت اسحلتهم الثقيلة فى أيديهم كذلك لديهم الكثير من أوراق الضغط التى يستطيعون إشهارها لا فى وجه المجتمع الدولى فحسب بل فى وجه تركيا بالخصوص.
فقيادة قوات سوريا الديمقراطية أكدت أنه فى حال بدء العملية العسكرية التركية، التى يجرى التلويح بها فى الشريط الحدودى ما بين نهرى دجلة والفرات ومنطقة منبج، فسوف تقوم بسحب جميع مقاتليها من الجبهات مع تنظيم «الدولة الإسلامية». وحدات حماية الشعب بدورها قالت إنها فى الأساس تتعامل بجدية مع التهديدات التركية من البداية، وقبل صدور قرار سحب القوات الأمريكية،مشيرة إلى أن هناك أمورا وتفاهمات وقوات دولية لا تزال موجودة بالمنطقة، وهذا صحيح فالخارجية البريطانية نوهت إلى أنه «لا يزال هناك الكثير الذى ينبغى عمله، لضمان الهزيمة التامة لهذا التنظيم، ومن ثم فالعمل سيتواصل مع شركائنا الإقليميين فى سوريا وخارجها»، وفى ذات السياق، أوضحت الوزيرة الفرنسية للشئون الأوروبية ناتالى لوازو أن بلادها ستبقي «ملتزمة عسكريا فى سوريا». أما النقطة المفصلية التى ركزت عليها تلك الوحدات وهى تعلن إصرارها على المضى قدما فى الحفاظ على مكاسبها هى وجود المكون العربى فى «تل أبيض»، وهو من شأنه تعزيز صمودهم أمام ما يصفونه ب « المشروع التركى الذى يستهدف التهام الأراضى السورية تدريجيا، سواء أكان الكرد موجودين أم لا» ؟!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.