الدولار الأمريكي الآن.. تعرف على سعر العملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات اليوم الإثنين    محافظة الإسماعيلية تناقش آليات تطبيق رسوم النظافة وتحسين الأوضاع البيئية    استثمار الذكاء الاصطناعي.. تحول العالم نحو المستقبل    تضم ماركات عالمية، جمارك مطار القاهرة تعرض 16 سيارة في مزاد علني    بسبب سرقة الكابلات النحاسية، تعطل حركة القطارات في برشلونة    خلال حفل عيد العمال، مقتل وإصابة 15 شخصا في حادث إطلاق نار بأمريكا (فيديو)    عاجل - "حماس": ملف التفاوض لا بد أن يؤدي إلى وقف إطلاق نار تام وشامل    كاميرون: نشر القوات البريطانية في غزة من أجل توزيع المساعدات ليس خطوة جيدة    قوات الاحتلال الإسرائيلي تداهم عددا من المنازل في بلدة عزون شرق قلقيلية    المصريين الأحرار يُشيد بموقف مصر الداعم للشعب الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية    رئيس الوزراء الإسباني يشيد بفوز الإشتراكيين في إنتخابات كتالونيا    العدو يحرق جباليا بالتزامن مع اجتياج رفح .. وتصد بعمليات نوعية للمقاومة    كاف يقرر تعديل موعد أمم إفريقيا 2025 بالمغرب    هدف الجزيري يبقى الأمل.. الزمالك يخسر من نهضة بركان 2 / 1 في ذهاب الكونفدرالية    المندوه: التحكيم قيدنا أمام نهضة بركان.. وهذا ما ننوي فعله بشأن حكم الفيديو التونسي    هل يشارك صلاح؟.. تشكيل ليفربول المتوقع ضد أستون فيلا في الدوري الإنجليزي    الكومي: ننتظر تقرير لجنة الانضباط لإخطار الجميع بنتائج أزمة الشيبي والشحات    «الإفتاء» تستعد لإعلان موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات قريبًا    الأمن يحل لغز العثور على جثة شاب أمام وحدة إسعاف في قنا    قضية كلب المذيعة أميرة شنب.. بدأت في كمبوند وانتهت بترحيل زوجها إلى السجن    جهود أمنية لحل لغز العثور على جثة شخص مقتولا بالرصاص بقنا    قصواء الخلالي تدق ناقوس الخطر: ملف اللاجئين أصبح قضية وطن    عزيز مرقة يطرح النسخة الجديدة من «أحلى واحدة» (فيديو)    سيرين خاص: مسلسل "مليحة" أظهر معاناة الشعب الفلسطيني والدعم المصري الكبير للقضية    إقبال الأطفال في الإسماعيلية على ورش الخط العربي (صور)    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد مستشفى الحميات وتوجِّة باستكمال العيادات (صور)    تدريبات خاصة للاعبي الزمالك الذين لم يشاركو في لقاء نهضة بركان    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    رئيس مجلس الأعمال المصري الماليزي: مصر بها فرص واعدة للاستثمار    أربع سيدات يطلقن أعيرة نارية على أفراد أسرة بقنا    طلاب آداب القاهرة يناقشون كتاب «سيمفونية الحجارة» ضمن مشروعات التخرج    أسامة كمال: واجهنا الإرهاب في بلادنا وتصرفاته لا تشبهنا    تعرف على سعر الفراخ البيضاء وكارتونة البيض الأحمر بعد ارتفاعها في الأسواق الإثنين 13 مايو 2024    الكشف على 1328 شخصاً في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    موعد إجازة عيد الأضحى 2024: تحديد أيام الراحة للقطاع الحكومي والخاص    وقوع حادث تصادم بين سيارتين ملاكي وأخرى ربع نقل بميدان الحصري في 6 أكتوبر    "لسه الأماني ممكنة".. ماذا يفعل الزمالك عند التعثر في ذهاب النهائي الأفريقي؟ (تقرير)    نقابة الصحفيين: قرار منع تصوير الجنازات مخالف للدستور.. والشخصية العامة ملك للمجتمع    ارتفاع سعر طن حديد عز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 13 مايو 2024    ليس الوداع الأفضل.. مبابي يسجل ويخسر مع باريس في آخر ليلة بحديقة الأمراء    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    حظك اليوم برج العذراء الاثنين 13-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. لا تعاند رئيسك    عمرو أديب يعلن مناظرة بين إسلام البحيري وعبدالله رشدي (فيديو)    وزيرة الهجرة تبحث استعدادات المؤتمرالخامس للمصريين بالخارج    قمة سويسرية أوكرانية بدون روسيا.. موسكو: «مسرحية غير مجدية»    رئيس جامعة المنوفية يعقد لقاءً مفتوحاً مع أعضاء هيئة التدريس    بمكونات بسيطة.. طريقة تحضير كيكة الحليب    رئيس جامعة طنطا يتفقد أعمال الانشاءات بمستشفى 900900 في لمحلة الكبرى    هل عدم الإخطار بتغيير محل الإقامة يُلغي الرخصة؟    بشأن تمكين.. عبدالله رشدي يعلن استعداده لمناظرة إسلام بحيري    الأعلى للصوفية: اهتمام الرئيس بمساجد آل البيت رسالة بأن مصر دولة وسطية    أمين الفتوى: سيطرة الأم على بنتها يؤثر على الثقة والمحبة بينهما    جامعة حلوان تعلن استعدادها لامتحانات نهاية العام الدراسي    موعد عيد الاضحى 2024 وكم يوم إجازة العيد؟    محافظ أسوان: العامل المصرى يشهد رعاية مباشرة من الرئيس السيسى    المفتي يحذر الحجاج: «لا تنشغلوا بالتصوير والبث المباشر»    في العالمي للتمريض، الصحة: زيادة بدل مخاطر المهن الطبية    منها إطلاق مبادرة المدرب الوطني.. أجندة مزدحمة على طاولة «رياضة الشيوخ» اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكتوبر الشاهد «زمان».. مبهور بجيش مصر «الآن»!
نشر في الأهرام اليومي يوم 28 - 09 - 2018

من عام 1973.. أصبح شهر أكتوبر.. عنوان الفخر والزهو والعزة والكرامة.. وسِجِل أعظم انتصار فى تاريخ الأمة.
أكتوبر من يومها.. قَلْب السنة.. وقَلْب أكتوبر.. سادس يوم فيه!.
أكتوبر من وقتها.. مُحبَّب للمصريين.. عدا من عَمِيَت بصيرتهم واتمسحت عقولهم.. وامتلأت قلوبهم كراهية لمصر والمصريين.
أكتوبر على بعد ساعات.. قادم علينا ليقول لنا إنه الشاهد الأوحد من بين شهور السنة على شجاعة جيش وعظمة شعب!.
أكتوبر.. مكتوب له أن يكون الشاهد على أعظم انتصار وأسوأ هزيمة.. انتصار خير أجناد الأرض.. وهزيمة الجيش الذى لا يُقْهَّر.. جيش الصهاينة!.
أكتوبر.. مكتوب له.. أن يكون شهادة ميلاد.. أعظم انتصار لأعظم جيش فى أصعب حرب!.
أكتوبر.. إتكتب عليه.. أن يكون دفتر أحوال الأرقام القياسية.. لأصعب وأغرب حرب عسكرية مَرَّت على العالم!.
الأغرب والأصعب وغير المسبوق.. تواجدوا واجتمعوا فى حرب واحدة..
قناة السويس.. أهم وأشهر ممر مائى عالمى.. فى يوم وليلة.. باتت أصعب مانع مائى عرفته الحروب!. العدو الصهيونى شرق القناة وجيش مصر غرب القناة.. وبذلك أصبحت القناة الخط الفاصل بين الجيشين!. أصبحت بالنسبة لنا.. المانع الطبيعى الأصعب.. غير المسبوق فى الحروب القديمة والحديثة!. نتكلم عن مَجْرَى بحرى عرضه فى حدود ال200 متر وبمواجهة 170 كيلو من السويس جنوبًا إلى بورسعيد شمالًا!.
نتكلم عن تيارات ماء تتغير على مدى ساعات اليوم.. تارة من الجنوب للشمال وأخرى من الشمال للجنوب.. وهذه مسألة مزعجة لمن يخطط لاقتحام القناة.. لأن تيار الماء هذا له سرعته المؤثرة على أى قوارب.. وتجرفها لأبعد مسافة فى اتجاه تيار الماء!.
نتكلم عن التسمية الحقيقية لاجتياز هذا المانع المائى!. قالوا ومازالوا يقولون: العبور!.
الذى حدث يوم 6 أكتوبر هو.. اقتحام مُدبَّر لمانع مائى!. «يعنى إيه؟».
لأن استخدام لفظ العبور.. يكون عندما.. تنتقل القوات من شاطئ مؤمن عليه قواتنا.. إلى الشاطئ الآخر للمانع.. الموجود عليه أيضًا قواتنا!. هنا.. نقول القوات عبرت القناة.. وشىء من هذا لم يكن موجودًا فى أكتوبر 1973!.
القائم والموجود والمعروف.. قناة السويس هى خط النار الفاصل بين جيش مصر فى الغرب والعدو فى الشرق!. جيش مصر.. اقتحم بالقوة العسكرية المعلنة.. المانع المائى.. وهو يعلم أن الشاطئ الآخر فى الشرق.. كلمة جحيم قليلة عليه!. ليه؟.
لأن العدو جعل من كل «حاجة» فى القناة وما بعد القناة.. مانعًا مستحيلًا الاقتراب منه وليس اقتحامه واجتيازه!. كيف؟
ألغام بحرية من غير عدد فى مياه القناة!. خط مواسير يغطى سطح القناة من السويس إلى بورسعيد.. المواسير متصلة بخزانات فى الشرق فيها نابالم حارق.. يجعل قناة السويس فى لحظات.. نار مشتعلة لا تنطفئ.. بالنابالم الذى لا يتوقف ضخة فى المواسير.. من خزانات.. نار «عايمة» على «الميَّه»!. العدو أراد الممر المائى.. أطول وأعرض مقبرة.. لمن يحاول أن يفكر أصلًا فى الموضوع!. خبراء العسكرية فى العالم.. يعرفون أن مشكلة المصريين.. المانع المائى وحده.. بدون إضافات الألغام والنابالم.. لذلك كانت كل تقاريرهم تنتهى إلى حقيقة واحدة.. مستحيل على أى جيش فى العالم أن يخوض حربًا.. أولى خطواتها.. أصعب وأعقد.. مانع مائى فى تاريخ الحروب!.
أذكر واقعة حضرتها وعشتها ورأيتها وسمعتها!.
سنة 1969 والعدو شرق القناة.. والغرب يقود حربًا دعائية رهيبة ضدنا.. حرب تيئيس وحرب تهميد وحرب شائعات وحرب أكاذيب وكل ما هو سلبى ومدمر.. لأجل مصر تِهمَد وتيأس وتستسلم للواقع الموجود على الأرض.. «اللى فيه» قناة السويس.. الحدود الجديدة بيننا وبين العدو!.
وصلت وقاحة العدو وقتها.. لأن يطالب مجلس الأمن.. بمذكرات رسمية.. بفتح قناة السويس للملاحة العالمية.. واقتسام السيادة على القناة مع مصر!.
وسط هذه الحرب الإعلامية علينا.. التحقت بفرقة حرب نفسية ووقتها كنت فى سلاح المظلات.. وقت كان الخبراء السوفيت العسكريون موجودين!. المحاضرة لضابط سوفيتى كبير.. لفت نظرنا أنه يجيد اللهجة المصرية.. تسألنى «إزاى» أقولك «مش» وقته!.
ضابط المخابرات السوفيتى.. الذى يحاضر العسكريين المصريين فى الفرقة.. سأله ضابط مصرى: قراءتك للمعركة فيما لو قامت حرب!.
رد الضابط السوفيتى الكبير.. والذى قاله.. نتاج قراءة صحيحة للأوضاع.. شرق وغرب القناة.. وتحصيل دقيق للمتوقع فيما لو نشبت الحرب!. قال الضابط السوفيتى والذى قاله.. يتفق مع أقوال خبراء العسكرية بالعالم!.
قال: فى أول يوم قتال خسائر الجيش المصرى فى اقتحام القناة 65% وفى اليوم الثانى قتال.. الخسائر 45% وقبل أن يقول خسائر اليوم الثالث.. عاجله ضابط مصرى بقوله: ما خلاص.. الجيش خلص!. وضجت المحاضرة بالضحك!.
بالورقة والقلم وكل علوم العسكرية.. الذى قيل فى المحاضرة صحيح.. لأن الاقتحام المدبر للمانع المائى.. كل ظروفه علينا وضدنا!.
هل نجحوا وقتها فى تيئيس الشعب قبل الجيش؟. لا.. ولو حدث.. ما كانت الحرب وما كنا سمعنا.. عن أكتوبر ولا حتى نوفمبر!.
لم ينجحوا وقتها ولن ينجحوا الآن.. لم ينجحوا فى كسر إرادة المصريين.. وهو «ده» الموضوع وهى دى القضية!.
هم لم يتعلموا من أكتوبر 1973 ليعرفوا.. وعمرهم ما هيعرفوا.. لأنها منحة الله للمحروسة.. خلطة سرية للسمات المصرية.. أرادها الله مستحيلة!. مستحيل معرفة شفرتها ومستحيل حلها!. وهذه السمات بتلك التحصينات الربانية.. من يقدر.. منا أو منهم.. على فك طلاسمها!.
تلك السمات قدمت للعالم مقاتلًا حَيَّر خبراء العسكرية فى الدنيا!. لا مانع مائى وَقَّفُه ولا ساتر ترابى منعه ولا خط بارليف ردعه!. على فكرة.. الكلام سهل والواقع مرعب!.
العدو كل حساباته أن يجعل مجرد التفكير المصرى فى الحرب.. دعوة لليأس والتيئيس والكآبة والاكتئاب!. القناة مانع مائى.. تيارات المياه التى تتغير على مدى اليوم.. تربك حسابات من يخطط للحرب!. المد والجزر أكثر من مرة فى اليوم.. والمياه تنخفض مترين وتعلو مترين.. وهذا يفسد أى ترتيبات!. سطح القناة مع أول طلقة.. جحيم نار.. نابالم مالوش آخر.. يغطى سطح القناة.. لأجل يحرق من يضع رجله فى مياهها!. الألغام البحرية.. مشكلة!.
إذا عديت من كل ده.. يقابلك ساتر ترابى متوسط ارتفاعه 15 مترًا.. يعنى عمارة خمسة أدوار!. وياريته ساتر ترابى و«خلاص».. «ده مِتْلَغَّم هو كمان»!.
الساتر الترابى اللى ارتفاع عمارة خمسة أدوار وبمواجهة 170 كيلومترًا.. عليه 100 مصطبة دبابات.. يعنى 100 موقع مجهز تعتليه دبابات العدو.. فيما لو بدأت المعركة.. ودبابة واحدة ركبت على مصطبة.. معناه مصدر نيران ثقيل وكثيف ومؤثر ومُمِيت يضرب من فوق على اللى تحت فى الميَّه!. معناه.. لا حد هيقتحم ولا حد يعبر.. الكل هيرقد فى قاع القناة!.
يفْتِرِض إنك سوبرمان.. وواحد من أبطال أى فيلم عسكرى أمريكى.. بتُخْرُم الهواء وتقطع المَيَّه.. اقتحمت القناة وعديت الساتر الترابى.. ولا ألغام ولا نابالم ولا دبابات أثروا فيك.. تكتشف إن «اللى فات كوم» .. و«اللى قدامك عشرة أكوام»!. «قدامك» خط بارليف.. أقوى خط دفاعى عرفه التاريخ!. اتصرف عليه مليار دولار على مرتين وقتها.. يعنى تريليون دلوقت!.
خط بارليف.. اللى قالوا عنه.. إنه لن يجعل لمصر أملًا فى العودة إلى سيناء مرة أخرى!. كيف.. تفعل.. وخط بارليف 31 نقطة قوية.. والنقطة القوية مساحتها 4000 متر مربع.. يعنى فدان تقريبًا تحت الأرض.. النقطة القوية مجهزة هندسيًا ومُدَعَّمَة عسكريًا لتبقى شهورًا صامدة لا تقع ولا تستسلم.. أيًا كانت أحجام القنابل أو أعيرة الدانات والصواريخ!. النقطة القوية فيها كل ما لا يخطر على البال.. لتبقى صامدة حتى وإن بقيت محاصرة شهورًا!. خلاصة القول.. خط بارليف ونقاطه القوية.. ليس مجرد مواقع دفاعية.. إنما حائط صد رهيب.. قادر على تدمير أى شىء يحاول الاقتراب منه.. أيًا كان هذا الشىء!. خط بارليف.. موجود.. وموازٍ للقناة.. لأجل أن يمنع أى مخلوق.. من التقدم داخل سيناء!. من الآخر.. طالما خط بارليف موجود.. ما فى حرب تقوم!.
هذا المشهد بكل هذه التفاصيل.. شهر أكتوبر شاهد له وشاهد عليه!. أول من شهد سقوط كل هذه النظريات العسكرية!.
نعم.. كل خبراء العسكرية بالعالم.. كل نظرياتهم وتوقعاتهم تلاشت.. لأن كل ما يقوم به جيش مصر.. هو المستحيل نفسه!.
الضربة الجوية قامت بها 220 طائرة.. أقلعت من مختلف قواعد مصر الجوية.. لتكون ساعة الصفر جميعها.. فوق القناة.. على ارتفاع أمتار قليلة.. للتغلب على رادارات العدو.. ولرفع الروح المعنوية لقواتنا.. ورسالة للعدو وغير العدو.. عن قدرات وكفاءة وشجاعة الطيارين المصريين.. بالطيران على «وش» الأرض.. بسرعة الصوت.. وهم فى حرب وليس احتفالية!.
نسور الجو المصريون.. اقتحموا سماء سيناء.. وفى دقائق لم تكتمل العشر.. غادروا سيناء.. بعد أن دمروا 90٪ من أهداف العدو.. دخل الطيران سيناء من فوق القناة وخرج من فوق البحرين الأبيض والأحمر.. لإفساح المجال لحدوتة أكبر!.
المدفعية المصرية سجلت أكبر قصفة مدفعية متصلة فى حرب بهذا العدد من المدافع!. على مدى 53 دقيقة 2000 مدفع ضربوا.. 3000 طن ذخيرة بواقع 175 دانة فى الثانية!. المدفعية تدك مواقع العدو حتى 40 كيلو!. المدفعية لم تتوقف لحظة فى ال53 دقيقة.. لإجبار العدو على النزول للخنادق.. طوال هذه الفترة.. التى فيها 100 أمر قيادة يتم تنفيذها!.
أعمال بالغة الجرأة والشجاعة!. شبكة النابالم فى ال170 كيلو مواجهة.. تم تعطيلها! الألغام الموجودة فى الساتر الترابى تم رفعها!. أماكن تمركز الكبارى جهة الشرق تم تجهيزها.. كل هذا وأكثر من ذلك.. تم فى الأيام الخمسة التى سبقت 6 أكتوبر.. جيش مصر.. ضحك عليهم وخدعهم!. خدع أقمار أمريكا اللى ترصد الشاردة والواردة!. حائط صواريخ الدفاع الجوى.. دخل الجبهة وهم لم يعرفوا!. تقول إزاى.. أقول لك.. توفيق ربنا وعبقرية جيش!. خطة الخداع الاستراتيجية.. أعظم خبراء فى العالم هذه الأيام.. أى بعد 45 سنة بعلومها وتكنولوجيتها وتقدمها.. لا يستطيعون أن يفكروا ويخططوا وينفذوا مثل قادة مصر وجيش مصر!.
الذى أذهلهم.. أذهل الغرب وأذهل العدو.. المقاتل المصرى ده عجينته إيه؟.
هذه الحكاية.. الصهاينة بدأوا يدرسونها.. عانوا منها أيام حرب الاستنزاف! الحدوتة بدأت بإغارات ليلية.. المصريون طبقوا فيها كل معايير الإغارة!. المفاجأة.. السرية التامة فى التحرك تجاه الهدف.. لا تحضيرات.. أى مدفعية تسبق الإغارة وتمهد لها وتدك الموقع المستهدف.. ولا مركبات.. أى لا استخدام لأى وسيلة تُحدث صوتًا!.
بعد شهرين من بداية حرب الاستنزاف.. عشرات الإغارات تمت ونجحت وخسائر موجعة للعدو!. حرب الاستنزاف كانت لها عدة أهداف كلها مهمة!. أن يعرف العالم أن احتلال العدو لسيناء.. ليس أمرًا واقعًا كما يشيع العدو.. وأننا مصممون على تحرير أرضنا!. كل إغارة.. تمثل تطعيمًا للمقاتلين المصريين.. ضد حروبهم النفسية والجيش الذى لا يُهزم! كل إغارة لنا.. تفضح ادعاءهم وتكشف جُبنهم!. كل إغارة.. ثقة هائلة مضافة!. عملية بعد عملية.. وضّحَت الصورة الحقيقية لجيش الصهاينة!. نعم كمًا وكيفًا.. الغلبة لهم فى السلاح!. نعم.. عدو تلقى تدريبًا متقدمًا فى القتال!. نعم كل الظروف خدمته!. القناة «بتاعتنا» أصبحت أكبر مانع ضدنا!. الساتر الترابى!. خط بارليف!. العالم كله معهم.. يساندهم ويدعمهم بالمال والسلاح.. ولكن!.
«كل ده ولا له لازمة».. هذا ما كشفت عنه حرب الاستنزاف الأولى (500 يوم) والثانية (80 يومًا) وقت حصار الثغرة.. على قوات العدو فى الثغرة.. وهذا ما رآه العدو واعترف به العدو.. فى مذكرات قادته وشهادتهم.. وفى تقارير خبراء العسكرية فى العالم!. حرب أكتوبر 64 معركة.. انتصرنا فى 80٪ منها والعدو فى 20٪.. وهذه المعارك.. هى التى جَرَتْ بين تشكيل لواء وما فوق.. وليس بينها.. الاشتباكات التى كنا من يبدأها ومن ينهيها.. والعدو يتجنب التورط فيها!. لماذا؟.
لأن أكثر شىء يخاف منه العدو.. الموت!. هو لا يريد أن يموت وليس على استعداد أن يموت.. لأى سبب وتحت أى ظرف!. هو لا توجد عنده قضية يدافع عنها!. الأرض الموجود عليها فى سيناء ليست أرضه!.
العدو.. أول من عرف الحقيقة.. حقيقة أنه يقاتل مقاتلًا ليس له حل!. الموت الذى يرعبهم.. المقاتل المصرى لا يهابه ولا يخشاه.. لأن عقيدته النصر أو الشهادة.. هذا المقاتل بهذه العقيدة.. قهر المستحيل وأذهل العالم.. وكيف لا يُذْهَلون.. والمصريون أسقطوا 30 نقطة قوية من أقوى خط دفاعى فى سبعة أيام.. العالم مذهول.. كيف تستسلم قلعة عسكرية مجهزة للصمود 90 يومًا على الأقل.. كيف انهارت واستسلمت لمقاتلين بأسلحتهم الخفيفة؟. كيف يدمر مقاتل مصرى 20 دبابة؟ الصعب الذى لم يفهموه.. أنها ليست واقعة وقعت صدفة لمقاتل.. إنما هى ظاهرة.. ومقاتل بمفرده يدمر كتيبة مدرعة.. أمر لا يصدقه عقل!.
شهر أكتوبر.. الذى هو على بعد ساعات منا.. أراه.. النبع والزاد والزواد لنا اليوم ومن سبع سنوات مضت!
أراه.. فى جيش بلدى الآن.. وقوته وخبرته وسمعته ومكانته.. التى حجزت مكانًا له مع الجيوش العشرة الكبار فى العالم اليوم!.
أراه.. فى وقفة جيش مصر مع شعب مصر من 2011 ولليوم وكل يوم بإذن الله!.
أراه.. فى جيش مصر الآن.. الذى هو الوحيد فى العالم.. الذى تصدى للإرهاب بجد وحارب الإرهاب بجد وكسر شوكة الإرهاب فى مصر بجد!.
أراه.. حقق انتصارات.. عجزت جيوش كبيرة عن تحقيقها!.
أراه.. فى قدرة جيش مصر.. على حماية مصر وشعب مصر وحدود مصر.. وكل ما على أرض مصر!.
أرى شموخ أكتوبر.. فى جيش مصر وهو يحارب بيد ويبنى بالأخرى!. ينهى أكبر مشروع إرهاب فى المنطقة.. وبنفس القوة.. يبنى المجد لمصر.. فى كل جديد.. من طرق إلى مصانع وكبارى ومشروعات.
أرى شموخ أكتوبر.. مثلما أرى حقارة.. من ينكر ويكره ويَغِلّ ويحقد ويكذب!. أرى أنهم ليسوا منا.. رغم أن كل واحد منهم.. محسوب علينا «مصرى» فى التعداد!.
اوعوا تخافوا على مصر.. وجيشها موجود.
تحية إلى جيش مصر العظيم فى الأمس واليوم والغد وكل غد بإذن الله..
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.