في دراسة علمية حول الفرص الضائعة من الموارد البيئية التي وهبها الله لمصر التي لم تستغل في حل المشكلات التي تعانيها مثل الكهرباء والطاقة والسولار والبوتاجاز والمخلفات الصلبة, اعدها الدكتور مهندس شريف احمد مصطفي مدرس الهندسة البيئية بكلية الهندسة بجامعة6 اكتوبر الذي اكد من خلالها ان مصر تقع في المنطقة بين الممتاز والجيد جدا في قابلية استخدام الطاقة الشمسية كمصدر من مصادر الطاقة, ورغم ان هذه النعمة لاتستخدم الا بشكل محدود جدا في حين انه يمكن الاعتماد علي الطاقة الشمسية في انارة الشوارع والمنشآت الحكومية من خلال خلايا توضع فوق أسطح المباني لتخفيف الضغط علي الشبكة الحالية بحوالي10%, ويمكن ايضا الاعتماد علي هذه الطاقة في امداد اضاءة المناطق الصحراوية بانشاء مزارع طاقة شمسية مثل ماهو معمول في معظم الدول الاوروبية التي لاتتعدي قابلية استخدام الطاقة الشمسية فيها درجة القبول ومع ذلك خلايا شمسية تعتمد علي تكنولوجيا اعلي ومواد خام مكلفة للتغلب علي ضعف الطاقة الشمسية, الا ان الامر يختلف في مصر نتيجة لقوة الشمس فإن الخلايا التي تحتاجها لتوليد الكهرباء ستكون رخيصة وفعالة والمواد الخام معظمها مستخرجة من الرمال المصرية. يؤكد الدكتور شريف ان الديزل يمكن انتاجه من الطحالب التي تنمو في الماء و البحار مع اشعة الشمس وثاني اكسيد الكربون لانتاج ديزل الاشعاعات التي تبعثها واوكسجين وجلسرين كمنتج ثانوي كما يتم استخدام الطحالب بعد استخراج الزيوت منها وتجفيفها كأعلاف للحيوانات. واوضح ان هناك ملايين من انواع من الطحالب التي تعيش في كل البيئات وسريعة النمو جدا وفي ظل المناخ المناسب واشعة الشمس وثاني اكسيد الكربون كما في مصر تتضاعف الطحالب, ومعظم هذه الانواع تحتوي علي زيوت تتجاوز70% من وزنها تتغذي بالتمثيل الضوئي كالنباتات فتعمل علي زيادة الاكسجين في الجو فلماذا لاننشيء مزارع طحالب في صحرائنا لانتاج الوقود. وبالنسبة لمشكلة البوتاجاز والمخلفات الصلبة يقول الدكتور شريف اذا نظرنا الي كيس به مخلفات منزلية فسوف نجد مواد بلاستيكية وزجاجا وصفائح مشروبات واورق جرائد, إضافة إلي كتب وكرتون وبواقي مأكولات وغيرها لذلك فأن نسبة المفروزات من مخلفات المنازل تمثل50% من مواد يمكن اعادة تصنيعها و50%مواد عضوية من بواقي الطعام والنباتات. واصبح نتيجة عدم فصل المخلفات من المصدر( المنزل) يضيع علي مصر اكثر من25% من المفروزات ذات القيمة المادية كمادة خام في الصناعة( اعادة تصنيع) دون فائدة نتيجة عدم قدرة الزبالين ومصانع الفرز علي فرز كل الكمية المنتجة يوميا ليتم دفنها في باطن الارض في مدافن المخلفات وهناك تحلل وينتج منها سوائل ضارة التي تخترق الطبقات المختلفة من التربة لتصل الي المياه الجوفية وتلوثها وتضر بصحة الانسان. لذلك بزيادة الوعي البيئي والصحي للناس سوف يتغير الحال تماما لنصل الي درجة صفر في المخلفات المنزلية ويتم بيع المفروزات للمصانع لاعادة تصنيعها, واضاف انه يتبقي50% اخري من المخلفات التي لايمكن اعادة تصنيعها وهي المخلفات العضوية التي تمثل المشكلة الاكبر نتيجة درجة الحرارة في مصر التي هي نفسها درجة تحضين البكتريا والفطريات التي تؤدي الي سرعة تحلل المخلفات لينتج عنها امراض ورائحة كريهة وجذب للحيوانات والقوارض, ولكن درجة الحرارة المناسبة التي نشعر بارتفاعها في مصر تساعد علي نمو البكتريا التي تحلل المخلفات العضوية فجميع المخلفات العضوية والزراعية وتعريضها للهواء الجيد ونسبة الرطوبة المناسبة مع درجة الحرارة الطبيعية في مرض تنمو البكتريا الهوائية لتحول المخلفات العضوية بعد حوالي30 يوما الي سماد الذي يستخدم لاستصلاح الاراضي الصحراوية ويساعد علي نمو النباتات. واوضح الدكتور شريف انه لو تم تخزين هذه المخلفات في بيئة لاهوائية باضافة نسبة رطوبة تنمو البكتريا اللاهوائية لتحول المخلفات العضوية الي غازات60% منها غاز الميثان الذي يمكن استخدامه كبديل للبوتاجاز داخل البيوت في الطهي او التدفئة خصوصا في القري المصرية, واشار الي انه تم عمل جهاز تجريبي صغير الحجم حوالي100 لتر لتحويل المخلفات الصلبة العضوية من بواقي المأكولات و النباتات الي غاز ميثان داخل المنازل بشكل آمن وبدون اي رائحة كتجربة فريدة في مصر, ولقد استخدمت بعض الجمعيات الاهلية هذا الاسلوب في بعض القري من خلال مشروعات بيئية ولاقت نجاحا كبيرا ولو تم تبني هذا الفكر سيتمكن كل بيت من ا نتاج غاز الميثان لاستخدامه كبديل للبوتاجاز وبذلك يكون قد حققنا فكرة عدم وجود مخلفات وتمت المحافظة علي البيئة نظيفة وحافظنا علي الصحة العامة ولكن هذا لن يتم الا بنشر الوعي البيئي للعمل التطوعي والشعبي مع الاداء الحكومي بشكل متواز.