* الأهالى: فرحة «الشتوية» تفسدها علينا مخاوف الغرق * رئيس حى غرب: أكملنا الاستعداد لمواجهة الأمطار ولدينا خطة لتجميل المناطق
مع اقتراب موسم الشتاء يستبشر السكندريون خيرًا، حيث يستطيعون خلاله التجول فى شوارع المدينة العتيقة التى تودع الازدحام مع انتهاء فصل الصيف، والتمتع بمشاهد امتزاج مياه الأمطار مع أمواج البحر، إلا أن هذه الصورة الشاعرية لا تعرفها بعض المناطق التى تبتعد عن طريق الكورنيش والشوارع الرئيسية، فسكان هذه المناطق العشوائية يخشون قدوم الشتاء التى تتسبب أمطاره فى غرق الشوارع وحجزهم فى منازلهم لأوقات طويلة. «نجع العرب».. إحدى المناطق التى تقع بمنطقة الورديان غرب الإسكندرية، فمع هطول أمطار أولى نوات الشتاء هذا العام «المحدودة» تراكمت المياه فى أزقتها وطرقها الضيقة المتعرجة، وهو ما يطرح تساؤلات حول وضعها مع تزايد غزارة الأمطار المتساقطة، والتى تظهر آثار تراكمها خلال السنوات الماضية على جدران المنازل المتآكلة. تعد منطقة نجع العرب واحدة ضمن 33 منطقة عشوائية غير مخططة بنسبة 26.4% من إجمالى مساحة الكتلة العمرانية تشكل حزامًا حول أطراف المدينة الساحلية، بحسب تقرير التنمية البشرية المحلية الصادر عن وزارة التنمية المحلية ومعهد التخطيط القومى لعام 2015، والتى تعمل الدولة حاليًا على تطويرها ونقل السكان من المناطق الأكثر خطورة، وذلك فى إطار الخطة القومية للقضاء على العشوائيات. فى أحد أزقة المنطقة صادفتنا ناهد عبده السيد واحدة من أهالى المنطقة، التى بادرت بالحديث والشكوى من الوضع الذى يعيشون به لسنوات طويلة، حيث تؤكد تهالك شبكة الصرف الصحى بالمنطقة، بالإضافة إلى غيابها التام فى عدة شوارع بالمنطقة وهو ما يمثل أزمة بالنسبة لهم طوال العام وليس فى فصل الشتاء فقط. وتضيف «ناهد»: «تتضاعف معاناتنا فى فصل الشتاء حيث تمثل مياه الأمطار حملاً إضافيًا على الشبكة المتهالكة، مما يتسبب فى تراكم المياه فى شوارع المنطقة»، موضحة أن أزقة وشوارع المنطقة فى الأساس ضيقة فيجد الأهالى صعوبة بالغة فى التنقل ويضطرون إلى ردم أجزاء من الشوارع للتنقل. وتشدد على أن سكان الطوابق الأرضية يعانون من دخول المياه إلى منازلهم وتلف ممتلكاتهم وتظهر آثار المياه بوضوح على الحوائط والنوافذ المتآكلة، مناشدة شركة الصرف الصحى والأجهزة التنفيذية فى المحافظة بحل أزمتهم المستمرة لسنوات طويلة. ويقول خالد أبو درب، أحد سكان المنطقة وأمين عام حركة أولاد مصر بدائرة مينا البصل، إن منطقة نجع العرب منطقة شعبية تعانى من نقص فى العديد من الخدمات وعلى رأسها الصرف الصحي، مضيفًا «الغريب فى الأمر أننا نعانى تهالك وغياب شبكات الصرف الصحى على الرغم من وجود محطة التنقية الغربية بالمنطقة ولكنها لا تخدمها». ويوضح «أبو درب» أنهم يتواصلون مع حى غرب فى حال تراكم المياه والذى بدوره يتواصل مع شركة الصرف الصحى ويقوم بإرسال سيارات لشفط المياه، ولكن الأهالى يرغبون فى حل نهائى وجذرى فى هذه الأزمة، خاصة أنها منطقة مكتظة بالسكان الذين يصلون إلى 120 ألف نسمة. ويشير «أبو درب» إلى أن المنطقة تعانى من نقص الخدمات؛ حيث لا يوجد بها سوى مدرسة ابتدائية فقط كما أنه لا يوجد بها وحدة صحية تخدم الأهالى الذين يضطرون إلى الانتقال لمناطق بعيدة للكشف بالمستشفيات والوحدات الصحية، موضحًا معاناة الأهالى من مزلقان السكة الحديد الذى يمثل المشكلة الأخطر، كونه يفتقد كل عوامل الأمان سواء الإضاءة الليلية أو الإشارات الصوتية ويعمل بشكل يدوى حتى الآن. ويؤكد «أبو درب» أن جزءا من المنطقة ويطلق عليها منطقة «أسو» وتضم 70 بيتًا، والتى تقع بالقرب من شركات البترول سوف يتم نقل جميع سكانها إلى مساكن بشائر الخير التى يجرى بناؤها بالقرب من كوبرى القباري، واصفًا ذلك بالخطوة العظيمة متمنيًا أن يتم عقب ذلك تطوير منطقة نجع العرب والتوسع فى المشاريع الخدمية بها. من جانبه؛ يقول اللواء هشام كمال، رئيس حى غرب، إنه وفقًا لتوجيهات الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، يقوم بإجراء جولة ميدانية تفقدية بنطاق الحى بأكمله لمتابعة أعمال تطهير شنايش الأمطار والمطابق ورفع كفاءتها من حيث تعلية الشنايش وإنشاء أخرى جديدة وإظهار أى شنايش مطمورة، وذلك فى إطار الاستعدادات لاستقبال النوات والأمطار. ويؤكد «كمال» أنه فور هطول الأمطار وبداية تراكم المياه تبدأ أعمال كسح وشفط تجمعات المياه فى جميع مناطق الحي، وذلك على مدار اليوم بالإضافة إلى ردم وتمهيد الحفر، وتتحرك فور تلقيها بلاغات من المواطنين، مشددًا على أن الدولة تنتهج وتسير الآن وفق خطة قومية لتطوير المناطق العشوائية ونقل السكان من المناطق الأكثر خطورة وهو ما يجرى حاليًا. ويوضح «كمال» أن منطقة نجع العرب من المناطق التى يعمل الحى فى الوقت الحالى على دراسة وضعها بدقة من أجل تقديم مذكرة مفصلة إلى محافظ الإسكندرية، لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة من أجل تطويرها، وإلى أن يتم ذلك يتواصل الحى مع شركة الصرف الصحى من أجل توفير سيارات لشفط المياه. ويشير «كمال» إلى أن الحى يحرص على تجميل وتنظيف مناطق الحي، حيث يجرى الاهتمام بالحدائق ورفع المخلفات والأتربة وتقليم الأشجار بشكل دوري، كما تمت زراعة مدخل ديوان عام حى غرب بنباتات الظل والنباتات المزهرة، كما يتم الاهتمام بشكل مكثف بإنهاء ظاهرة إشغالات الطريق والمبانى المخالفة. فيما يقول اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، إن مشروع الصرف الصحى بنجع العرب قائم ومستمر، وتوقف الأعمال بصورة مؤقتة يرجع إلى تحويل بعض مواسير المياه والغاز وكابلات الكهرباء، ويجرى العمل مع المحافظة وشركات الكهرباء والمياه لإزالة تلك المعوقات حتى يتم استكمال المشروع. ويوضح «نافع» تعدى بعض الأهالى على الأرض المملوكة للشركة والمخصصة لتوسعة محطة التنقية الغربية، وتم استردادها فى وقت سابق إلا أنهم عاودوا التعدى على أملاك الدولة مرة أخري، مؤكدًا أن الشركة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية سوف تعمل على إزالة تلك التعديات واسترداد الأرض لاستكمال بناء المحطة، التى ستخدم سكان المنطقة، مع التأكيد على عدم خدمة المنازل غير المقننة. تصوير عصام شكرى