علي الرغم مما آل إليه حال حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي الآن وسط موت الحياة الحزبية وحياة المجتمع المدني والحركات السياسية المعارضة في مصر. إلا أن المناسبة وهي مرور36 عاما علي قيام أول حزب يساري شرعي في مصر بعد الثورة تدعونا إلي إنصاف النخبة اليسارية المصرية التي دفعت ثمن نضالها الوطني في السجون والمعتقلات, وكان من بينهم وزراء في مقدمتهم الدكتور فؤاد مرسي, الذي كان وزيرا للتموين, والدكتور إسماعيل صبري عبدالله, الذي كان وزيرا للتخطيط, والدكتور يحيي الجمل الذي كان وزيرا للتنمية الإدارية, ومن بينهم أيضا الوزير الحالي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو الدكتور عثمان محمد عثمان, الذي أعد في بداية التسعينيات كراسة عنوانها أزمة البطالة.. الجذور والحلول.. طالب فيها بالإسراع بمنح إعانة تعطل عن العمل, وطلب التخلي عن تصفية القطاع العام, الذي يروج لها البنك الدولي وصندوق النقد, اعتمادا علي الزعم بوجود فائض عمالة في القطاع العام والإدارة الحكومية. * في بداية السبعينيات.. وهي فترة التوهج النضالي لحزب التجمع قلت بغشم لكن عن حب للزعيم خالد محيي الدين إنك تنطح في الصخر.. فقال: يا ابني أنا أحفر ولا أنطح في الصخر.. لكنني كنت الشاهد الوحيد علي صدقه وهو يرد علي المغفور له الرئيس السادات الذي اتهمه بأنه عقد مؤتمرا صحفيا للأجانب فقط للهجوم علي مصر. * في89 رفع الحزب شعار المشاركة الشعبية وقرر في ظل نظام الاستفتاء علي الرئيس اعتماد مرشح ثابت دائم للترشيح لرئاسة الجمهورية. * تاريخيا.. فإن حزب التجمع رفع شعار الاسترخاء النضالي منذ بداية عام1981, لكن الممارسة البرلمانية لحزب التجمع أفرزت نجوما برلمانيين في مقدمتهم أبوالعز الحريري والبدري فرغلي وقباري عبدالله ومختار جمعة وغيرهم.. مما دفعني إلي أن أكتب في الأهرام يوما أن البدري فرغلي هو زعيم المعارضة الشعبية, أما خالد محيي الدين فهو زعيم المعارضة الرسمية.. وخلال زيارة برلمانية لإسبانيا قال لي مسئول كبير في الحزب الحاكم وكان خالد محيي الدين حاضرا.. قال: إنك عضو في حزب التجمع.. قلت لهما: هذا شرف لا أدعيه. وأمنية لم تتحقق. * في نهاية2007 قال خالد محيي الدين: إنني محظوظ لأنني أسلم الراية للدكتور رفعت السعيد غير المحظوظ, الذي عندما يترك رئاسة الحزب عام2012 لن يجد القائد البديل!!. ورغم كل شيء.. فأنه لا أحد ينكر إن حزب التجمع هو حزب له تاريخ.. يكفي أعضاؤه المنشقون أنهم لم يغيروا جلدهم الحزبي بالانتقال إلي أي حزب آخر مهما ارتفعت حدة الشقاق والنزاع. ملحوظة الطريقة غير الحضارية التي تم بها إخراج النائب الصحفي المحترم محمد عبدالعليم من قاعة البرلمان عقابا له علي انتقاده الحاد لرئيس حزبه.. محمود أباظة, مخالفة دستورية صارخة لم تحدث في حياتنا النيابية قط.. لكنني أتوجه إلي النائب وأقول له: التاريخ سوف يسجل لك أنك نلت شرف الطرد من تحت قبة برلمان هذا الزمان. ونحن نعلن عن مولد نجم برلماني جديد من أحراش مطوبس بكفر الشيخ اسمه محمد عبدالعليم داود..