تابعنا جميعا فعاليات منتدى شباب العالم الذى أقيم الأسبوع الماضى بمدينة شرم الشيخ، وسعدنا بالمشاركات المتميزة من شباب غاية فى الوعي، لكننى كامرأة ذات إعاقة كنت أرى المنتدى من نافذة تطل على قضية الإعاقة التى ظل أصحابها عقودا يعانون نظرة مجتمعية قاصرة أسهم فى تغييرها للأفضل منتدى شباب العالم بعد أن بعث برسائل الأمل فى غد أفضل عن طريق مشاركة نماذج راقية وواعية من الأشخاص ذوى الإعاقة من كل بلاد العالم. سعدت بالتلاقى الفكرى والإرادة التى عبرت الحدود والعزيمة التى لم تمنعها المسافات، ولم أر فى المشهد أدوات تكميلية ولا تسليط أضواء على اختلافات جسدية، كما كنا نرى سابقا، بل كان التميز هو سيد الموقف، ورأيت الجميع على مسافة واحدة، والجميع ينظر له من زاوية رؤية واحدة، والكل يشارك فى بناء مستقبل أفضل. وأسهم التنوع والمظهر الحضارى ومشاركة نماذج مشرفة من ذوى الإعاقة فى إرساء قواعد المساواة التى هى نواة لأى مجتمع يتطلع للتطور والحداثة المبنى على العدالة الاجتماعية. والآن بعد أن أصبحنا كذوى إعاقة مكونا أساسيا من الصورة المجتمعية وهى خطوة جادة وأساسية نحو حياه أفضل نرجوها، وأصبحنا نشارك فى وضع أطر التنمية المستدمة، ونسهم فى صناعة واختيار قادة المستقبل،وصار لنا أسهامات استحقت التكريم، وشهد لها الجميع، وحاكينا شباب أكثر الدول تقدما، صار لابد أن نخطو خطوات جادة نحو مجتمع أكثر وعيا بمفهوم الاختلاف والمساواة والشراكة بلا حدود عن طريق تكثيف الجهود لإبراز مزيد من النماذج المشرفة، ورفع كفاءة وقدرات المزيد من الشباب من ذوى الإعاقة ليكونوا عناصر فاعلة فى المجتمع، فبناء الوطن يجب أن يشارك فيه الجميع، مادام الوطن يتسع للجميع.