اليوم «16 ديسمبر» يصادف ذكرى مولد لودفيج فان بيتهوفن أكبر وأشهر مؤلفى الموسيقى الكلاسيكية فى العالم، فى سنة1770. لقد عرفت اسم بيتهوفن مبكرا جدا فى طفولتى لسبب لا علاقة له إطلاقا بالموسيقى، وهو أنه أصيب بالصمم فى الثلاثينيات من عمره، ولكن ذلك لم يؤثر على إبداعه وعبقريته.. وكان أبى رحمه الله مصابا بصمم جزئى دعاه للاستعانة بسماعات الأذن فكان يحكى لى عن بيتهوفن كنموذج للإبداع بالرغم من صممه! ثم كانت المحطة الثانية للتعرف على بيتهوفن هى الأحاديث الإذاعية الرائعة التى كان يلقيها العالم المصرى العظيم حسين فوزى التى كان يشرح فيها بلغة عربية فصيحة دقيقة وبأسلوب أدبى شائق فيما كان يسمى فى الإذاعة البرنامج الثانى الأعمال الموسيقية الكلاسيكية الشهيرة، وذلك فى ستينيات القرن الماضي. ثم كان سفرى المتعدد للخارج بعد التحاقى بالأهرام فى 1977 هو المحطة الثالثة هذه المرة لاقتناء أهم أعمال بيتهوفن، فضلا عن أنه أتيحت لى فى إحدى المرات زيارة منزل «أو متحف» بيتهوفن فى بون. لقد ترك بيتهوفن، الذى توفى فى سن السابعة والخمسين، تراثا هائلا متنوعا من جميع أنواع المؤلفات الموسيقية، فى مقدمتها سيمفونياته التسعه، التى يعتبر بعض النقاد السيمفونية الأخيرة منها «التاسعة» أعظمها جميعا، والتى تتضمن فى جزئها الأخير كلمات أنشودة الفرح للشاعر الالمانى شيلر، كما أن هناك أيضا السيمفونية الثالثة «إيرويكا» أو البطولة التى أهداها فى البداية إلى نابليون بونابارت ثم عدل عن ذلك عندما علم أن بونابارت تنكر لمبادئ الثورة الفرنسية، التى لخصها شعار الحرية والإخاء والمساواة. إن الأوساط الموسيقية فى العالم تحتفل هذا الأسبوع بذكرى مولد بيتهوفن ولا أعلم إن كانت أوركسترا القاهرة السيمفونى أو غيره تحتفل ايضا بالمناسبة ولكن سير العظماء والعباقرة مثل سير الأبطال- تستحق دائما استحضارها والاحتفاء بها، وتقديمها بالذات للناشئة والأجيال الصاعدة. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب