الحفاظ على نظافة البيئة وحمايتها من التلوث يشكلان تحدياً كبيراً لنا لإظهار مدى قدرتنا على التعاطى مع قضية ترتبط بكل جوانب حياتنا فى الهواء الذى نستنشقه، وفى الماء الذى نشربه، والغذاء الذى نتناوله، وكذلك الصحة التى ننشدها ويتمناها جميع المواطنين، فنحن نعيش فى بيئة غطى التلوث أجزاء كبيرة منها وصار كالعشوائيات يحاصرنا من كل الجهات، فضلا عن تعدد أنواعه من تلوث الجو، حيث عوادم السيارات وأدخنة المصانع والورش المحيطة بالتجمعات السكنية والغبار الناتج عن الاتربة والرمال المتناثرة على الطرق والشوارع ومن تلوث سمعى، حيث أصوات الكلاكسات الصادرة من السيارات والميكروباصات والموتوسيكلات وسماعات التسجيلات الضخمة فى الأفراح، كذلك تلوث مياه النيل والمصارف المائية بالمخلفات الصناعية والزراعية، هذا بخلاف الأغذية الفاسدة والمنتهية الصلاحية المنتشرة فى الأسواق وعلى الأرصفة، بالإضافة للتلوث الناتج عن قيام البعض بقضاء حاجاتهم فى الأماكن العامة فى مشهد غير صحى وغير أخلاقى. إزاء هذا التلوث فإنه لا سبيل أمامنا لمحاربته والحد من مخاطره وأضراره إلا بإعلاء قيمة النظافة الشخصية والعامة وترسيخها فى حياتنا وغرسها فى نفوس الأطفال والكبار لتنعكس على حياتهم بسلوكيات وممارسات تفيد البيئة وتصلح من أحوالها، وإذا كانت الدولة أنفقت مليارات الجنيهات على مشاريع التوسع العمرانى، وذلك بإقامة مدن جديدة متطورة، وكذلك وضع مخطط عمرانى لتحديث وتطوير المناطق العشوائية فى العاصمة ومختلف المحافظات بهدف الارتقاء بالمواطنين ورفع مستوى معيشتهم بما يحفظ كرامتهم ويضمن لهم حياة كريمة لائقة، فإن على المواطنين الذين يقيمون فى هذه البيئة الجديدة أن يبدأوا بأنفسهم ويكونوا إيجابيين فيحافظا على نظافتها، وألا يرتكبوا مخالفات تضرهم وتضر بيئتهم كى تظل محتفظة بجمالها ومظهرها الحضارى. لمزيد من مقالات إبراهيم أنور